البهائيون في اليمن: مواطنون بلا هوية

البهائيون في اليمن: مواطنون بلا هوية

ما هو الدين البهائي

يُعاني أتباع الدين البهائي من اضطهادات مختلفة في المنطقة العربية، حيث لا يتم الاعتراف بدينهم بل يعتبرونه واحدًا من الطوائف الدينية، وهو ما يعتبره البهائيون معلومات مغلوطة^[1]، إذ يؤمنون بنبي خاص بهم يعتبرونه مكملًا للرسالات السماوية وبكونه “المُنقذ” الذي ينتظره المسيحيون لينقذهم من المُتسببين بعذابات الدنيا وظلم الجائرين، وبكونه الرجل الذي ينتظره المُسلمون السُنة “اسمه من اسمي، يملأ الأرض عدلًا كما مُلئت ظُلمًا”، وأيضًا بكونه “المهدي المنتظر” الذي ينتظره المُسلمون الشيعة^[2].

تقول الجامعة العالمية البهائية في تأكيد ذلك: “إِنَّ الدين البهائي دين عالمي مستقل كل الاستقلال عن أي دين آخر، وهو ليس طريقة من الطرق الصوفية، ولا مزيجاً مقتبساً من مبادئ الأديان المختلفة أو شرائعها، كما إنَّه ليس شُعبة من شعب الدين الاسلامي أو المسيحي أو اليهودي. وليس هو إحياء لأي مذهب عقائدي قديم. بل للدين البهائي كتبه المُنزلة، وشرائعه الخاصة، ونظمه الإدارية، وأماكنه المقدسة. أما رسالته الحضارية الموجهة إلى هذا العصر فتتلخص في المبادئ الروحية والاجتماعية التي نصّ عليها لتحقيق نظام عالمي جديد يسوده السلام العام وتنصهر فيه أمم العالم وشعوبه في اتحاد يضمن لجميع أفراد الجنس البشري العدل والرفاهية والاستقرار ويُشيّد حضارة إنسانية دائمة التقدم في ظل هداية إِلهية مستمرة.”.^[3]

من هو نبي البهائيين

في العام 1844 قام شاب تاجر يدعى «علي محمد الشيرازي» بالإعلان أنه حاملٌ لرسالة مقدّر لها أن تحدث تحولا في الحياة الروحية والاجتماعية للبشر، وأعلن أن رسالته تمهّد الطريق لمجيء رسول من عند الله لهداية البشر، جذبت رسالته عديد من الأتباع، ولعل أبرزهم وأكثرهم شهرة ومكانة مرموقة هو حسين علي نوري «حضرة بهاء الله» صاحب الرسالة الإلهيّة الجديدة والذي تنتسب إليه الديانة البهائية.

ينتسب إلى عائلة رفيعة ومرموقة، فوالده كان يشغر منصب وزير، وكانت الحكومة الإيرانية قد عرضت عليه أن يشغر منصب والده، إلا أنه رفض لكونه يحمل على عاتقه مهمة دعوة الناس إلى الدين الجديد ونشر السلام في العالم.

ولد في إيران عام 1817 وتوفي في فلسطين -عكا عام 1892، عاش في إيران معظم حياته قبل أن يتم نفيه إلى العراق ومنها إلى إسطنبول ثم عكا.

انتهاكات ضد البهائيين

بدأت حملة التعسف منذ إعلان الباب عن رسالته والتي اعتبروها خارجة عن إطار التعاليم الإسلامية، لاسيما أنها لا تؤمن برجال الدين ولا تحتاج لهم في نشر الرسالة البابية، وخلال ست سنوات من الرسالة، تعرض أتباعه للتعذيب الشديد وتم قتل ما يقارب 20 ألف شخص، ثم تم اعتقال الباب وقتله في ميدان عام أمام الناس، هذه الحادثة أجّجت مشاعر الناس فقام اثنين من عامة الناس بالهجوم على ملك إيران «ناصر شاه» باستخدام بندقية صيد.

الحكومة الإيرانية اعتبرت هذا الهجوم من تنسيق بهاء الله ووجهت له اتهام مباشر وقامت باعتقاله ووضعه في حفرة سوداء في ظهران، ولم يُطلق سراحه الا بعد أربعة أشهر ونصف بعد اعتراف الأشخاص الحقيقيون بأنهم من قاموا بمحاولة اغتيال الشاه.

