خلال أزمة فيروس كورونا الذي هاجم العالم ونشر الرعب بين المجتمعات، بقي الناس في بيوتهم إمّا بشكل اختياري أو اجباري، وخلال ذلك، واجهت الكثير من المجتمعات أزمة أخرى، وهي أزمة الجوع الذي سيقضي على أصحاب الدخل المحدود واليومي.
واعتمادًا على المثل القائل: “رب ضارة نافعة” فإن جائحة كورونا تقدّم لنا دروسًا ثمينة مازالت البشرية تستفيد منها للأحساس بالآخرين والشعور بهم، وإذا استمترت بهكذا الخطوات فإنها في طريقها لتأسيس عالم أكثر محبة وإنسانية.
لقد مر العالم بفترة طويلة من عدم الشعور بالآخرين، وها هو فيروس كورونا يُعيد تشكيل العلاقات المجتمعية فالفترة الماضية شهدت تعبيرًا عظيًما لابد أن الكثير من الناس تبنوه، لكن هذا النور الذي سطع في نفوسنا قد يخفت إذا لم نتمسّك به، لا سيما في ظلّ نزعة البعض إلى استغلال الوباء واستثماره لتحقيق مآربهم.
نحن البشر قادرون على مواجهة أصعب التحديات وأخطرها في حال واجهنا الصعاب سويًا دون أن تُسيطر الأنانية علينا
قصص حول العالم من آفاز:
لقد قامت آفاز بنشر 10 قصص إنسانية، قالت أنها: “أعادت اكتشاف إنسانيتنا المشتركة وأظهرت الكثير من التضامن والتعاطف في وقتٍ كان يمكن فيه للأنانية والخوف أن يسيطرا على عقول الجميع”.
وبمساعدة أعضاءها المنتشرين حول العالم، قامت بجمع عدد من قصص التضامن والتكافل الإنساني الذي طفى للسطح خلال تفشي فيروس كورونا والتي أنعشت الروح الإنسانية.
إليكم هذه القصص:
مطعمٌ صغير في بنغالور في الهند اسمه “دزي مسالا” يقدّم الطعام لأكثر من ١٠ آلاف محتاجٍ كلّ يوم — وليس هذا المطعم الوحيد الذي يفعل ذلك! فآلاف الأشخاص حول العالم تطوّعوا لإعداد وجباتٍ طازجةٍ وصحيةٍ للعاملين على خطوط المواجهة الأمامية مع وباء كورونا وللمحتاجين.
إيلينا باغلياريني، ممرّضة من ميلانو، وهي غافية على مكتبها بعد انتهاء مناوبتها الليليّة المرهقة — بعد أيام على التقاط هذه الصورة تمّ تشخيص إصابتها بفيروس كورونا. تجسّد إيلينا شغف الملايين من العاملين في المستشفيات الذين يخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ حياة غيرهم، يوماً بعد يوم.
بعد عقودٍ من الصراعات المستمرة، عقدت الجهات المتصارعة في كيب تاون هدنةً غير مسبوقة وبدأت بالعمل معاً لتأمين وجباتٍ غذائيةٍ للعائلات المحتاجة. وقد صرّح القسّ أندي ستيل سميثي قائلاً: “ما نشهده اليوم هو معجزة تتحقّق”.
عندما أطلق شعب الماساي الذي يدير محمية ناشولاي الطبيعية في كينيا صرخته ووجّه نداء إلى آفاز طلباً للمساعدة بعد انهيار السياحة بسبب كوفيد-19، سمع أكثر من مئة ألفٍ من أعضاء آفاز الصرخة وتبرّعوا لتأمين الغذاء والمستلزمات الطبية ومواد التعقيم ولتمويل حرّاس الحياة البرية ليتمكّنوا من أداء عملهم. ألف شكرٍ لأعضاء آفاز حول العالم، أنتم أكثر من رائعينَّ!
يؤكد العلماء أنهم لم يشهدوا قطّ تعاوناً مشابهاً على مستوى العالم. البروفسورة سارة جيلبيرت هي إحدى السيدات اللواتي يتقدّمن خطوط المواجهة مع فيروس كورونا، وهي تدير فريقاً من الباحثين المتفانين في بحثهم عن لقاحٍ مضاد لمرض كوفيد-19. علماً أن قادة العالم تعهّدوا بدفع أكثر من ٧ مليارات يورو كي تتمّ إتاحة اللقاح، بعد اكتشافه، في البلدان الأكثر فقراً.
في نهاية شهر نيسان/أبريل صعد أكثر من مئتي طبيبٍ كوبيّ شجاع على متن طائرةٍ متوجّهةٍ إلى جنوب أفريقيا للمساعدة على مواجهة فيروس كورونا. يشكّل هؤلاء الأطباء جزءاً من الجيش العالمي من الأطباء الأكفّاء الذين يغادرون بلدانهم ويتركون عائلاتهم لمساندة البلدان المحتاجة.
حسن، لاجئ سوري مقيم في بريطانيا انضمّ إلى ٧٥٠ ألف مواطنٍ بريطاني تطوّعوا لمساندة هيئة الخدمات الصحية البريطانية. يعمل حالياً عامل تنظيفاتٍ في أحد المستشفيات المحلية ويقول “لندن هي مدينتي منذ تركت سوريا، وأقلّ ما يمكن أن أقدّمه هو ضمان أن يبقى جيراني وفريق عمل هيئة الخدمات الصحية الرائع آمنين متعافين”.
أهالي نابولي في إيطاليا يتركون “سلاتٍ تضامنية” كي يأخذها المحتاجون. على السلّات ملاحظة تقول: “أعط إن كنت قادراً، وخذ إن لم تكن”. وهي ظاهرةٌ تعدّت نابولي إلى العالم كلّه حيث صار الناس يساعدون جيرانهم وأهاليهم فيؤمنون لهم المواد الغذائية ويطبخون للمحتاجين. هل هناك ما هو أجمل من ذلك؟
منحت البرتغال حقوق المواطنة لجميع المهاجرين وطالبي اللجوء الذين تقدموا بطلبات إقامة وتسوية الوضعية ولم يتحصلوا على رد بعد، بما في ذلك حق الرعاية الصحية المجانية والإعانة الاجتماعية وحق فتح حسابات مصرفية وتوقيع عقود إيجار.
الكابتن توم مور، الرجل البريطاني البالغ من العمر مئة عام الذي صمّم على جمع المال لصالح هيئة الخدمات الصحية وذلك عبر المشي جيئةً وذهاباً في حديقة منزله. مشيته هذه خطفت قلوب الملايين وتمكّن حتى الآن من جمع أكثر من ٢٨ مليون باوند! وبمناسبة عيد ميلاده المئة وصلته أكثر من ١٢٥ ألف بطاقة معايدة!
التعليقات مغلقة.