لا للإفلات من العقاب
تقرير نشره مركز الخليج لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب
استمرار جرائم القتل وغيرها من الانتهاكات الخطيرة ضد الصحفيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
يستمر الصحفيون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مواجهة الانتهاكات الجسيمة لحقوقهم المدنية والإنسانية وبضمنها القتل من قبل الحكومات أو المجموعات المسلحة، مع الإفلات التام من العقاب عادةً. أن بلداناً مثل سوريا، ليبيا، العراق، واليمن تُصنف بكونها من أخطر الأماكن للصحفيين.
خرج المواطنون خلال سنة 2019 في بلدانٍ مثل العراق، لبنان، الجزائر، إيران، السودان، ومصر إلى الشوارع في احتجاجات واسعة مطالبين بحقوقهم الأساسية والقضاء على الفساد والإصلاح السياسي الشامل حيث تم التصدي لهم من قبل القوات الأمنية والمجموعات المسلحة بالقوة المميتة في العراق حيث فقد المئات من المحتجين السلميين حياتهم وأصيب الآلاف بجروح مختلفة. كذلك فقد تم قمعهم في البلدان الأخرى بدرجات متفاوتة.
لقد حقق المحتجون عدداً من أهدافهم في بعض هذه البلدان. في السوادان وخلال شهر أبريل/نيسان 2019، أعلن الجيش خلع الرئيس عمر البشير عن السلطة وبدء مرحلة انتقالية لمدة عامين بعد فترة حكم ٍهي الأطول حكماً من ضمن قائمة الرؤساء السودانيين حيث دامت 30 سنة. في الجزائر وخلال الشهر نفسه قدم الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، رسالة إلى المجلس الدستوري، معلنا إنهاء عهدته كرئيس للبلاد، وذلك بعد 20 عاما قضاها في سدة الحكم. وفي العراق، قدم رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2019، استقالته رسميا إلى مجلس النواب. وفي لبنان، أعلن رئيس وزراء لبنان سعد الحريري في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 الاستقالة من منصبه. لقد جاءت هذه الاستقالات إثر حراك شعبي واسع النطاق اجتاح هذه البلدان ولايزال مستمراً في بعضها كالعراق ولبنان.
في كل هذه الاحتجاجات وفي احتجاجات السنين التي سبقتها، كان الصحفيون في مقدمة الصفوف يواجهون كل أنواع المخاطر، وبضمنها القتل، وهم يقومون بعملهم بكل مهنية من أجل توثيق هذه اللحظات الفاصلة في تاريخ شعوب المنطقة. للأسف، فقد العديد من الصحفيين حياتهم بسبب تغطيتهم الصحفية في مناطق النزاع المسلح مثل اليمن، ليبيا، العراق، وسوريا بينما فقد آخرون حياتهم بسبب العمل في قضايا تتعلق بالفساد المستشري في دول المنطقة، أو من أجل الجرأة على ممارسة حقهم في حرية التعبير.
يعرض هذا التقرير صور وحياة ثلة من الصحفيين الذين قدموا حياتهم ثمناً لحرية الكلمة فوجب تكريمهم وتخليد ذكراهم.
في معظم حالاتهم، كان هناك إفلات كامل من العقاب للمسؤولين عن إساءة معاملة الصحفيين المذكورين في هذا التقرير أو قتلهم، لا سيما العقول المدبرة لجرائم القتل مثل جمال خاشقجي في المملكة العربية السعودية. مع احتفالنا باليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب في 02 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ندعو مرة أخرى إلى تحقيق العدالة في قضاياهم.
قضايا الصحفيين الذين قُتلوا
العراق
بتاريخ 10 يناير/كانون الثاني 2020 وبعد الساعة السادسة مساءً أطلق مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية نيران اسلحتهم على الصحفي ومراسل قناة دجلة الفضائية أحمد عبد الصمد (الصورة على اليسار) فقتلوه في الحال بعد أن أصابوه في راسه في حين تم نقل زميله المصور الصحفي صفاء غالي (الصورة على اليمين) إلى مستشفى البصرة العام بعد إصابته بثلاث رصاصات في صدره حيث فقد حياته هناك بسبب إصاباته البليغة.
وكان عبد الصمد وغالي قد استقلا السيارة الخاصة بهما، عندما وقع حادث الاغتيال قرب نادي الآثوريين في المدينة، وذلك بعد أن أنهوا للتو تغطيتهما للمظاهرات العارمة التي حصلت في مدينة البصرة وبضمنها الاعتصام الذي حصل أمام مبنى قيادة الشرطة بعد قيام بعض افرادها باعتقال عدداً من المتظاهرين الذين سرعان ما أطلقت سراحهم بعد أن تمت محاصرة البناية من قبل زملائهم المحتجين.
