ثقافة البالطو المُحزّق

تدفع المرأة في بلادنا ثمن جنون الرجل وقلة أدبه، فالرجل دائما على حق

 

يتصور الكثيرون أن التطرف في قرطسة النساء هو إجراء وقائي يدفع في اتجاه مجتمع الفضيلة

وهذا التصور احترمه لكنني أتساءل: “لماذا دائما تدفع المرأة في بلادنا ووحدها فقط ثمن تزايد عدد الرجال خارج نطاق الفضيلة.

لم تتوقف أبداً النظرات اللزجة التي تغسل (المشرشفات) كل صباح في شوارعنا والأكثر قسوة أن هذه القرطسه الإجبارية مازالت غير كافية لدى الكثيرين في مجتمعنا الذكوري، فثمة تصنيفات جديدة ظهرت على أساس أن ليس كل قرطاس/بالطو يحقق مفهوم الشرشف.

ما يزال هناك تحايل نسائي يهدف إلى الإغواء!

هكذا يبرر “الملخجين” استمرارهم في اللخّاج الابله على الطالعة والنازلة.

أكثر ما أخشاه أن يتحول هذا التبرير إلى مشروع مجتمعي عام، إلى مشروع “صندقة” النساء في بلادنا.

في أحد المواقع الإلكترونية قرأت خبرًا مفاده أن فتاه يمنية أضاعت بطاقتها، نشرت عقب ذلك إعلانًا في إحدى الصحف، تضمن الإعلان رقم هاتفها.

المفترض أن القصة إلى هنا عادية جدا وهو إجراء روتيني لاستصدار بدل فاقد، لكن ما حدث أن تلفون الفتاة تحول إلى مركز اتصالات عمومي، عشرات المكالمات السمجة كلها تدور حول: “نتعرف يا مليح”.

هل يملك أحدكم تفسيرا لما حدث ويحدث بشكل يومي، بشكل صامت وسري في بلادنا؟

من سيقرأ هذا الخبر سيكون أول قرار له هو مصادرة التلفون المحمول لشقيقاته أو زوجته، فهكذا دائما، تدفع المرأة في بلادنا ثمن جنون الرجل وقلة أدبه، فالرجل دائما على حق

أعتقد إننا بدلا من أن نهدر الوقت في اختراع وسائل عزل وإقصاء وتمييز ضد المرأة، علينا أن نفكر ولو قليلا في أنسنة الرجل في بلادنا، علينا أن نتوقف عن تحميل المرأة مشكلة السعار الجنسي للرجل، علينا أن نعمل على تكريس ثقافة مدنية للتعايش والادماج النوعي بدلا من تكريس ثقافة “البالطو المحزق”

 


 

التعليقات مغلقة.