دور وسائل الإعلام في حماية امن الطاقة من المعلومات المضللة

وائل الحويدر

دور وسائل الإعلام في حماية أمن الطاقة من المعلومات المضللة

 

سنتعرف على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة في حماية امن الطاقة من المعلومات المضللة التي لها تأثيرات عديدة

دور وسائل الإعلام في حماية أمن الطاقة من المعلومات المضللة

 

“أوروبا تترقب شتاء قاسٍ بدون كهرباء” كان هذا عنوان إعلامي بارز تم تناقله عبر وسائل الإعلام بطرق مختلفة. هل كان استخدامه مناسبًا لأغراض توعوية بالاستهلاك الرشيد للطاقة، أم كان بدافع سلبي له أهدافه؟

لعل هذا الأمر يقودنا للتساؤل:

هل يقتصر دور وسائل الإعلام فيما يتعلق بأمن الطاقة على النشر الإخباري وعرض وجهات النظر المختلفة؟

أم أن هناك أدوارًا يجب القيام بها؟


 

امن الطاقة ودول الخليج

لعلنا ندرك الأهمية البالغة لدول منطقة الخليج العربي فيما يتعلق بأمن الطاقة:

إنها أكبر منتج للطاقة الأحفورية عالميًا، وإليها تلتفت الأنظار الساعية لتأمين كفايتها من الطاقة.

مع ذلك تواجه صعوبات وتحديات متعددة، منها ما يتعلق بطريق التجارة البحري.

تحاول بعض الدول السيطرة على طريق التجارة البجري من أجل ممارسة ضغوط على دول مجلس التعاون الخليجي، أو تحديات سياسية تفاقمت مع الحرب الروسية على أوكرانيا والتي هددت دولًا بأمنها في مجال الطاقة، ولعل أبرز هذه التحديات ما يتعلق بانتشار المعلومات المضللة.


 

دور وسائل الإعلام في حماية امن الطاقة

هناك مجالات تعاون عديدة يمكن لوسائل الإعلام القيام بها فيما يتعلق بأمن الطاقة، لعل أبرزها مواجهة الحملات المنظمة التي تستهدف تشويه سمعة وأنشطة قطاع الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي.

المعلومات المضللة والمنافسة تلعب أدوارًا مهمة خلال سلسلة الهجمات التي تستهدف ناقلات النفط في طريقها البحري مثلا، حيث تساهم في تأجيج التوتر الإقليمي، ولا غرابة بعد ذلك أن يُحدد المنتدى الاقتصادي العالمي المعلومات المضللة كخطر متفاقم على الأمن الدولي.

 

مخاطر المعلومات المضللة

  • من وجهة نظر قطاع الطاقة، توفر لدى المعلومات المضللة إمكانية تشويه الأسعار، والتوفّر، والقدرة على تحمل الكلفة، وعرقلة إمكانية الوصول في الأسواق الإقليمية وأسواق الطاقة.
  • لعل الأسوأ من ذلك، يترتب على استخدام المعلومات المضللة تداعيات أمنية محتملة على قطاعات أساسية أخرى، لا سيما السياحة.
  • ببساطة، كلما اعتمدت المجتمعات والبُنى التحتية الحيوية على شبكات التواصل الاجتماعي لأغراض العمل، تزداد إمكانية تعرضها لمخاطر المعلومات المضللة المنافسة.
  • ونتيجة لتواجد شبكات التواصل الاجتماعي، يُمكن لمصدر معلومات زائفة، يُسلط القادة الوطنيون أو المؤثرون في الإعلام الاجتماعي عليها الضوء، أن تنتشر بسرعة فائقة، وتتسبب بانهيار أسواق الطاقة خلال ثوان قليلة.
  • ولعل ما هو أسوأ من ذلك يكمن في أنه، بمجرد أن يصدّق الناس تلك المعلومات، يُصبح من الصعب إزالتها أو مواجهتها بالحقائق.

ومن هنا، فقد أصبحت المعلومات المضللة المنافسة سمّة تميز الاستراتيجيات الناعمة أو الهجينة والمُصممة للإضرار بالمصلحة الوطنية وأمن الدول والهيئات المعادية ونسف صدقيتها.