ان الصحفي أحمد عبد الصمد، 39 سنة، هو صحفي شجاع عمل في عدة قنوات تلفزيونية، وبذل جهده لنقل صوت المتظاهرين في البصرة. كذلك فقد استخدم صفحته على الفيسبوك لخدمة المواطنين الذين خاطبهم هناك بقوله، “سأتواصل به معكم لنقل معاناتكم وهمومكم تفاعلوا معه لأنه سيكون ندا للسياسيين وعونا للمواطنين.”
لقد نشر الصحفي قبل ساعات من اغتياله، مقطع فيديو انتقد فيه القمع الذي يتعرض له المتظاهرون وقال ايضاً، ” قضيتنا قضية وطن.” لقد تلقى عبد الصمد عدة تهديدات من قبل المجموعات المسلحة قبل اغتياله بسبب عمله الصحفي.
كان الإعلامي والمصور الصحفي هشام فارس الأعظمي، الذي يبلغ من العمر 27 سنة من مدينة الأعظمية ببغداد، من أوائل الصحفيين العراقيين الذين ضحوا بحياتهم وهم يشاركون ويوثقون الحراك الشعبي المستمر الذي بدأ في أكتوبر/تشرين الأول 2010.
في يوم 04 أكتوبر/تشرين الأول 2019، اخترقت رصاصة قناصٍ ظهره وخرجت من قلبه ليفقد حياته فوراً. لقد كان يغطي التظاهرات التي كانت تجري في ساحة الطيران ببغداد. أكمل الأعظمي دراسته في قسم الإخراج بأكاديمية الفنون الجميلة وعمل مخرجاً للبرامج في قناة السومرية ومصوراً لقناة المسار. أن صفحته على الفيسبوك تحكي كيف أنه سخر البرامج التلفزيونية التي ساهم فيها بروحه الإنسانية من أجل خدمة أبناء شعبه.
كانت فيرونيك روبرت صحفيةً فرنسية سويسرية ومراسلة للحرب، توفيت بمستشفى في باريس بتاريخ 24 يونيو/حزيران 2017، عن عمر يناهز 54 عاماً، بعد أن أصيبت في انفجار في الموصل بالعراق قبلها بخمسة أيام.
لقد تم إرسالها إلى العراق من قبل برنامج القناة الفرنسية الثانية، “المبعوث الخاص”. ونقلت إلى مستشفى بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس بعد أن أصيبت بجروح خطيرة في 19 يونيو/حزيران 2017. وقد فقد اثنان من زملائها، وهما ستيفان فيلنوف وبختيار حداد، حياتهما خلال الهجوم نفسه.
كردستان العراق
تم قتل المصورالتلفزيوني أركان شريف بمدينة داقوق العراقية، الواقعة في محافظة كركوك، بتاريخ 30 أكتوبر/تشرين الأول 2017. لقد عمل لقناة كردستان التلفزيونية وكان يعمل كمدرس أيضاً.
في الساعات الأولى من يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول، اقتحم مسلحون منزله، وقتلوه في هجوم وحشي بسكين أمام زوجته وأطفاله. ألقى تلفزيون كردستان باللوم على المسلحين في قتله، لكن لم يتم القبض أو مقاضاة أي شخص على جريمة القتل.
بتاريخ 25 فبراير/شباط 2017، أثناء تغطية المعارك في الموصل، فقدت شفاء زكري إبراهيم، المعروفة بـإسم “شفاء كردي”، حياتها وأصيب معها المصور، يونس مصطفى وذلك جراء انفجار لغم أرضي مزروع بينما كانوا يغطون المعارك في الموصل.
ولدت شفاء كردي في الأول من يوليو/تموز 1986 أثناء نزوح عائلتها إلى إيران. تخرجت في 2006 من المعهد التقني- قسم الكمبيوتر، وحصلت في 2013 على شهادة البكالوريوس في الإعلام من كلية الأداب بجامعة صلاح الدين. بدأت العمل الصحفي في 2006، كما وعملت مدرسة من 2007 إلى 2010 مع عملها الإعلامي. كانت إحدى نجوم الإعلام الكوردي عموماً، وفي بداية انطلاق عمليات الموصل ضد داعش، قدمت برنامج باسم “فوكس الموصل”، وعملت كمراسلة حربية في جبهات القتال لنقل المعلومات وآخر المستجدات وكانت مديرة نشطة لقسم إنتاج الأخبار.
