الوعي بالتنوع الديني

الوعي بثقافة التنوع الديني

تنوع ديني

 

الهجرة، والعولمة، والسفر، وانتشار الإنترنت، جعلت من التواصل والتفاعل بين أتباع الأديان والمذاهب المختلفة، مسار حتمي وليس خيار. 

الوعي بالتنوع الديني هو عملية بناء المعنى الجميل لهذا التنوع، والمضي قدما بإيجابية في هذا المسار الحتمي.


تنوع ديني



 

ما هو التنوع الديني؟

التنوع في اللغة، من تنوعت الأشياء.. أي تصنّفت وصارت أنواعًا مختلفة.

معنى التنوع الديني هو تعدد واختلاف الهويات الدينية والمذهبية بين الأفراد الموجودين معًا في كوكبٍ واحد، وطن واحد، مجتمع واحد، مكان عمل/دراسة واحد.

التنوع الديني مفهوم يُشير الى ظاهرة وجود دينين مختلفين أو أكثر، يعيشان معا، داخل منطقة جغرافية معينة او مجتمع معين. لكنه لا يُشير إلى وجود أو غياب: المساواة، ثقافة القبول، والبيئة الآمنة لأتباع الأديان والمذاهب المختلفة داخل ذلك المجتمع، أو في تلك المنطقة الجغرافية.

التنوع الديني ظاهرة طبيعية وجدت منذ بدايات الإنسان الأولى، وتوجد في جميع الاديان، والمجتمعات والعصور، وستظل قائمة، ولا يمكن محوها، او تجاهلها، أو إنكارها.


اختلاف الأديان

 


الوعي بالتنوع الديني

ماذا يعني الوعي بالتنوع الديني؟

الوعي بالتنوع الديني هو مجموعة الأفكار والقيم التي نحملها، والتي تحدد طبيعة أراءنا، ومواقفنا، وسلوكنا تجاه الأفراد والجماعات التي تنتمي لدين مختلف.

الوعي بالتنوع الديني هو مستوى الإداراك والفهم للاختلاف في الدين.


الفهم المشترك بين أتباع الأديان
الفهم المشترك بين أتباع الأديان

 

 


ما أهمية الوعي بالتنوع الديني؟

الاختلاف -ايا كان نوعه- يقودنا إلى طريقين لا ثالث لهما:

الصراع: الإنقسام، و التباعد، و تعميق الشعور بالإستعلاء و النظرة الدونية للمختلف.

أو التكامل: الإتحاد خلف تطلعات مشتركة، مع بقاء الاختلافات و تجاوزها، من اجل الاستجابة الفاعلة للتحديات التي يواجهها الإنسان.

الوعي بالتنوع الديني يمنحنا القدرة على تحويل الاختلاف في الدين من نقطة للصراع، إلى فرصة للتكامل، و يعلمنا أن ايماننا لا يصبح اكثر نقاءاً كلما اصررنا على رؤية المختلف في الدين ك “عدو”! بل عالمنا يُصبح أكثر انقساماً، ووطننا يصبح أكثر قابلية للنزاع المسلح.


 

التعددية الدينية هي خطوة متقدمة، واستجابة واعية و مستنيرة، تُقدم طريقة إحتواء آمن و عادل للتنوع الديني

التعددية الدينية

 

ما الفرق بين التنوع الديني والتعددية الدينية؟

التنوع الديني هو حديث عن وجود أديان مختلفة وانتماءات دينية متعددة في الوطن الواحد، بينما التعددية الدينية هي حديث عن مشروعية وجود اديان متعددة وانتماءات دينيةمختلفة في الوطن الواحد.

وجود المسجد إلى جوار معابد دينية أخرى، داخل المجتمع المسلم، هو بالتأكيد دليل على وجود تنوع ديني ،لكن وجود تعددية دينية في ذلك المجتمع يتطلّب أكثر من ذلك، يتطلّب وجود الحوار والتسامح والاحترام والمساواة بين المسلمين وأتباع تلك الديانات،و جود تنوع ديني في دولة ما، لا يعني بالضرورة وجود تعددية دينية في هذه الدولة، لأن التعددية الدينية هي خطوة متقدمة، و استجابة واعية و مستنيرة تُقدِّم طريقة إحتواء آمن وعادل للتنوع الديني.

