نساء على حِبر

تقرير خاص عن صورة المرأة الكويتية في الإعلام الكويتي خلال الربع الأخير من العام 2019

هذا التقرير…

يتطرّق لواقع المرأة في الكويت، مُتخصّص برصد ومتابعة صورة المرأة الكويتية في مختلف وسائل الإعلام المحلية ومتابعة آخر التطورات في ملف حقوق المرأة في الكويت، وقراءة أبعاد تلك المُتغيرات على واقع المرأة وتأثير ذلك على التزامات الدولة في المحافل الدولية.

يأتي إصدار التقرير كترجمة لما يحدث داخل الكويت، وفق المعايير التالية:

  • ما تم نشره في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي
  • القوانين والقرارات الصادرة الخاصة بالمرأة خلال فترة التقرير
  • تواصل وتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة لمعرفة اخر الإحصائيات والمؤشرات المتعلقة بالمرأة

فترة إعداد التقرير هي الربع الأخير من العام الحالي 2019: “اكتوبر، نوفمبر وديسمبر”

 

ماهو واقع النساء الكويتيات خلال ثلاثة أشهر؟

شهدت فترة التقرير تشكيل الحكومة الكويتية حيث تم في 17 ديسمبر 2019 الإعلان عن أسماء مجلس الوزراء ونالت المرأة، لأول مرة في تاريخ الكويت؛ على ثلاث حقائب وزارية من أصل 15 مقعدًا وزاريًا وهو ما يمثل نسبة 20 بالمائة، يذكر أن الحقائب الوزارية الرسمية عددها 22 حقيبة بالإضافة إلى رئيس الوزراء، لكن حكومة الكويت تقوم أحيانًا بتعيين وزير للقيام بمهام وزارتين، وتم تعيين السيدة مريم عقيل السيد هاشم العقيل كوزيرة المالية ووزيرة دولة للشئون الاقتصادية بالوكالة، إضافة إلى تعيين الدكتورة رنا عبدالله عبدالرحمن الفارس للقيام لتكون وزيرة للأشغال العامة ووزيرة دولة لشئون الإسكان، بالإضافة إلى تعيين الدكتورة غدير محمد محمود أسيري كوزيرة للشئون الاجتماعية.

كما شهدت الفترة إقامة فعاليات وندوات متعلقة بالمرأة تزامنت مع اليوم الدولي الخاص بمناهضة العنف ضد المرأة في 25 نوفمبر، وكذا حملة ال 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، إضافة إلى اليوم العالمي للمدافعات عن حقوق الإنسان، كما شهدت الفترة تحقيق انجازات متعددة لعدد من النساء الكويتيات في مختلف المجالات، الرياضية منها والعلمية والمجتمعية.

وشهدت الفترة انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي التاسع والإقليمي للمرأة بدولة الكويت الذي نظمه مركز دراسات وأبحاث المرأة في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت تحت رعاية الأمانة العامة للتخطيط وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، كما شهدت استضافة لبطولة الخليج السادسة لرياضة المرأة التي شارك فيها ست منتخبات خليجية تنافست في 11 لعبة فريدة وجماعية، حيث حلت الكويت في المركز الثالث برصيد 50 ميدالية ملونة للسيدات.

ومن المحطات البارزة أثناء فترة التقرير هو عودة الإعلامية فجر السعيد من رحلة علاج بالخارج استمرت نحو 5 أشهر تكللت بالنجاح، وكانت تلك مناسبة للاحتفاء، لاسيما أن وسائل الإعلام كانت قد اهتمت برحلة علاجها بشكل لافت، وذلك نظرًا لما تمثله السعيد من مكانة في الوسط الإعلامي التي اشتهرت خلاله بكتاباتها التي تتناول قضايا اجتماعية تثير الجدل.

وقُتلت، خلال فترة التقرير شابة كويتية من مواليد 1991، وتحوّل مقتلها إلى قضية رأي عام، وغردّ الكثير من الشباب حول العالم عن مقتلها وأعادوا استذكار حوادث العنف ضد المرأة في الكويت والقوانين المتعلقة والمثيرة للجدل لاسيما المادة 153 من قانون الجزاء الكويتي الذي طالب الكثير بإلغائها، ونشرت وسائل إعلام خبر مقتلها، مشيرين إلى أن شقيقها قام بتسليم نفسه، واستمر هاشتاج باسمها في التداول حتى انتهاء فترة التقرير.