بتاريخ 16 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عثر المارة على كل من الصحفي نامانج باباني، البالغ من العمر 40 سنة، و زوجته الصحفية لانه محمدي، البالغة من العمر 29 سنة، وطفلهما هانۆ البالغ من العمر ثلاث سنوات، مقتولين في سيارتهما المركونة أمام مرأب شهرزور بمدينة السليمانية.
كان باباني يقدم برنامج (بلا حدود) على قناة إن آر تي التلفزيونية، في حين أن زوجته محمدي كانت تعمل مقدمة برامج لعدة سنوات في قناة كوردسات التلفزيونية. لقد تم العثور عليهما بعد الساعة التاسعة من مساء يوم الأربعاء وقام بعض المواطنين بنقلهم إلى مستشفى شارالتعليمي. وذكر بعض شهود العيان أن مسلحين قد أطلقوا نيران اسلحتهم على السيارة، التي ظهرت عليها آثار تلك الإطلاقات، حيث تم قتل الاسرة.
بتاريخ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عقد مدير شرطة محافظة السليمانية العميد آسو طه مؤتمراً صحفيها أعلن فيه أن باباني قد قام بإطلاق النار من مسدس تم العثور في السيارة حيث قتل زوجته أولاً وابنه ثانياً ومن ثم قام بقتل نفسه واصفاً الحادثة بإنها مجرد “انتحار”. أن روايته تناقض ما تحدث به شهود العيان.
بتاريخ 13 أغسطس/آب 2016، غادر الصحفي وه دات حسين علي منزله متجهاً لعمله في مدينة دهوك. لقد تم خطفه في وقتٍ لاحق في حي مالطا داخل نفس المدينة من قبل مجموعة مسلحة مجهولة. في الساعة 12:30 ظهراً عُثر عليه ميتاً ملقى على الطريق بين مدينة دهوك وناحية سليل. ذكرت المعلومات انه تعرض للتعذيب حتى الموت.
وكان وه دات حسين البالغ من العمر 28 عاماً يعمل كمراسلٍ لقناة روج نيوز منذ عدة أشهر فقط قبل قتله. ووفقاً لبيان نشرته روج نيوز، فانه قد تم استدعائه عدة مرات للمثول للتحقيق أمام الأسايش وهو الأمن الكردي و وكالة المخابرات الرئيسية العاملة في إقليم كردستان.
في تمام التاسعة والربع من مساء 05 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، أطلق شخصان مجهولا الهوية نيران أسلحتهم على كاوه كَرمياني أمام منزله في قضاء كلار التابع لمحافظة السليمانية والتي تبعد 270 كلم الى الشمال من العاصمة بغداد ليفارق الحياة بعدها.
كاوه كَرمياني البالغ من العمر 32 سنة، عمل رئيساً لتحرير مجلة “رايال” الكردية المحلية ومراسلاً لمجلة “ئاوينة” الاسبوعية وكان قد كتب العديد من المقالات حول الفساد في اقليم كردستان العراق ورفعت ضده الكثير من الشكاوى لدى القضاء من قبل المسؤولين وغيرهم.
السعودية
قُتل جمال خاشقجي، وهو كاتب في صحيفة واشنطن بوست، وتم تقطيع جسده على يد مجموعة من السعوديين بعد وقت قصير من دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018.
بعد تحقيق دام ستة أشهر في جريمة القتل، في 19 يونيو 2019 ، نشرت مقررة الأمم المتحدة الخاص المعني بعمليات القتل خارج نطاق القضاء والإعدام التعسفي، أجنيس كالامارد، نتائجه في تقرير خلصت فيه: “لقد أدت ظروف وفاة السيد خاشقجي إلى نظريات وادعاءات عديدة، لكن لا شيء يغير من مسؤولية دولة المملكة العربية السعودية.” . ” لقد وجدت الحكومة السعودية مسؤولة عن “إعدام خاشقجي مع سبق الإصرار”. بتاريخ 20 يونيو/حزيران 2019، أصدر مركز الخليج لحقوق الإنسان نداءً رحب فيه بهذا التقرير الذي جاء نتيجة تحقيق دام ستة أشهر.