عقب خروج بهاء الله من السجن نفي فورا من وطنه إلى مدينة بغداد التي كانت وقتها تحت الحكم العثماني ومكث فيها عشرة سنوات أثناء ذلك أعلن بأنه رسول الله ومنبع الهداية الذي بشر به الباب. فنفاه السلطان العثماني إلى إسطنبول وبعدها إلى مدينة أدرنة في القسم الأوروبي من تركيا وبقي هناك خمسة سنوات؛ حبس بعدها في قلعة عكا في فلسطين. وكان حبسه ونفيه الذين داما طوال الأربعين سنة الأخيرة من حياته لغرض التخلص منه والحد من انتشار نفوذ دعوته.

في العراق وإسطنبول وأدرنا لم يكن بهاء الله سجينًا، لكن سُجن في عكا

إقرأ أيضًا: أموال مستباحة.. ممتلكات البهائيين في قبضة الحوثي

هل البهائيون عملاء لإسرائيل؟

نسمع هذا الاتهام باستمرار، ولكن من خلال معرفة القصة التاريخية، يتضح أن وجود البهائيين ومؤسساتهم في حيفا وعكا، يسبق وجود دولة إسرائيل.

نفي بهاء الله إلى عكا في 1868 تنفيذًا لفرمان السلطان عبدالعزيز ولم يهذب بإرادته بينما تأسست دولة إسرائيل عام 1948 بناء على قرار تقسيم صادر عن الأمم المتحدة[4]

كانت عكا في تلك الأثناء تتبع الإمبراطورية العثمانية وكانت عبارة عن مدينة للسجن وقلعة محصنة للسجناء السياسيين والسجناء من الطراز الأول، ظل بهاء الله هناك حتى توفي فيها، وتم دفنه هناك وأصبح مقدس ومركزًا روحيًا، غير أن جثمان حضرة الباب وبتعليمات من حضرة بهاء الله نقله إلى حيفا.

وبالقرب من حضرة الباب، تم بناء المركز العالمي البهائي “بيت العدل الأعظم” ما يؤكد أن وجود البهائيين ومراكزهم في حيفا وعكا، كان قبل تأسيس دولة إسرائيل، وهو لا يدل بالضرورة عن وجود أي علاقة سياسية بين الطرفين.

تتهم الحكومة الإيرانية البهائيين بكونهم عملاء مع إسرائيل بسبب وجود أماكنهم المقدسة هناك، تحظر الديانة البهائية ويتم تعذيب معتنقيها وسجنهم ومصادرة ممتلكاتهم والتحريض عليهم في الخطابات الرسمية. ومنذ 2013 بالتحديد وبحسب صحيفة “إيه بي سي نيوز” قال ممثلو المجتمع البهائي في تقرير امتد على 122 صفحة إن حكومة “روحاني” كثفت “حملة التحريض على الكراهية ضد البهائيين” بما في ذلك نشر أكثر من 20 ألف قطعة من الدعاية المناهضة للبهائيين في وسائل الإعلام الإيرانية. وأضافت: “في ذات العام أصدر الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي فتوى يدعو فيها الإيرانيين إلى تجنّب جميع التعاملات مع البهائيين”.

البهائيون في اليمن..

ولا يختلف الوضع كثيرًا لدى البهائيين في اليمن عن البهائيين في إيران، ورغم أن البهائيين في الكثير من المناطق العربية تُنهتك حقوقهم المدنية، إلا أن البهائيين في اليمن يعانون أيضًا من التضييق عليهم والتنكيل بهم ولا يشعرون بالأمان لا على أمنهم الشخصي ولا على ممتلكاتهم.

بدايات ظهور الدين البهائي في اليمن ارتبط مع هجرة الباب[5]

وبحسب موقع البهائيون في اليمن فإن “الباب” وصل إلى “المخا” في مهمة تبشيرية[6]، وفيما يبدو فإن هناك يمنيون استجابوا للدعوة، فالجامعة تؤكد أن “شواطئ ومواني اليمن” شهدت مرور “أعداد متزايدة من المؤمنين الأوائل بالدين البهائي والمحبين لحضرته والمنجذبين إلى آياته وكلماته” وذلك أثناء زيارة نبي الديانة البهائية “بهاء الله” الذي كان قد أودع السجن بأمر من الإمبراطورية العثمانية وأودع في سجن عكا بفلسطين[7].