نظرة عامة

تحتاج المرأة في الكويت إلى رأي عام مساند لها، ينطلق بدافع وطني ويدعو للاستفادة من قدراتها في بناء مستقبل أكثر استدامة وعدلًا وازدهارًا، سواء في اطار التزام دولة الكويت بتحقيق الأهداف العالمية أو ما تُسمى: “أهداف التنمية المستدامة” ال 17، أو في إطار رؤيتها الوطنية 2035 “كويت جديدة”، حيث يمكن للمرأة أن تُشكل رقمًا مهمًا في المساهمة بفعالية في تنفيذ رؤية الكويت أو في تحقيق الأهداف العالمية التي التزمت الكويت بتحقيقها مثل سائر بلدان العالم أثناء مؤتمر قمة الأمم المتحدة للتنمية[1].

وعلى الرغم من أن أهداف التنمية المستدامة ليست ملزمة على المستوى القانوني أو الحقوقي، لكن الكويت كانت أول دولة في مجلس التعاون الخليجي تدعم الهدف الخامس من الأهداف العالمية[2] والمتعلّق ب: “تمكين كلّ النساء والفتيات”، وبدا ذلك جليًا عندما أعلنت عن اطلاق جائزة الكويت الدولية للمرأة المتميزة في 15 مايو 2018، وكانت وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة هند الصبيح قد قالت عند إطلاق الجائزة أنها تحقيقا للهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة[3].

وتحرص الكويت على رعاية المرأة الكويتية وتمكينها وتنمية قدراتها من خلال دعم برامج تنمية قدراتها الاجتماعية والاقتصادية والحرفية وكفالة استقرارها الأسري والنفسي من خلال برامج تأهيلية لرفع كفاءة المرأة وتعزيز دورها في المشاركة في الحياة العامة وتوفير الخدمات للمرأة العاملة وتشجيع دعم دورها في مجال المشروعات الصغيرة، وهي إذ تشجع على إقامة حوار مفتوح حول المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة باعتبارها عنصراً أساسياً في التنمية الشاملة والمستدام[4].

احصائيات المرأة في الكويت

تشكل المرأة الكويتية في المجتمع الكويتي نسبة 51.06 بالمائة من إجمالي عدد السكان في الكويت[5]، ويبلغ عدد النساء نحو 723263 نسمة[6] وهذا مؤشر مهم جدا على الدور الكبير الذي من المفترض أن تقوده المرأة في رسم مستقبل البلاد.

وفيما يتعلّق بشريحة الشباب الكويتي فإنهم يمثلون قاعدة واسعة في الهرم الديمغرافي، حيث يصل عددهم إلى 787129 نسمة[7] بنسبة 55.5 بالمائة من اجمالي عدد مواطني البلاد البالغين 1416495 نسمة[8]، تبلغ عدد النساء نحو 408975 بنسبة[9] 52 بالمائة من إجمالي الفئات الشابة و29 بالمائة من إجمالي عدد السكان، و56.5 بالمائة من إجمالي عدد الإناث في الكويت، مما يُظهر زيادة في عدد النساء، خاصة الشابات اللواتي يتراوح أعمارهن بين 18 – 65 سنة.

أما فيما يتعلق بالنساء العاملات في وزارة الإعلام فإن إحصاءات العاملين بالقطاع الحكومي حتى تاريخ 30/6/2018          يُبين أن 2386 امرأة كويتية من اجمالي 7055 موظفًا كويتيًا[10] بنسبة 33.8 بالمائة من اجمالي عدد الموظفين الكويتيين، فيما تعمل 160 امرأة غير كويتية في وزارة الإعلام من اجمالي 1121 موظفًا غير كويتيًا[11] بنسبة 14.2 بالمائة من اجمالي عدد الموظفين غير الكويتيين في الوزارة، أي أن هناك 2546 امرأة عاملة في وزارة الإعلام الكويتية من واقع 8176 موظفًا[12] ويشكلن نسبة 31.1 بالمائة من عدد الموظفين.


المرأة في الإعلام الكويتي:

على الرغم من العدد الذي تمثله النساء في الكويت، إلا أن الظهور الإعلامي لها في وسائل الإعلام ليس بالمستوى المطلوب، فقد لاحظنا من خلال عملية المتابعة لوسائل الإعلام أن الإتيان بذِكر المرأة يتزامن مع أي حدث قائم، بمعنى أن هناك موسمية في تسليط الضوء على النساء في المجتمع أو على قضاياهن، كما لاحظنا أن النصيب الأكبر في ذكر النساء على الوسائل الإعلامية يذهب باتجاه التصريحات أو أخبار تتعلق بمشاركاتهن ولا يوجد هناك توجّه لإفراد أو تخصيص صفحات أو مواد إعلامية خاصة بقضايا المرأة أو طموحاتها.

