بيان تضامن مع الكاتب اليمني حسين الوادعي

 
ما يعاني منه حسين الوادعي من تهديد بالقتل طاله وأفراد أسرته.. يُبرز مدى الرفض الذي يتبناه أصحاب الفكر الضيق الذي يشعر بخطورة الكلمة

 

حسين الوادعي


عندما وُجد البشر على هذا الكوكب لم يكن هُناك سوى كائنات تعيش مع بعضها وفق تفكير محصور باستثمار البيئة المحيطة بهم وتسخيرها نحو توفير أساسيات الحياة.

لم تكن الأساسيات تُمثّل قاعدة احتياجات عريضة.. بل تكتفي بالغذاء والمكان المناسب للعيش وبناء العلاقات المجتمعية البشرية والصداقات مع الكائنات الأخرى.


لعلنا بذلك نُشير إلى فكرة “الانتخاب الطبيعي” ولكن في الفِكر البشري


واعتمادًا على ذلك، وقياسًا على تاريخنا البشري.. فإننا نؤيد الكتابة حول عقلية الإنسان والظروف البيئية المُحيطة به والتي تؤدي بهذه العقلية إلى تكوين ممارسات مجتمعية.. تؤثر بصورة ايجابية على أبناء الجنس البشري الواحد.

اختلاف الظروف المحيطة

مثلًا، ما تُعاني منه المرأة من انتقاص في بلدٍ ما، قد لا يكون واردًا في بلدٍ آخر.
ما يُحكم العلاقة هنا ليس السياسات المفروضة.. بل عقلية المجتمع الذي تشكّل لديه وعي حول طريقة تعامله مع بعضه والتي أثرت على السياسات المبنية والتعامل المجتمعي.
 
وعندما نتعاطى مع القضايا الإنسانية.. فإننا بذلك نقوم بتقديم صورة عامة عن أحوال المجتمع ومدى تعايشه مع بعضه وتقبلّه للاختلافات المُتعدّدة.. سواء كانت اختلافات متصلة بالفِكر أو بالعلاقة المجتمعية.
 
ولعل تعقيدات هذه المرحلة التي نعيش بها هي مرحلة مليئة بتدفّق أفكار من نواحٍ عديدة ومن الصعب السيطرة عليها لاسيما وهي تؤدي إلى مزيد من الاحتقان المجتمعي ولا يتم الاستجابة لها سريعًا لكونها مرتبطة (بالإدراك) ومن الطبيعي أن تأخذ وقتها حتى يتفق المجتمع حولها.

نحن هنا نبتنى نقل هذه الصورة: ثورات الإدراك المجتمعية وتقديمها بقالب صحفي ينتمي إلى الإنسان، قالب لا يؤمن بأحقية أي فكرة تجاه الأخرى، لكنه قد يكون متحيزًا مع الأفكار الأكثر قبولًا للتعايش المجتمعي والتي لا تحاول الوصاية على العقل البشري أو التحجيم منه، والتحيّز هُنا لا يعني المواجهة، ولكنه يقتصر على إبراز الصورة الحقيقية من هدف الوجود البشري وهو التكامل بين الأفراد في اطار كوكبنا الأرض.

حسين الوادعي.. تهديد ووعيد

وبناء على ذلك، فإننا نرفض أن يتحوّل الفكر إلى وسيلة للعداء تجاه الآخرين، وما يعاني منه المفكر اليمني حسين الوادعي من تهديد بالقتل طاله وأفراد أسرته، يُبرز مدى الرفض الذي يتبناه أصحاب الفكر الضيق، الذي يشعر بخطورة الكلمة التي تواجه الكلمة، ما يؤدي به إلى ممارسة سلوكيات غير مقبولة وقد تؤذي الآخرين.
 
ونطالب بألّا يتم تحويل صراع الأفكار إلى صراع جسدي ولغة كراهية وخطاب تحريضي، وندعو إلى ضبط النفس، ومواجهة الأفكار بالأفكار، فهذا هو السلوك الذي من المفترض أن يتبناه العقل البشري، وليس السلوك الدموي والتحريضي المرفوض.
 

التعليقات مغلقة.