البهائيون في اليمن متواجدون منذ عقود طويلة، وهم لا يعتبرون أنفسهم أقلية منعزلة بل جزء من التكوين المتنوع للمجتمع اليمني

ولأن نسبة التعايش الديني في اليمن منخفضة، احتفظ البهائيون في اليمن بديانتهم لأنفسهم وشاركوها مع المجتمع المحيط بهم فقط، ولم يقوموا ببناء أماكن للعبادة لهم بل أنشأوا مؤسسات مجتمع مدني مارسوا من خلالها أنشطة لخدمة المجتمع ولكن تم إغلاقها ومصادرة محتوياتها مؤخرًا.

اعتقال البهائيون في اليمن

شهد العام 2008 أول موجه اعتقالات للبهائيين في صنعاء على يد جهاز الأمن القومي عندما اعتقلت في يونيو ستة بهائيين. حيث داهمت منزل بهائي واعتقلته بمعية اثنين كانا يزورانه، ثم اعتقال الآخرين تباعًا، ظلوا جمعيهم لمدة أربعة أشهر قبل أن يتم الافراج عنهم، وتشير معلومات إلى أنهم تعرّضوا لضغوط دفعتهم لمغادرة اليمن، ولم يكن الاعتقال بسبب عقيدتهم، بل بسبب شبهة ارتباطهم بإيران، لاسيما أن فترة اعتقالهم تزامنت مع الحروب التي خاضتها الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين.

في 2008 تم اعتقال بهائيين في صالات الوصول بالمطارات بسبب حيازتهم لمنشورات دينية

في 3 ديسمبر 2013 اعتقل الأمن القومي المهندس “حامد بن حيدره” الذي مازال يقبع خلف قضبان السجن المركزي بصنعاء ويواجه خطر الإعدام، لكن المعلومات تقول إن اعتقاله لم يكن بتهمة ارتباطه بإسرائيل بل بإيران، الغرض كان ابتزازه والاستيلاء على ممتلكاته العقارية التي ورثها، بقي 10 أشهر مخفي قسرًا، ومع انقلاب وسيطرتهم على أجهزة الدولة في صنعاء أُحيل إلى النيابة الجزائية المتخصصة بصنعاء، ولما كان شعار تمرد الحوثيين على الدولة هو “لإسرائيل” فقد وجدوا أن ملفه يتناسب مع دعوتهم للموت واعتقدوا بأن هناك مخططًا إسرائيليًا يستهدف اليمن والدين الاسلامي من خلال البهائيين فتمت محاكمته على هذا الأساس، لاسيما أن أصوله الإيرانية كانت بالنسبة لهم دليلًا قاطعًا على عمالته، دون الأخذ بالحسبان نيله الجنسية اليمنية بسبب إقامة والده الطويلة في سقطرى وخدمته للمجتمع هناك.

أحيل بن حيدرة للمحاكمة في يناير 2015 بتهم ملفقة تدعمها حملة اعلامية تحريضية واسعة تدّعي أن البهائيين خلايا استخباراتية تابعة لإسرائيل

ومن هنا بدأت وتيرة اضطهاد البهائيين في اليمن ترتفع، وعلى على غرار اضطهادهم في إيران، بنفس الدوافع والتهم الملفقة والحملات التحريضية، فإلى جانب أنها تقوم بمحاكمة 24 بهائي فهم تتهم البهائية بأنها “جزء من الحرب الناعمة التي تقودها اسرائيل ضد الأمة الاسلامية، وأنها حركة شيطانية تنشر الكفر والشرك وتسعى لتفكيك الإسلام وتدمير الأمة وتلويث عقول الشباب بالأفكار الفاسدة، وغير ذلك من الافتراءات والاشاعات الكاذبة كالقول إن البهائية تبيح الزنا وزواج المحارم والمجون وافساد المرأة”

اضطهاد البهائيين أصبحت سمة مشتركة وعلامة تميز هوية النظامين الإيراني والحوثي، ذات الأسلوب والآليات والاتهامات والأكاذيب والخطاب الطائفي، ولفهم ما يحدث علينا أن نعود إلى وثيقة المرشد الأعلى في إيران في عام 1991م والتي تنص على أنه يجب وضع خطة لمواجهة وتدمير جذور البهائيين الثقافية خارج إيران، واعتبار ذلك جزء رئيسي ومحوري في عملية تصدير الثورة التي تشكل العمود الفقري في أيديولوجية النظام الإيراني الحالي

