قبول العبسي فتاة لا تعرف الاستسلام

رفضت قبول العبسي مصافحة فتاة أخرى خشية أن تنتقل إليها عدوى فيروسية. لكنها الآن تمد يدها في مساعدة المصابين بفيروس كورونا. تحوّل جذري في شخصية قبول التي لم تكن تكترث يومًا لمعاناة الآخرين؛ لتغدو الآن عاملة في خدمة اللاجئين اليمنيين في مصر.

تستذكر “قبول العبسي” نفسها كطفلة مدللة، مليئة بالغرور والتعالي على الآخرين. لم تشعر يومًا بالتعاطف تجاه أي حدث.

تقول إنها بقيت كذلك حتى وفاة أختها. هزّها ذلط من الداخل بشدّة، وما فتئت أن تأقلمت مع الأمر، حتى اغتيل أخوها. لتتحول شخصية الفتاة جذريًا.

في 22 ديسمبر 2016، استقبل الوسطين الصحفي والمدني في اليمن فاجعة رحيل الصحفي الاستقصائي محمد العبسي.

لم تهز هذه الحادثة قبول فقط، بل المجتمع اليمني برمته. تحوّل اغتياله  إلى قضية رأي عام.

كانت “قبول” قد استقبلت أخوها حين عاد إلى المنزل وأغلقت الباب خلفه وعادت إلى غرفتها. دقائق وسمعت صراخ زوجته ثم رأت محمد بحالة تشنّج غير سويّة، مع وجود رغوة تخرج من فمه.

استنجدت بالجيران وطلبت منهم مساعدتهم في نقله إلى المستشفى، ولم يتأخر أحد.

 

محمد العبسي – شقيق قبول، تم اغتياله في ديسمبر 2016

 

انطلق الرجال بسيارة، وانطلقت النساء بأخرى.

في الطريق الذي بدا طويلًا على قبول، لم تكن لتعرف المصير الذي ينتظرها، وأن هذه اللحظة من شأنها أن تغيّر مسار حياتهم جميعًا إلى الأبد.

توفي محمد، وطالبت قبول بتشريح الجثة.

وضعتها هذه المطالبة محط أنظار البحث الجنائي الذي قال إنها تُخفي معلومات حول حادثة الاغتيال.

منذ تلك اللحظة بدأت تتعرّض للكثير من المضايقات “اقتحام منزلها، مراقبة تحركاتها، تهديدات بالاعتداء الشخصي، اتصالات متكررة من البحث الجنائي، ومحاولة دهسها عمدًا بسيارة أحد قيادات الحوثيين المتورطين بتهديدها مُسبقًا” كما تقول.

 

 قبول العبسي في مصر: من أين أبدأ؟

قبول العبسي
قبول عقب وصولها مصر – الصورة خاصة ل EOHM

 

في 19 يوليو ٢٠١٨ اضطرت قبول العبسي لمغادرة اليمن.

وجدت نفسها في بلد آخر، لا تعرف من أين تبدأ أو ماذا تفعل.

أشار إليها آخرون لزيارة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وعرض قصتها عليهم.

حملت ملفًا يحوي أوراق تثبت وقائع التهديدات التي تعرّضت لها، لكنها قالت إنها لم تحصد سوى اللامبالاة.

شعرت بالانزعاج، ولم تعرف أن ذلك بداية نشاطها داخل مصر.

بحثت عن يمنيين في مصر زاروا المفوضية وسألتهم عن الحقوق التي حصلوا عليها. أثناء ذلك وجدت ملتقى افتراضي لليمنيين في مصر على الفيس بوك، اتفقت مع مسئوليه على تنظيم عمل الملتقى وإطلاق مبادرة تعمل على دراسة وضع اللاجئين وتقوم بتوعيتهم.

 

الخِبرة السابقة قد تكون المُعين


حين كانت قبول العبسي في اليمن، عملت لدى منظمة مواطنة لحقوق الإنسان.

وكانت قد واصلت حلم أخوها “محمد” في العمل على مؤسسة قرار للإعلام والتنمية المستدامة التي أسسها قبل اغتياله.

