بيان تدشين حملة نشتي نعيش

الغلاف

 

بمناسبة اليوم العالمي للسلام الذي يُصادف اليوم 21 سبتمبر من كل عام، نُطلق حملة نشتي نعيش كحملة إلكترونية تهدف لمواجهة خطابات التحريض والعنف والتفرقة والكراهية، إيمانًا منّا بأهمية خطاب السلام مبدأ لنشر المحبة ومُعالجة الانقسام المجتمعي.

لقد جاء تدشين الحملة بهذا اليوم وذلك بعد انحسار ذكرى اليوم العالمي للسلام وتحوّلها إلى ذكرى للاحتفال بالعُنف، سواء عنف سقوط العاصمة أو العُنف اللفظي ورسائل الكراهية التي يتم بثها عبر وسائل الإعلام واستهداف المجتمع اليمني، مما يزيد من حدة الانقسام والكراهية بين المجتمع الواحد.

إننا نؤمن باللا عنف، نرفض التطرّف وننحاز للتسامح والتعايش، لم نكن طرفًا في النزاع ولن نكون، لكننا طرفٌ في المعاناة، وشهود عيان على التفرقة والانقسام المجتمعي والموت الجماعي الذي يتوغل بقبح في بلدنا ومُدننا وقُرانا، هذا الموت الذي يُطبِق بجنون على آخر فرصة للحلم، وآخر فُرصة حُب مُتاحة في أوطاننا.

ننادي بحقنا في أوطان قابلة للحياة، وحياة قابلة للمواطنة، سرّبنا هذا الحلم والوجع في هاشتاغ: “#نشتي_نعيش”، ننفخ هذا الحلم من روحنا ليستحيل زخم المرحلة يصنع التغيير الذي نرجو.

تتسرّب من نوافذنا رائحة القصائد التي ستكتب، والنساء اللائي سيعشقن، والأحلام التي ستولد، لا نؤمن بخرافة أن البارود يصنع الأنبياء، فهو في النهاية لا يصنع سوى القتلة، ولا نؤمن بأن القوة وحدها من تصنع التغيير، لكن المحبة والسلام تفعل، ولا نؤمن بأن التشابه يخلق مجتمعًا متشابهًا كشرط للعيش المشترك، لكن التنوع يصنع منّا لوحة جميلة تسُرّ الناظرين؛ تتكامل في اختلافها, كما تتناغم في ثرائها الخلاق.

نؤمن بأن الكلمات أقوى من أي سلاح، وأن شبكات التواصل غدت أسرع من الضوء وأكثر تأثيرًا من الرصاصة، تحفر في عقليات الناس كما تحفر قطرات الماء على الصخر، بالتكرار, بهدوء وليس بالصخب والقوة.

أحلامنا بسيطة: “أن يستطيع أطفالنا التصوّر؛ أن وجه السماء مُلطّخ بالنجوم، وليس بالأعيرة النارية، وأن نُدرك -عندما نزج بأطفالنا كمقاتلين- إعلاننا الرسمي أننا أسقطنا آخر ما تبقى لدينا من ضمير، وأن يؤمن (الكتّاب والنشطاء وقناصو الكلمات) المنتشرون على شبكات التواصل أن السلام لا يمكن اعتباره هدفًا قتاليًا تحت أي ظرف”.

نؤمن بالسلام والتسامح، ونحمل ضمائر رافضة للعُنف، وقلوبًا لا تمُر منها الكراهية، نؤمن أن الوحدة الإنسانية والتعايش والتسامح والدمج المجتمعي، هم الأعمدة التي يجب أن تبقى ثابتة، لنشيّد عليها معمارًا مرتفعًا من الحب نرى من خلاله العالم بعيون صافية، وقلوب لا تحمل الضغائن، ونترك المجال للأطفال والنشء أن يرسموا لوحات برّاقة تملؤها المحبة في جو من التعايش والتنوع المُختلف.

نؤمن أن من حقنا أن نعيش، ويجب أن نناضل من أجل ذلك ولا نقف مكتوفي الأيدي أو نظل نشكو فقط، يجب أن يكون لنا دورٌ في التوعية، ومواجهة خطابات التحريض المختلفة، وخطابات التفرقة واللا تعايش والتي تزيد من الكراهية والتفرقة. نؤمن أنه “يجب أن نمنح الكراهية قُبلة ونتركها تموت من الخجل”.

ومن أجل تحقيق ذلك، لا نحتاج إلى الأباتشي وأخواتها. نرفض أن نحمل على أكتافنا الرصاص، كل ما علينا فعله هو رص الكلمات بشكل مُقنع بمستوى عالٍ من الفهم وليس إلا بدافع الحب دومًا، لنترك المثالية جانبًا ولنتحدث بواقعية، واقعية أن الإعلام هو الأداة الأكثر تأثيرًا من القنابل العنقودية، وأن صفحة على تويتر وثواني على انستجرام وأخرى على فيس بوك، أكثر أهمية من “لوكهيد مارتن”.

 

التعليقات مغلقة.