أموال مانحي اليمن في قبصة العصابات!

انطباعات الشباب اليمني من انعقاد مؤتمر المانحين بدعوة سعودية ورعاية أممية

عقب إعلان الأمم المتحدة بأنها جمعت في مؤتمر المانحين الأخير الذي استضافته السعودية، مبلغ 1.35 مليار دولار لمساعدة الوكالات الإنسانية على الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية والطارئة بما فيها تمويل برامج احتواء كوفيد-19، تخوّف الكثير من أن المبلغ الذي يُعد أقل من نصف المطلوب، ربما لن يساعد وكالات الإغاثة في تقديم مساعدات غذائية للمزيد من الأسر وبالتالي ريما سيزيد من شبح المجاعة في ظل اعتماد ملايين العائلات اليمنية على تلك المساعدات.

ويرى أنس الخربي، رئيس مؤسسة Live together  أن نتائج المؤتمر مثّلت صدمة لليمنيين، لاسيما أولئك الذين يعتمدون على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإغاثية، ويرجّح إلى أن الأحداث التي يعيشها العالم هي التي أدت إلى خفض التمويل فانشغال العالم بمواجهة جائحة كوفيد – 19 كانت وراء ايقاف منح التمويلات للمنظمات الإغاثية.

ويبني أنس رأيه بعد عملية استطلاع رأي قادها مع عدد 116 فرد يمني، قرأ فيها انطباعاتهم من انعقاد مؤتمر المانحين الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية افتراضيًا، حيث وزّعت المؤسسة التي يرأسها استبيانًا لدراسة رأي اليمنيين داخل اليمن وخارجه، وتوصّلت إلى نتيجة أن 68 بالمية من الشباب اليمني يعتقدون أن المبالغ التي تم جمعها، وعلى الرغم من كونها تمثّل فقط 40 بالمية من نسبة احتياج اليمن، إلا أنها لن تذهب لمن يستحقها من الفئات الأكثر احتياجا.

 

نتائج الاستبيان:

وتقول أرقام الأمم المتحدة أن 80 بالمية من اليمنيين ما يزالون بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، إلا هذه النسبة تبدو من وجهة نظر المبحوثين في الاستطلاع تُعد خارج الاهتمامات الفعلية لوكالات الإغاثة، فنتائج الاستطلاع بيّنت أن 26 بالمية من الشباب المتواجدين في اليمن رفض انعقاد المؤتمر تحت مبررات مختلفة منها ما أشار إليه 60 بالمية من الرافضين لانعقاد المؤتمر أن تلك الأموال ستصل للمتنفذين عليها والسلطات الحاكمة لليمن ولن تصل للمستحقين الفعليين.

شملت نتائج الدراسة رأي 116 فرد، 86 ذكور،  30 إناث.  84 فرد يعيش داخل اليمن بنسبة 72 بالمية،  32 فرد يعيش خارج اليمن بنسبة 28 بالمية.

وقسّمت النتائج وجهات النظر المبحوثين بناء على اقامتهم داخل اليمن وخارجها، حيث ظهرت آراء المبحوثين داخل اليمن أكثر تشاؤمًا من أولئك المبحوثين الذين يعيشون خارج اليمن.

انشغل العالم بكوفيد - 19 وتركوا اليمن تواجه مصيرها وحيدة

أنس الخربي رئيس مؤسسة Live together

ويرى 35 بالمية من المبحوثين داخل اليمن أن الدول المانحة لن تلتزم بتعهداتها في الفترة الزمنية المحددة نظرًا لما يراه 70 بالمية منهم أن التجارب السابقة هي التي غرست في ذاتهم هذه القناعة، ويقول 45 بالمية من المبحوثين داخل اليمن أن المبالغ التي تم جمعها لن تساهم في تحسين الوضع الإنساني في اليمن.

ويعتقد 46 بالمية من الشباب المتواجدين في اليمن أن الأمم المتحدة والسعودية مستفيدتين من الأموال التي يتم جمعها لمساعدة اليمن، ويعارضهم 44 بالمية من الشباب المقيمين خارج اليمن الذين يرون أن الأمم المتحدة والسعودية غير مستفيدتين من الأموال التي يتم جمعها لمساعدة اليمن، فيما يتفق هؤلاء وبنسبة 22 بالمية على أن الأمم المتحدة ستقوم باستخدام هذه المبالغ كميزانيات تشغيلية للمنظمات التابعة لها.

وفيما يتعلق بالتأثير الذي من الممكن أن تتركه هذه المساعدات على حياة اليمنيين، فيرى 37 بالمية من المبحوثين من داخل اليمن أنه سيكون لهذه المساعدات تأثير على حياة المواطن اليمني مقابل 34 بالمية منهم رأوا أنه لن يكون لها أي تأثير، وبشكل مختلف هذه المرة، قال 44 بالمية من المبحوثين الذين يقيمون خارج اليمن أن المساعدات لن يكون لها أي تأثير على حياة اليمنيين، مقابل 22 بالمية خالفوهم بالرأي، وتجدر الإشارة إلى أن 49 بالمية من المتواجدين في اليمن قالوا أن أن المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة سابقا لم تخفف من المحنة الإنسانية، واتفق معهم 66 بالمية من المتواجدين خارج اليمن على هذا الأمر

ويرى المبحوثين أن مؤتمر المانحين لا يجسد حرص المملكة العربية السعودية على الشعب اليمني، حيث أشار إلى ذلك ما نسبته 58 بالمية من الشباب المبحوثين المتواجدين في اليمن وما نسبته 50 بالمية من المقيمين في الخارج، وتفاوتت وجهات نظرهم في هذا الشأن حيث اعتقد 31 بالمية من المبحوثين أن المؤتمر هو محاولة سعودية لتلميع نفسها وتحسين صورتها لدى الرأي العام الدولي، فيما قال 17 بالمية أن عقد المؤتمر جاء من أجل أن تقوم المملكة بالتخفيف من المسؤولية التي تتحملها كونها من دعت للحرب ومن تقودها.

هذا وتعد مؤسسة Live together منظمة الكترونية غير حكومية، أسسها مجموعة من الشباب اليمنيين في المهجر لتعزيز قيم التعايش وحماية حقوق الإنسان خصوصا الاقليات كأساس للتنمية.

التعليقات مغلقة.