 


كيف نتعلم احترام الأديان

 

طرق بناء الوعي بالتنوع الديني

بناء الوعي بالتنوع الديني عملية تهدف إلى تحسين جودة إدراكنا للاختلاف في الدين، من خلال إكتساب معان و قيم و أفكار إيجابية حول التنوع الديني بعيداً عن مفاهيم التناقض (كافر و مؤمن)، بما يساعد في رفع قدرتنا على التناغم الإنساني مع الآخرين.

 

بناء الوعي بالتنوع الديني يمكن أن يتم بطرق متعددة،أهمها ما يلي:

الشمول في الرؤية

عندما اقول انني ايراني -مثلا-، وتفهمون من ذلك انني بالضرورة يجب أن أكون مسلم شيعي! فأنكم تنظرون للاغلبية فقط، ولا تنظرون للمجتمع والأمة الإيرانية ككل، الشيعي والسني والمسيحي واليهودي والزرادشتي

يبدا الوعي برفض اختزال المجتمع والدولة في الأغلبية

بإدراك حقيقة إن التنوع والاختلاف الديني والمذهبي موجود، ويجب ان ياخذ في الإعتبار.

 

الانفتاح على الاختلاف والتعدد

أن ندرك ان الاختلاف في الدين أو المذهب ليس خروج عما هو طبيعي. ولا يُعدّ نقطة ضعف تتسلل منها المخاطر والتهديدات.. 

ما يجعلنا دولة قوية ووطن مزدهر ليس إجماعنا على دين واحد، بل إجماعنا على مشروع وطني للنهضة، وقيم عامة للتعايش، وثقافة مشتركة للسلام.

 

عدم اصدار الاحكام

 

عندما نُعرّف الأديان أو المذاهب، أو اتباعهما بأحكامنا” وليس “بمسمياتها”

كافر.. مؤمن … باطل .. صحيح 

هذه هي أول اشارة على عدم جودة تفكيرنا وغياب أو سوء المعرفة.

الوعي بالتنوع الديني يتطلب المعرفة حول الأديان والمذاهب المختلفة.. لا الحكم عليها.

أن نبني تصوراتنا عن المختلف دينيا أو مذهبيا بعقل منفتح.. وبتفكير منطقي، لا يفترض معرفة الحقيقة، بل يبحث عنها.

 

عدم التعميم 

الوعي الجيد بالتنوع الديني يبدأ بإدراك أن كل شخص هو كيان مختلف… والحكم على دين كامل بناءا على سمات غير جيدة في شخص واحد او حتى مجموعة هو قفز فوق الحقيقة

 

عدم التصديق والبدء في البحث والتعلّم

نعتمد غالبا في بناء معارفنا عن الأديان والمذاهب المختلفة على التصديق وليس على البحث والمعرفة، لأن التصديق يتطلّب جهد أقل، ولذلك تنتشر المعلومات المغلوطة والمضللة والقوالب الجاهزة (الصور النمطية) بسرعة الضوء، لأننا لا نريد أن نبذل جهد أكبر، أو نتساهل.

إذا أردت اكتساب وعي صحي بالتنوع الديني، يجب أن تتحرى، وتبحث، وتدقق، وأن تبني وعيك على الحقائق، عدا ذلك ستصبح فريسة سهلة للمعلومات المغلوطة، والأفكار المضللة، والصور النمطية.

 

 

فهم التنوع الديني

قائمة المصادر

التنوع الديني والثقافي في السودان وأثره في التربية الوطنية

التعددية الدينية

التعددية الدينية في الاسلام

Understanding a different culture

From Diversity to Pluralism


 

التعليقات مغلقة.