ولا يعني ذلك أن وسائل الإعلام تتجاهل قضايا المرأة، بل يعني أن موادها الإعلامية تقتصر على التصريحات أو العرض العابر والمؤقت لأنشطة مجتمعية تقوم المرأة بتنفيذها سواء بشراكة مع شريكها الرجل أو بشكل منفصل، ولعلنا نتطرق لذلك لكوننا على دراية بأن الايعاز بذكر جهود المرأة وتسليط الدور على أدوارها القادرة على تنفيذها -وليس ما قامت بتنفيذه بحسب- من شأنه تسهيل مشاركة المرأة واستثمار قدراتها نحو تحقيق رؤية الكويت الجديدة بحلول عام 2035 من خلالها مشاركتها في السبع الركائز الأساسية لخطة التنمية الوطنية.

ولعل وزير الإعلام الكويتي الأسبق الدكتور سعد بن طفلة العجمي، تطرّق لأهمية هذا الأمر من خلال ربطه بالصورة النمطية عن منطقة الخليج في العالم التي قال بأنها تدور حول ثلاثة أمور “المرأة والإرهاب والنفط” مشيرًا إلى أنه بالإمكان تهيئة الذهنية لنقل صورة إيجابية وقلب الصورة النمطية عنا وعن منطقتنا[13]، ولفت إلى أهمية دور الإعلام في حمل الصور الإيجابية وبناء علاقة إيجابية[14] وما يقصده هنا ليس ما يتعلق بالنوع الاجتماعي بل فيما يتعلق بالمجال الدبلوماسي، ولكن الاسترشاد بكلامه ينطبق بالضرورة على تعاطي الإعلام مع الأدوار التي تقوم بها المرأة والتي لا تأخذ حقها الكافي في تسليط الضوء الإعلامي عليها.

فعلى سبيل المثال، وفي 24 اكتوبر 2019 اختارت هيئة الإذاعة البريطانية BBC الدكتورة العنود الشارخ من ضمن 100 امرأة ملهمة ومؤثرة في العالم خلال عام 2019، كواحدة من بين 17 امرأة عربية تم اختيارهن تقديرا لدورهن واسهاماتهن في مجالات متنوعة[15]، لكن الكثير من وسائل الإعلام المحلية اكتفت بنشر الخبر نقلًا عن وكالة الأنباء الكويتية “كونا” باستثناء تصريح مقتضب نُشر في صحيفة القبس[16] ومداخلة هاتفية في برنامج ليالي الكويت في القناة الأولى[17]، وما دون ذلك فلم يتم الاحتفاء به كإنجاز كويتي صنعته امرأة، على الرغم من اهتمام القيادة السياسية بالحدث وارسال برقيات تهنئة إلى الدكتورة الشارخ من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله[18] وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس الوزراء السابق الشيخ جابر المبارك، إضافة إلى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم[19].

وفي 10 ديسمبر 2019 حصدت الدكتورة غدير الفندي جائزة الابتكار العالمية لإدارة المشاريع لبحثها الأكاديمي المنفذ في المملكة المتحدة عن بحث بعنوان “التحقيق في قدرات إدارة المخاطر لشركات الإنشاءات في دول مجلس التعاون الخليجي” وأسهم بحثها في دراسة وتحليل مؤسسات البناء والمشاريع في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي من خلال دراسات استقصائية ودراسات حالة[20]، وجاء فوزها من بين 202 بحث مشارك على مستوى العالم[21]، ورغم ذلك، اكتفت وسائل الإعلام بعرض خبر الفوز، باستثناء مقابلة صحفية وحيدة في صحيفة الأنباء 30 ديسمبر[22].

