سجّلت الكويت -ومنذ وقت مبكر- رقما قياسيا في قائمة الداعمين لليمن في شتى الجوانب وعلى رأسها قطاعات التعليم العام والجامعي والصحة والطرق والتي ما تزال شواهدها بارزة حتى اليوم، وتمتد علاقات البلدين إلى الأيام الأولى لاستقلال الكويت، فقد تميزت العلاقة بين البلدين بالاحترام والود المستند على روح التعاون والإخاء، وقد مثلت مرحلة الستينيات بدايات أولى للعلاقات اليمنية – الكويتية التي كانت نتاج مجموعة من العوامل من أهمها وحدة العقيدة واللغة والعادات والتقاليد، إنها وحدة مصيرية في السلوك الإنساني المشترك، وما يرتبط بها من تناغم وانسجام هي على المستوى الشعبي أعظم شأنا، واعمق جذورا، فكل من الشعبين يحتفظ للآخر برصيد من المواقف التاريخية والأخوية ما يجعل العلاقة تبدو متينة في أواصرها، وهي أقوى وأعمق في جذورها التفاعلية على أرض الواقع.
اتسمت العلاقات اليمنية الكويتية بالودية وبنوع من التقارب والتعاون خاصة في مجالات التنمية الاقتصادية
وتعتبر العلاقات الكويتية – اليمنية من العلاقات التاريخية المتميزة.. حيث كانت دولة الكويت من أوائل الدول الراعية لمسيرة الوحدة اليمنية التي بدأت منذ اتفاقية القاهرة في 28 أكتوبر 1972م وبيان طرابلس في 28 نوفمبر 1972م ومرورا بلقاء 28- 30 مارس 1979م وصولا إلى إعلان وحدة اليمن في 22 مايو 1990م.
نعم، حصلت فجوة ركود أصابت العلاقات بين البلدين على المستوى الرسمي قرابة سبع سنوات، لكنها مع إصرار الشعبين ظلت وطيدة، فقد كان لليمنيين المغتربين في الكويت موقفا أخويا ثابتا من المضيف الكويتي حيث استمر اليمنيون في مقار أعمالهم يمارسون نشاطاتهم رغم ظروف الغزو العراقي، وهو الموقف الذي قابله الشعب الكويتي بحسن ضيافة الشعب الكويتي تجاوز الجرح السياسي.
ومع بدايات العام 1998م شهد البلدان اتصالات مكثفة في إطار تحريك وتنشيط علاقات التعاون المشترك أثمرت التوقيع على معالجة المديونية السابقة المستحقة على اليمن والبالغة 44 مليون دينار كويتي كما تم إنشاء عدة مشاريع في جزيرة سقطرى أهمها مشروع إنشاء رصيف ميناء سقطرى ومشروع كلية المجتمع كلية الشيخ صباح الأحمد الصباح بمنحة مالية قيمتها مليون دينار كويتي وإنشاء مشاريع الطرق والمياه منها استكمال العمل في مشروع طريق عدن حضرموت والنظر في تنفيذ مشروع طريق المنصورية طريق ريمة الممتد من المنصورية إلى الجبين الذي يعد بداية للاستثمار الكويتي في اليمن.
وفي 28 يونيو 2003م استأنفت الخطوط الجوية اليمنية رحلاتها إلى دولة الكويت بعد توقف دام 13 عاما وهو ما يجسد خطى التعاون الاقتصادي بين البلدين السائرة بثبات نحو مستقبل أفضل في العلاقات الكويتية اليمنية.
وكانت الكويت قدمت لليمن العديد من القروض لتمويل عدد من المشاريع التنموية في مختلف القطاعات، حيث بلغ إجمالي القروض المقدمة من الكويت، خلال الفترة ما بين 68 – 1989م، حوالي 48.972.329 ديناراً كويتياً، شملت 16 قرضا تركزت في العديد من القطاعات الإنتاجية والخدمية.
كما قدمت الكويت، مساعدة سخية لبناء مساكن في المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب محافظة ذمار في العام 1982 بمبلغ 10 ملايين دولار، في حين ساهمت الكويت، في تمويل مشاريع مهمة في المحافظات الجنوبية، قبيل إعلان الوحدة، منها تمويل مشروع سكني يحتوي على 600 شقة سكنية في مدينة المنصورة بعدن بكلفة إجمالية بلغت 7.8 مليون دينار كويتي، والذي تم إنجازه في عام 1985م.
كما قامت دولة الكويت ببناء 31 مدرسة موحدة وثانوية، بالإضافة إلى 6 أقسام داخلية كما تم بناء 3 معاهد للمعلمات بالمكلا، ومعهد صناعي بدار سعد، ومعهد التنمية الإدارية، وبناء سكن داخلي لطلاب كلية التربية بعدن وبناء دورين لرياض الأطفال بالإضافة إلى بناء المكتبة الوطنية، وفي المجال الصحي تم بناء 8 مستشفيات في كل من عدن، لحج أبين، بالإضافة إلى مركزين صحيين في شبوة والمهرة”، إضافة إلى أن الصندوق الكويتي للتنمية قام بتمويل مشروع توسيع وتطوير ميناء عدن، ومشروع تمويل الطاقة الكهربائية المرحلة الثالثة ومشروع طريق المكلا وادي حضرموت.

أما في يخص من يقوم به التحالف العربي من تدخل سافر في شأن اليمن الداخلي وصل حد ممارسة الاحتلال المباشر للمحافظات الجنوبية والشرقية وأجزاء من بعض محافظات الشمال فقد نات الكويت، ولم تكتفِ بذلك وحسب بل أدلى أمير الكويت الجديد الشيخ نواف الأحمد الصباح بأهم تصريح بشأن اليمن قبل خمسة أعوام عندما كانت الأطراف اليمنية تتفاوض على وقف الحرب في البلد.
وأصبح الشيخ نواف الأحمد الصباح، أمير الكويت السادس عشر، خلفا لشقيقه الراحل، الشيخ صباح الأحمد الصباح.
وفي هذا السياق تواصل الكويت في ظل حكم الأمير نواف الأحمد الصباح، العمل من أجل الاستقرار من خلال الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع الدول المجاورة.
وبعد اجتماع وفد الرياض والوفد الوطني اليمني مع أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح التقى الوفدان بولي العهد حينها الأمير نواف، والذي حث الطرفين على تقديم تنازلات وتقديم مصلحة اليمن.
وأضاف: اليمن أصل العرب كلهم.. لا تفرطوا في هذا البلد. الكويت مستعدة تقديم الدعم الكامل وهذه فرصة تاريخية اغتنموها قبل أن تضيع من بين أيديكم.
بورك في أمير الكويت وفي شعب الكويت، وإن شاء الله تكلل مساعيه في إحلال السلام وإعادة اللحمة اليمنية بالنجاح، وبما يحقق لليمن الاستقلال التام وبكامل أرضيه من المهرة إلى صعدة.