كان ذلك الرصيد من العمل التنموي داعمًا لها عند تنظيم وقيادة المبادرة.

تقول قبول العبسي: “رأينا أنه من المهم أن نعمل على توفير احتياجات اليمنيين خارج إطار المفوضية، بدلًا من الاستسلام”.

بعد أقل من عام من وصولها مصر، أُعلنت عن تأسيس مبادرة “مجتمع وجود” والهدف: دعم وتمكين اللاجئين وادماجهم في المجتمع المستضيف، وتوعيتهم بأهمية التسجيل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

كان الهدف أيضًا توعيتهم بحقوقهم الإنسانية بشكل خاص وحقوقهم كلاجئين عمومًا.

عبر المبادرة، نشطت قبول مع بقية الأعضاء على إعداد دراسة حول وضع اللاجئين اليمنيين في مصر، وسرعان ما تحولت مع انتشار جائحة كوفيد-19 إلى تقديم الخدمات الملموسة والنزول إلى الميدان.


قبول العبسي ومبادرة مجتمع وجود
برشور مبادرة: مجتمع وجود

قبول العبسي وكورونا: خدمة اللاجئين

أدى انتشار فيروس كورونا المستجد إلى كارثة بحق اللاجئين اليمنيين في القاهرة.. لاسيما الذين توقفت أعمالهم ولم يتمكنوا من دفع ما عليهم من ايجارات أو شراء مواد تموينية.

أصبح عدد من اليمنيين يتسولون في شوارع القاهرة. هذه الأمر عجّل عمل مبادرة مجتمع وجود.

أثناء زيارة أعضاء مبادرة وجود لمدرسة يمنية في القاهرة – الصورة من صفحة المبادرة على الفيس بوك

 

تقول قبول: “بحكم العلاقات التي كانت تربطني ببعض الشخصيات اليمنية منذ كنت أتابع قضية محمد، حصلت من بعض التجار وميسوري الحال على موارد مالية”.

تتابع: “اقتنيت بها مواد غذائية وسددت إيجارات بعض الأسر المتعسرة المهددة بالطرد”.

 

وفرت قبول مع أعضاء المبادرة 250 سلة غذائية، ولم تثنيها اجراءات حظر التجول عن توزيعها

 

تقول قبول:”كنا نقوم بزيارات لكثير من العائلات ونقوم بمساعدتها. تمكنا بالفعل من إعداد قاعدة بيانات خاصة بالعالقين.. وأخرى باللاجئين والمقيمين.. وثالثة لأصحاب الأمراض المستعصية”.

بقيادة قبول، نشطت المبادرة في متابعة حالات اليمنيين الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد. تمت الاحاطة بهم وتوفير ما يلزمهم خلال فترة الحجر.

لم تغفل قبول مع بقية الأعضاء عن مساندتهم بالنصح والتشديد على اتباع طرق السلامة والعزل.

 

صورة قبول، تعديل: Creative Design Services

تم انتاج المادة لغرفة أخبار الجندر، اقرأ أيضًا بلا ميراث.. نموذج من معاناة المرأة في اليمن

2 تعليقات
  1. محمدطه الجبيلي يقول

    كيف حالكم اتمنى لكم سنه ملئية بسعادة اريدمساعدتكم لدي قضيه تعرضت لي انتهاكات وتهديدواناالان في خطر تعرضت لكل الانتهاكات في عدن وتعسف والان اناهارب في صنعاء اريدمنكم المساعده ارجووكم التعاون معي اتمنى القاء منكم استجابه للشرحه لكم قصتي

  2. محمدطه الجبيلي يقول

    How are you? I wish you a year full of happiness. I want your help. I have a case. I have been subjected to violations and threats. Now I am in danger. I have been exposed to all violations in Aden and abuse.كيف حالكم اتمنى لكم سنه ملئية بسعادة اريدمساعدتكم لدي قضيه تعرضت لي انتهاكات وتهديدواناالان في خطر تعرضت لكل الانتهاكات في عدن وتعسف والان اناهارب في صنعاء اريدمنكم المساعده ارجووكم التعاون معي اتمنى القاء منكم استجابه للشرحه لكم قصتي

التعليقات مغلقة.