في المقابل سلّطت وسائل الإعلام المحلية الضوء على انجازات لنساء كويتيات، ففي 13 نوفمبر 2019 تمكنت المخترعة الكويتية سارة بورجيب من التأهل إلى معرض سيئول الدولي للاختراعات في كوريا الجنوبية بترشيح من الأمانة العامة لمجلس التعاون، لابتكارها جهازا يكشف عن الكسور لدى الأطفال دون الحاجة للأشعة[23]، وفي 29 من ذات الشهر حصدت ذهبية عن اختراعها للمرة الأولى على مستوى الكويت ودول الخليج[24]. واهتمت وسائل الإعلام بهذا الانجاز حيث تم تسليط الضوء عليه منذ لحظة الإعلان عن تأهلها إلى فعاليات المعرض، حيث استضافتها القبس بتاريخ 13 نوفمبر[25]، وقناة الكويت بتاريخ 19 نوفمبر[26] وفي عدد من وسائل الإعلام، وحتى بعد الإعلان عن فوزها استمرت وسائل الإعلان بالحديث عن ما حققته من انجاز[27].

فعاليات متعلقة بالمرأة

خلال فترة التقرير، نشطت في الكويت عديد من الفعاليات المتعلقة بالمرأة لاسيما وأن الفترة تزامنت مع المناسبات الدولية الخاصة بالمرأة.

الأمم المتحدة كانت قد حددت يوم 25 نوفمبر من كل عام كيوم عالمي للقضاء على العنف ضد المرأة والذي يأتي كنتيجة للتمييز ضد المرأة في القانون أو في الممارسات العملية أو كنتيجة لاستمرار عدم المساواة بين الرجال والنساء، وترى الأمم المتحدة أن كل تمييز هو عنف، والعنف هو الجريمة التي يمارسها هذا الجيل بحق بعضه بشكل عام وبحق النساء على وجه الخصوص وتدور حوله مجهودات حثيثة للتخلص منه في كافة صوره وأشكاله.

وفي ذات اليوم، 25 نوفمبر؛ تنطلق حملة عالمية لمدة 16 يومًا تناهض العنف ضد المرأة وتستمر حتى 10 ديسمبر من كل عام تحت عنوان “اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة”، وفي هذا العام، خصّصت الحملة موضوع الاتحاد هو لإنهاء العنف ضد المرأة في مكان العمل، وإضافة إلى ذلك فقد شهدت الفترة اليوم العالمي للمدافعات عن حقوق الإنسان الذي يصادف 29 نوفمبر من كل عام.

ولعل أبرز الفعاليات التي تم تنفيذها بهذه المناسبة هي التالي:

احتضان الكوبت للمؤتمر الاقليمي الأول والسنوي التاسع للمرأة

اطلاق منصة إلكترونية خاصة بالنساء:

حلقة نقاشية عن دور النساء الدبلوماسيات الكويتيات في الأمم المتحدة من أجل الأمن والسلام

حلقة نقاشية قدمت رؤية وطنية للقضاء على العنف ضد المرأة

حلقة نقاشية ناقشت العنف الأسري في المجتمع الكويتي

ولقد اتضح لنا من خلال عملية الرصد للفعاليات المتعلقة بالمرأة التالي:

  • أغلب وسائل الإعلام تعتمد على التغطية الخاصة بوكالة الأنباء الكويتية كونا
  • هناك تقاعس في عرض قضايا النساء التي يتم طرحها في الفعاليات، ويتم التركيز على العناوين البارزة في الفعالية أو الحضور البارزين
  • بعض وسائل الإعلام لاسيما الوسائل الإخبارية في تويتر، تتعمد إثارة بعض المسائل في الفعاليات الخاصة بالنساء وذلك من أجل التفاعل على منصاتها وليس من أجل طرح القضية والتوعية حولها
  • بعض الفعاليات لا تجد لها طريق للاهتمام الإعلامي، ربما بسبب القصور في التنسيق بين المنظمين وبين وسائل الإعلام

الحركة النسوية:

في 12 ديسمبر غرّد أستاذ في جامعة الكويت من خلال حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أنه في اطار سعي قسم التاريخ والآثار بجامعة الكويت بتحديث أدواته بما يخدم العملية التعلمية وتجهيز جيل واع بأدوات البحث وقنواته، أقر اجتماع مجلس القسم العلمي إنشاء ثلاث وحدات بحثية تخصصية تطوعية هي (وحدة الدراسات التاريخية الخليجية، وحدة الدراسات الأوروبية، وحدة الدراسات النسوية) وأشار إلى أن وحدة الدراسات النسوية سوف تتبع نشأة تاريخ المرأة عبر العصور المختلفة وربطها بالحركات النسوية المعاصرة من الناحية التاريخية وهذا المجال يجعل قسم التاريخ بجامعة الكويت من الاقسام القلائل الذي يهتم بهذا النوع من الدراسات المهمة، وأضاف بأن من ستقود هذه الوحدة هي إحدى الناشطات في المجال النسوي[32].