المبادرة اليمنية للدفاع عن حقوق البهائيين

إقرأ أيضًا: نساء في معتقلات الحوثي، والتهمة: “بهائية”

انتهاكات بحق البهائيون في اليمنيين

• 2008:

اعتقال ستة بهائيين من قبل في صنعاء على يد جهاز الأمن القومي

• 2013:

اعتقال حامد بن حيدره في بلحاف ثم ارساله إلى صنعاء بعد عام

• 2014:

1. النيابة تتهم حامد بن حيدرة وغيره من البهائيين ـحسب قرار الاتهامـ بالتخابر مع اسرائيل وتطالب بمصادرة أموالهم وإغلاق المؤسسات البهائية.
2. النيابة الجزائية المتخصصة تقوم بمضايقة زوجة بن حيدرة وتسيء إليها بسبب دفاعها عن زوجها، وقامت بإهانتها وتهديدها بالحبس، وقطع مصدر الرزق الوحيد الذي كانت تعيل به بناتها الثلاث.
3. بدء حملة إعلامية تحريضية واسعة ضد البهائيين، تم تكفيرهم وتخوينهم وتأليب الرأي العام عليهم، وتزامن معها حملة اعتقالات لعدد من البهائيين على خلفية عقيدتهم الدينية
4. في 3 سبتمبر 2014 تم تحويل قضية بن حيدرة إلى النيابة الجزائية المتخصصة فتم نقله من معتقلات الأمن القومي إلى سجن البحث الجنائي وفي 3 أكتوبر 2014م تم نقله إلى السجن المركزي في صنعاء حيث رفضت النيابة الجزائية وبشكل قاطع خروجه بكفالة

• 2015:

1. في 18 يناير 2015 عقدت أول جلسة لمحاكمة بن حيدرة في المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء
2. اعتقال أكرم صالح عياش لمدة يوم واحد في قسم شرطة بتهمة نشر البهائية
3. عضو النيابة راجح زايد ومن داخل جلسات المحكمة يُهدّد باعتقال كافة البهائيين
4. اعتقال البهائيان نديم ونادر السقاف لمجرد حضورهما جلسة محاكمة بن حيدرة

ذروة الاعتقالات ضد البهائيون في اليمن تمت بعد انقلاب الحوثيين

• 2016:

1. اعتقال 67 فرًدا من مختلف المحافظات اليمنية منهم نساء وأطفال وبعضهم غير بهائيين، كانوا حاضرين في ملتقى شبابي نظمه البهائيين بهدف هدفه توجيه طاقات الشباب اليمني نحو خدمة المجتمع.
2. في 10 أغسطس أعتقل الأمن القومي كيوان محمد قادري بسبب انه بهائي، هناك توجيهات قانونية بالإفراج عنه من مكتب النائب إلا أن الامن القومي يرفض الإفراج عنه.

• 2017:

1. 5 ابريل: الأمن القومي على يعتقل “بجوهش بديع الله سنائي”
2. 17 ابريل: مع اقتراب عيد الرضوان (أهم أعياد البهائيين) بدأ الامن القومي حملة اعتقالات واسعة ضد البهائيين رجالا ونساء أدت الى تشريد عوائل بأكملها من منازلها واضطرارهم لإيجاد أماكن سكن بديلة وتسببت في حرمان الاطفال من امتحانات نهاية العام وحرمان الأطفال من التعليم لفترات طويلة وتسريح البعض من وظائفهم.
3. 20 ابريل: اعتقال “وليد عياش ومحمود حميد” ويعد عياش من مشايخ القبائل المعروفين في اليمن ومن الشخصيات البهائية البارزة في المجتمع اليمني، سبق وأن اعتقل مرتين قبل ذلك بسبب معتقده البهائي.[8]
4. 15 مايو: شارك المئات في وقفة احتجاجية سلمية للمطالبة بإخراج الشيخ وليد عياش المحتجز بأوامر من عضو النيابة الجزائية القاضي راجح زايد، إلا أن الأخير قام باتهام المشاركين في الوقفة الاحتجاجية بأنهم كفار وعملاء لإسرائيل وأمر الجنود المتواجدين بقتلهم، فتم إطلاق النار بشكل كثيف استمر قرابة نصف ساعة.
5. 24 مايو: اختطاف الشاب وائل العريقي من قبل عناصر أمنية ترتدي الزي المدني
6. 25 مايو: اعتقال المهندس بديع سنائي من مقر عمله في الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني
7. 22 أكتوبر: أثناء ما كان البهائيين يحتفلون بمرور 200 عام على مولد رسولهم حضرة بهاء الله، هاجمت أربع سيارات مصفحة منزل وليد عياش وأطلقت النار بشكل مكثف لإرهاب اسرته، واعتقلت أخيه أكرم صالح عياش.