 

التصدي للمعلومات المضللة

وبناء على ما سبق، قد يتبادر سؤال إلينا:

كيف يُمكن للدول التصرف حيال التأثيرات الأمنية المتصاعدة للمعلومات المضللة المنافسة؟

خلال الفترة الماضية، وضعت هذا التساؤل على عدد من الإعلاميين لاستطلاع رأيهم وقد خرجت بعدة وجهات نظر في هذا الصدد، أبرزها:

  • هناك حاجة لتبني استراتيجيات إعلامية تكون فاعلة في مواجهة انتشار المعلومات المضللة خلال المراحل الأولى من انتشارها، وتعزيز نشر المعلومات الصحيحة عبر أوسع القنوات على شبكات التواصل الاجتماعي.
  • هناك من يرى إنه لا يجب تحميل وسائل الإعلام أكبر من قدرتها، فعلى الرغم من أن دورها أحيانًا يأتي في سياق تغيير السياسات المختلفة، ومنها سياسات مواجهة الأنباء المضللة، إلا أنها بالمجمل تمارس دورًا إعلاميًا توعويًا يسهم باتجاه صناعة رأي عام مساند لقضية ما، وليست أدوات للصراع.
  • هناك من أفاد بوجوب أن يتم اتخاذ خطوات عاجلة تتمثل في إنشاء فرق للاستجابة السريعة من أجل نشر المعلومات الصحيحة ذات الصلة بقطاع الطاقة المستهدف، وبصورة استباقية. ومن الضروري عدم الانتظار لحين حدوث الهجوم من أجل صياغة استراتيجية للاستجابة.
  • ونظراً للكلفة والوقت اللذين يتطلبهما إطفاء حرائق شبكات التواصل الاجتماعي، فإنه من الضروري:
  • إنشاء هيئات أو لجنات جاهزة لتزويد الجمهور العام بالمعرفة الضرورية للتصدي للمعلومات المضللة حول الصناعات والقطاعات الحيوية.
  1. تُزويد المؤسسات بالقدرة على توقع ومواجهة أنشطة المعلومات المضللة والاستجابة لها بمجرد ظهورها.
  2. عمل سياسات إعلامية لإدارة والحدّ من تأثير المعلومات المضللة المنافسة على العمليات والأنشطة المختلفة. ومع الأخذ بعين الاعتبار حجم وتعقيد والضرر المحتمل على سمعة الدول المستهدفة والمنتجة للطاقة.
  3. من الضروري تطوير أنظمة إدارة معلومات مترابطة وشاملة، قادرة على الحدّ من انتشار المعلومات المضللة على منصات التواصل الاجتماعي.

جهود حماية امن الطاقة

الجهود الممارسة باتجاه أمن الطاقة ليست نخبوية بل يجب أن يكون هناك جهود مجتمعية مساندة للخطط والسياسات المختلفة. تعمل هذه الجهود وفق منهج الديمقراطية التشاركية لتساهم في صناعة قرار متخصص.

هذا الدور الحيوي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام

لا يقتصر دور وسائل الإعلام على خلق ثقافة ووعي جمعي لدى العامة في القضايا، بل اقتراح الحلول لمعالجة الظواهر المختلفة. أحد أبرز هذه المشاكل التي بإمكان الإعلام التصدي لها هي المعلومات المضللة.

دور وسائل الإعلام كافة قد يخلق فرص أكبر من المعتاد لمواجهة الحملات التي تستهدف أمن الطاقة.

أحد المشاهير الكويتيين تمكّن من جمع تبرعات بقيمة 10 مليون دولار عبر بث مباشر. يمكن لآخرين أن يقوموا بدور مشابه يصب في مصلحة مواجهة المعلومات المضللة.


 

مهمة وسائل الاعلام

تلعب وسائل الإعلام دوراً رئيسياً في خلق وعي جمعي لدى العامة حول القضايا المختلفة. لاسيما إن كانت توجّه رسائل مكررة، يمكن من خلالها مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه طريق التجارة العالمي.


يعاني طريق التجارة العالمي من تهديدات بحرية أدت لزيادة رسوم تأمين السفن بأكثر من عشرة أضعاف.


يمكن إنشاء إعلام أمني أو غرفة عمليات في مجال الطاقة. ذلك سيكون له دور بالغ الأهمية في المجتمع، وهو ركيزة أساسية في مواجه المعلومات المضللة. بامكان الإعلام الأمني أن يجعل الأمن مسؤولية تضامنية يسعى الإعلام إلى تحقيقه.

لم يعد الإعلام وسيلة لنقل المعلومات والأفكار، بل تحوّل يسهم في تكوين شخصية الفرد وتوجهاته واهتماماته في الجوانب الحياة المختلفة. كما يسهم في إعادة تشكيل وعي الأفراد من خلال التقنيات المتطورة التي أثبتت قدرتها على التأثير، لاسيما في الجوانب الفكرية.

 

التعليقات مغلقة.