وقد برز مؤخرًا مصطلح النسوية حيث واجه تعليقات كثيرة حول فحواه، فمنهم من هاجمه بشدة وقاموا بتفريغه من محتواه مستدلين ببعض التيارات المتطرفة ومعللين بأنه لا يمكن تأسيس حركة نسوية في ظل وجود مجتمع محافظ، ومنهم من اعتبر وجوده أساسيًا لكونه يقوم بتحرير المرأة من كافة الوصايات أو على الأقل من الوصايات التي تعمل على تقييدها بشكل مباشر واخضاعها للسلطة الذكورية.

وعلى تويتر، ثمة عدد من التغريدات التي تم رصدها، حول سبب انتشار الحركات النسوية وهل هو بسبب وقوع الظلم على النساء؟ وكانت بعض الردود قد أكدت بنعم؟”[33]، فيما أكدت ردود أخرى بأن حقوق المرأة وما تعانيه من ظلم في قوانين الجنسية والإسكان والتعنيف لا أحد يركز عليه[34]

في 11 نوفمبر نُفذ في دولة الكويت من خلال منصة كلمات للثقافة والإبداع محاضرة بعنوان: “النسوية بين العرب والغرب” قدم خلالها الدكتور سعد البازعي محاضرة بعنوان: “النسوية هجرة المفاهيم وتعدد السياقات” قال خلالها: أن النسوية جاءت بوصفها حركة اجتماعية وسياسية إلى جانب كونها حقلًا للدراسات تنطوي على نظريات ومفاهيم قادمة من سياق غربي لتصل إلى بيئة مغايرة فظلت متحولة حسب الاستعمالات والظروف

.وأشار إلى أن مطالبة المرأة بحقوقها ليست حكراً على ثقافة أو مجتمع، وإنما هي ظاهرة عرفتها الثقافات والمجتمعات الأخرى، منها البلاد العربية. طالبت المرأة العربية بحقوقها منذ أمد طويل، قبل أن تعرف عن مطالبات أخرى، وقال أن المرأة العربية طالبت بحقوقها منذ أمد طويل، قبل أن تعرف عن مطالبات أخرى. مشيرًا إلى أنه يتحدث عن وضع إنساني تقتضيه الظروف، ويصنعه التطور، لكن مجيء المفهوم الغربي إلى الثقافة العربية أوجد حالة جديدة، تجاوزت المطالبة الأساسية للحقوق؛ لتؤثر في كيفية النظر إلى المرأة، إلى هويتها بوصفها أنثى في مقابل الرجل، أو ما يعرف اليوم بهويتها الجندرية أو الجنوسية [35].

وقال أنه من المفاهيم التي استجدت تطوُّر الدراسات النسوية، وانتشار أسسها النظرية، المفهوم الشائع الآن، أي الجندر والجندرية أو الجنوسة، الذي يشير في الدراسات النسوية إلى دور الطبيعة الجنسية للإنسان، أي كونه ذكراً أو أنثى، وكيفية النظر إليها، والتحيزات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، بل حتى اللغوية الناجمة عنها، وما يعنيه ذلك من مواقف أيديولوجية، إلى غير ذلك من مسائل وقضايا وإشكاليات. كل تلك ركائز للدراسات النسوية وما يتصل بها من نظريات ومواقف، تطورت في إطار أوروبي أساساً، ثم انتقلت إلى الثقافات الأخرى، ولكن انتقالها لم يعنِ بقاءها كما هي بل إنها ككل ما يصدر من ثقافة إلى ثقافة؛ يتعرض للتمحيص والنخل والانتقاء في عمليات غير متعمدة أو مقصودة بالضرورة، ولكنها تأتي نتيجة التبيئة في الثقافة الجديدة. ويصدق ذلك على كل الأفكار المهاجرة: الماركسية الروسية غير الماركسية الصينية وغير الفرنسية وغير العربية، وكذلك هو الحال مع مدارس في الأدب وعلم النفس والاجتماع، بل حتى في ما يعرف بالعلوم الطبيعية[36].

