يعاني الصحفيون المستقلون في اليمن من كونهم مستقلين، إذ كيف يمكن ألّا تنحاز لطرف؟
الأمر قد يبدو غريبًا، لكن الحقيقة أيضًا أصبحت غريبة، وما غريب إلا الحقّ
قصة رندا عكبور
هذه قصة رندا عكبور، الإعلامية التي تم فصلها من القناة بسبب رأي علي حسابها على الفيس بوك. ذلك لم يعمل على ايقاف حياتها أو تغيير قناعاتها. ظلت متمسكة باستقلاليتها لكنها تحوّلت لمهنة أخرى غير العمل الإعلامي.
..
تعريف بالمقالة
تم إجراء هذا اللقاء ضمن مجموعة من اللقاءات مع عدد من الصحفيين اليمنيين الذين تحولوا لمهن أخرى مختلفة عن المهن الصحفية، منها قصة فاطمة رشاد، وعلي الريمي، ويحيى الربيعي.
ويواجه الصحفيون في اليمن واقعاً مريراً ومأساة حقيقية كنتيجة مباشرة لعدم احترام حرية التعبير، والتوجّس من الصحافة والصحفيين بشكل خاص، والذي أدى لاعتبار اليمن منطقة غير آمنة للعمل الصحفي.
منذ الانقلاب على نظام الحكم في اليمن الذي قاده “أنصار الله”.. زاد الوضع تعقيداً على الصحفيين نظراً للقبضة الحديدية التي تنتهجها جماعة الحوثي في تعاملها مع وسائل الإعلام والتي وصلت إلى ارغامهم لنشر المواد التعبوية التي تحرّض على القتال.
في الطرف الآخر من اليمن، ولدى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية فالوضع لا يقل تعقيداً. ثمة عدداً من المكونات التي تقاتل ضمن صفوف الحكومة وتورطت بالفعل في انتهاكات ضد الصحفيين، وهو ما يعني أن الصحفي اليمني يُحارب من الجميع ولديه أعداء لا يألون جهداً في النيل منه كمحاولة لإرغامه على السكوت.
أدركت القوى والجماعات المختلفة في اليمن تأثير الصحفيين، فأمعنوا في الخوف منهم حد الحكم عليهم بالإعدام.. أو إزهاق أرواحهم في عمليات اغتيال تُقيّد دائمًا ضد مجهول.. أو عمليات شروع في القتل. فيما هناك سلسلة طويلة من الانتهاكات والحرمان من الحقوق الأساسية والاحتياجات الإنسانية للعيش، من ضمنها تحوّل الكثير من العاملين في المؤسسات الإعلامية الرسمية إلى عُمّال بدون أجر حيث أوقفت الحكومة الشرعية رواتب الموظفين في الدولة -بما فيهم العاملين في المؤسسات الإعلامية- الذين يعملون في المناطق التي يُسيطر عليها جماعة الحوثي الذين بدورهم تملصوا من التزاماتهم في دفع أجور الموظفين مما أدى إلى تحوّل الكثير من الصحفيين إلى أعمال ومهن أخرى غير الصحافة.
الفيديو من إنتاج: مركز الخليج لحقوق الإنسان، وتم نشره لأول مرة هنا، ونعيد نشره بعد الاتفاق مع المركز
التعليقات مغلقة.