اقتحموا أماكن تجمعات البهائيين في المنازل وقاموا بمصادرة ممتلكاتهم

• 2018:

1. 2 يناير: اصدار حكم بإعدام حامد بن حيدرة تعزيرا ومصادرة كافة أملاكه وإغلاق كافة المؤسسات والمحافل البهائية في البلاد.
2. 15 سبتمبر: بدأت محاكمة 24 بهائيا لدى نفس المحكمة التي حكمت على بن حيدرة بالإعدام وبنفس التهم عقوبتها الاعدام.
3. 11 أكتوبر: تم اعتقال المتحدث الرسمي باسم الجامعة البهائية في اليمن عبدالله العلفي واقتياده إلى مكان مجهول، أحاط به جنود مسلحون في سيارتين عسكريتين وأخذوه معصوب العينين ثم افرجوا عنه لاحقًا.

• 2020:

محكمة الاستئناف تؤيد الحكم الابتدائي الصادر بحق حامد بن حيدرة، في جلسة أُقيمت قبل موعدها باسبوع ودون حضور بن حيدرة لتمكينه من الدفاع.

جلسة تعزيز حكم الإعدام جاءت في وقت كان يحاول العالم أن يحصد المزيد من التعاطف والتضامن الإنساني تجاه بعضه بسبب جائحة كورونا، لكن الحوثيين لا يفعلون ذلك عمومًا، بل ضمّنوا في قرارهم أيضًا، إغلاق كافة المؤسسات البهائية ومصادرة ممتلكاتها

إلغاء حكم الإعدام: إشاعة رئاسية

في 25 مارس 2020، وأثناء الذكرى الخامسة من انطلاق عمليات عاصفة الحزم التي تقودها السعودية للقضاء على الحوثيين؛ أعلن مهدي المشّاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء -التابع للحوثيين- الإفراج عن جميع السجناء البهائيين المحتجزين لديها.

ظَهر مهدي المشاط في خطاب مُتلفز بثته قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين وقال: “نأمر بالإفراج عن جميع السجناء البهائيين ونأمر بالعفو عن المدعو حامد حيدرة من عقوبة الإعدام والإفراج عنه”.

إعلان العفو جاء بعد ثلاث أيام من حكم التعزيز بإعدام بن حيدرة

ومنذ 25 مارس، وحتى اليوم، مازال إعلان العفو، مجرّد أحرف هشيمة ذرتها الرياح، إذ على ما يبدو كان عبارة عن إعلان تسويقي لكلمة رئيس المجلس السياسي بمناسبة ذكرى الحرب عليهم، فتعجيل محاكمة بن حيدره وتأييد حكم الإعدام بذلك الشكل اللا قانوني، هو مؤشر لاستخدام الجماعة قضية بن حيدره وقضايا البهائيين عمومًا لأكثر من مجرد تسويق.

^[1] نقاش مع عدد من البهائيين في الكويت في جلسات منفصلة

^[2] وجهة نظر إحدى البهائيات، تفضّلت بها في إحدى الزيارات الخاصة، هي بهائية انتقلت حاليًا للعيش في أمريكا وفضّلت عدم ذكر اسمها

^[3] البهائيون في اليمن – الدين البهائي، حضرة بهاء الله http://www.bahaiye.org/AR/Articles/hadratBahauAllah.aspx

[4] أخبار العالم البهائي، علاقة البهائية باليهود، رابط: https://abnnews.net/archives/8467

[5] موقع البهائيون في اليمن وهو المصدر الرسمي للمعلومات المتعلقة بالبهائية في اليمن http://www.bahaiye.org/AR/About/Default.aspx

[6] المصدر السابق

[7] المصدر السابق

[8] المبادرة اليمنية للدفاع عن حقوق البهائيين https://www.defendingbahairights.org/copy-of-albhaeywn-fy-alymn

للمساهمة في عملية الترجمة، تواصل معنا alazazi6@gmail.com