وأنتجت المحاضرة عددًا من ردود الفعل، ما اضطر بالدكتور البازعي إلى نشر تغريدة في حسابه على تويتر قال فيها أن محاضرته لم تكن تبنياً لقضية أو دفاعاً عن أحد بقدر ما كانت مناقشة فكرية وتحليلاً تاريخياً لتيار وحركة متعددة الأبعاد، مشيرًا إلى أنه يؤمن بحقوق المرأة ويدافع عنها لكن المحاضرة توخت الجانب التاريخي التحليلي وليس السجالي، مع أن ثمة موقفاً ضمنياً داعماً دون شك.[37]

وعلى الجانب الآخر وتحديدًا في نيو اورلينز بالولايات المتحدة الاميركية وخلال المؤتمر السنوي الـ٥٣ لجمعية دراسات الشرق الأوسط والتي تعد اكبر وأقدم جمعية أميركية أكاديمية غير ربحية تجمع المفكرين وتبحث في شؤون الشرق الأوسط؛ ألقى الدكتور بدر موسى السيف، من قسم التاريخ في جامعة الكويت محاضرة بعنوان: “الأديان ليست حصرا على الرجال وحدهم” قال خلالها أن الرجل قد هيمن على إنتاج المعرفة في الإسلام منذ صدر الإسلام، إلا أن ذلك لم يمنع بروز دعوات إلى تمكين المرأة بشكل أفضل وأوسع، وهو ما سمح بظهور بذرة ما يمكن أن نسميه النسوية الإسلامية[38].

وبحسب صحيفة الأنباء، فقد أشار إلى أن النسوية الإسلامية لها استراتيجية أساسية تتمثل في منافسة ومزاحمة هيمنة الرجل، والمناضلة من أجل المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة، مؤكدًا أن تلك الحركة النسوية الإسلامية أصبحت تشهد ازدهارا واضحا في شبه الجزيرة العربية، وأنها تتميز بتعددية في التأويلات والتفسيرات الخاصة بوضع المرأة في الإسلام، جاء ذلك خلال بحثية حوت مجموعة متنوعة من الحركات النسوية الإسلامية التي تركز على هدف تغيير طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة.

وثمة سجالات متعددة لاسيما على تويتر حول النسوية في الكويت، بعضها يتعصب في الطرح، سواء في التأييد أو الرفض، وتبقى مثار جدل حتى تأخذ وقتها، مثل كل القضايا التي تُستجد على الساحة.

الخلاصة والتوصيات:

من خلال ما تم استعراضه من أرقام خاصة بالمرأة وانجازات حققتها خلال الفترة فقط، فنعتقد أن تناول وسائل الإعلام لقضايا المرأة ليس كافٍ نظرًا لكونه تناول موسمي من جهة، وأيضًا لكونه يقوم بتناول القضايا بشكل عابر دون التركيز على قضية واحدة وإثارتها أو تبنيها حتى الانتصار لها، ومن ذلك نوصي بالتالي:

1- تفعيل دور الإعلام بالتعريف باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، من خلال الحملات الإعلامية وكافة وسائل الإعلام المرئية والمقروءة.
2- بذل المزيد من الجهود لتذليل الصعوبات التي تحول دون مشاركة المرأة في العمل الإعلامي والعمل على إفراد مساحة إعلامية أكبر للنساء وعدم حصر مواد الإعلام بالتغطيات الخبرية لإنجازاتهن أو فعالياتهن.
3- حث وسائل الاعلام على تقديم الصورة الصحيحة والمتوازنة عن المرأة بالشكل الذي يعكس مساهمتها ودورها في تطوير عملية التنمية.
4- ضرورة تبني استراتيجية واضحة من وسائل الإعلام المختلفة في التعامل مع قضايا المرأة دون الاقتصار على جزء دون الآخر.
5- تشجيع دخول المرأة للصحافة الرقمية، حيث أن حضورها في هذا المجال محدود من حيث المساهمة والتأطير، كما أن هذا المجال الصحفي لا يزال يحمل ملامح ذكورية سواء في موضوعاته وأساليب تناوله للقضايا المختلفة وكذلك المساهمين في إعداده.
6- على وسائل الإعلام الورقية أن تخصص أعمدة لقضايا المرأة وأبرز التحديات التي تعاني منها، والعمل على طباعة ملاحق اسبوعية خاصة بقضايا المرأة يتم الإشراف عليها من قبل صحفيين وصحفيات مختصين في هذا الجانب.

© تم إعداد التقرير للجمعية الكويتية لحقوق الإنسانراجعه قانونيًا صالح حسن الحسن
يرجى العلم بأنه تم إزالة الهوامش والتواريخ من التقرير الأصل، يمكن الاطلاع عليه PDF عبر
عربي النقر هنا
انجليزي النقر هنا

التعليقات مغلقة.