حكم الترحم على غير المسلمين اعتماداً على القرآن والسنة النبوية،يحتاج إلى قراءة غير متطرفة للدين ووعي بالمصلحة العليا للأمة والوطن،و رغبة ذاتية بالتناغم مع الآخرين.
آراء رجال الدين المسلمين المختلفة حول الحلال و الحرام في الترحم على غير المسلم دليل على التنوع داخل الدين الإسلامي، بإعتباره اختلاف يستدعي الرحمة وليس الإنقسام، اختلاف يستدعي العقل وسلطة الضمير.
هل يجوز الترحم على غير المسلمين؟
يجوز الترحم على غير المسلمين وفقا لفتاوى صادرة عن مؤسسات إسلامية مختلفة، لعل أبرزها: دار الإفتاء المصرية، الأزهر،رابطة علماء المغرب العربي.
كما أباح الترحم على غير المسلمين علماء دين بارزين مثل يوسف القرضاوي، عدنان إبراهيم، عصام تليمة، علي القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حيث جاء في فتوى له ان:
“دعوى الإجماع في حرمة استعمال الرحمة لغير المسلمين من الموتى.. ليست صحيحة، كما ذكره بعض العلماء، إلا إذا أريد بها المغفرة للمشركين. أما بمعنى التخفيف من العذاب فقد أجازه البيهقي وغيره وأجازه عدد من فقهاء المذاهب”
كما أن الترحم على غير المسلمين عند الشيعة جائز كما في فتوى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني
جواز الرحمة على غير المسلمين عند السنة و الشيعة و في المذاهب الأربعة تشمل أهل الكتاب ( اليهود والمسيحيين بالدرجة الأولى، والصابئة والمجوس بدرجة أقل. وأهل الكتاب هم أصحاب كتب مقدسة، تمييزاً لهم عن الوثنيين، ويكبيديا).
كما تشمل ايضا أتباع الديانات الأخرى (غير السماوية)،فعدم اعتراف الاسلام بالديانات غير السماوية لا يعني اعتبار اتباعها غير جديرين بالمعاملة الحسنة،ففي سؤال لدار الإفتاء المصرية حول :هل يجوز الدعاء لغير المسلم ، ترد دار
الإفتاء بالقول:
” لا مانع من أن تدعو لغير المسلم؛ فلا حجر على الطمع في كرم الله تعالى بل ذلك أمر مشروع”.
أقرا ايضًا: التعاطف لفهم شرعية الترحم على غير المسلم
أسباب الجدل حول الترحم على غير المسلمين
- ربط مفهوم الترحم بالولاء لله
و هو ربط ناتج عن تعصب اعمى وسوء فهم للدين ، فالتعاطف مع غير المسلم لا يجب اعتبارة علامة على نقص الإيمان بل علامة على عمق الإحساس الإنساني وسلطة الضمير. - الإلتباس القائم بين مفهوم الترحم و مفهوم التعزية
الترحم على غير المسلمين هو الدعاء للموتى من غير المسلمين بالرحمة ، و طلب المغفرة لهم، و هو أمر يخضع للدين و أحكامه.
اما تعزية غير المسلمين فهي مشاركة اصدقاءنا وجيراننا وزملاءنا وإخواننا في الوطن من غير المسلمين احزانهم ، و هو واجب لا يسقط بإختلاف الدين، و لا يرتبط بإيمان الشخص بل بإنسانيته و أخلاقه.
هل يعتبر غير المسلم شهيدًا؟
لفظ الشهيد يُطلق على كل من يُقتل في سبيل قضية عادلة.
الشهيد شفيق مترى سدراك.
خلاصة القول حول جدل الترحم على غير المسلم
المسلم وغير المسلم، لا يمكن دفنهما في مقبرة واحدة
لكنهما استطاعا -دائمًا- الحياة في وطنٍ واحد.
لا نعرف إذا ما كان “الدعاء” بالرحمة.. يُجدي أحدً بعد الموت
لكننا ندرك تمامًا.. أن “التعامل” بالرحمة هو من يمنح الجميع:
المعنى الكبير للحياة، والدلالة الحقيقية على وجود الإنسان.
التعليقات مغلقة.