في 07 سبتمبر/أيلول 2020، أصدرت محكمة الجزائية في العاصمة السعودية الرياض، أحكامها النهائية في القضية فحكمت على ثمانية رجال لمدد تتراوح بين سبع سنوات و20 عاماً. وألغت المحكمة خمسة أحكام بالإعدام صدرت أولاً في القضية. وذكرت النيابة العامة أن المحكمة حكمت على خمسة من المدانين بالسجن 20 عاما، أحدهم بالسجن 10 سنوات واثنان منهم سبع سنوات. كما برأت النيابة العامة المستشار السابق لولي العهد، سعود القحطاني، القنصل في اسطنبول محمد العتيبي، واللواء أحمد عسيري نائب مدير المخابرات السابق. لم يتم توجيه أي تهم ضدهم، وتم إطلاق سراحهم. لقد كانت محاكمة مغلقة بعيداً عن الجمهور ووسائل الإعلام ولم يتم حتى الكشف عن أسماء المدانين الذين صدرت بحقهم هذه الأحكام.
مصر
قُتلت ميادة أشرف بتاريخ ٢٨مارس/آذار ٢٠١٤، برصاصتين في الرأس والصدر أثناء تغطیتھا لما سمي “أحداث عین شمس” وتضمن مواجهات بین قوات الشرطة المصریة ومظاھرات مؤیدي الرئیس المعزول “محمد مرسي” احتجاجا ً على قرار المشیر “عبد الفتاح السیسي” بالترشح لرئاسة الجمهورية.
عملت ميادة في الموقع الإلكتروني لكلٍ من الدستور و مصر العربية وحصلت على شهادة البكالوريوس من قسم الصحافة بكلية الإعلام في سنة 2013 حيث حصل مشروع تخرجها على المركز الأول في الكلية. انها الأبنة الوحيدة لأسرتها وبعد مقتلها تم إطلاق اسمها على مدرستها الإعدادية بمحافظة المنوفية.
سوريا
قُتل الصحفي المواطن عبد الناصر حاج حمدان، الذي كان يعمل مصوراً لحساب المكتب الإعلامي في بنش، بتاريخ 20 فبراير/شباط 2020، بينما كان يغطي التفجيرات الروسية السورية في معرة النعسان، شمال محافظة إدلب.
وفي 04 فبراير/شباط 2020، ُقتل الصحفي المواطن أمجد أكتالاتي (الصورة على اليمين)، وذلك في أريحا، جنوب محافظة إدلب، حيث كان ينشر على صفحته الشخصية في فيسبوك معلومات متعلقة بالأحداث العسكرية المحلية، حيث كتب في منشوره الأخير، “الوضع كارثي في أريحا.”
بتاريخ 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، قُتل المدافع عن حقوق الإنسان رائد فارس (الصورة مع ولديه) والناشط الإعلامي حمود جنيد (الصورة على اليمين) برصاص مجهولين يحملون الأسلحة الرشاشة بمدينة كفرنبل، في منطقة يسيطر عليها المعارضون بالقرب من إدلب، شمال غرب سوريا.
لقد كان رائد فارس، الذي أسس مركز الإعلام بكفرنبل، معروفاً باحتجاجاته السلمية ضد الحرب، وعلى بثه من “راديو فريش” المعروف. كان القتل متعمدًا لأن القتلة كانوا ينتظرون في سيارة خارج المكتب الذي كان الرجلان يتقاسمانه ثم تابعاهما قبل أن يقتلونهما وهم في سيارتهما. 
واجه فارس محاولة اغتيال سابقة في 29 يناير/ كانون الثاني 2014 لم تنجح، حيث نجا من طلقتين أصابته في الذراع والكتف. كان هناك إفلات تام من العقاب في هذه القضية.
لقى الصحفيان ديلشان إيبش وهوكر فيصل محمد حتفهما في سوريا يومي 12 و 13 أكتوبر/تشرين الأول 2017 على التوالي بهجوم إرهابي نفذه داعش.
وتوفت ديلشان إيبش بانفجار سيارة مفخخة في أبو فاس شرقي سوريا، فيما أصيب هوكر فيصل محمد بجروحٍ في الرأس وتوفي بالمستشفى في اليوم التالي. كان الضحيتان مراسلان لوكالة أنباء هاوار. وقتل في الانفجار عدد كبير من المدنيين، وكثير منهم نازحون، وأصيب عدد أكبر.
وكان فريق هاوار يغطي وصول آلاف النازحين القادمين من مناطق سيطرة داعش بدير الزور إلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، حين انفجرت عربتان مفخختان استهدفتا تجمعاً لنازحين من محافظة دير الزور في منطقة أبو فاس جنوب الحسكة.
في أبريل/نيسان 2019، وبعد سبع سنواتٍ من اعتقال واختفاء علي محمود عثمان، أُبلغت أسرته بوفاته. لقد قيل لهم إنه توفي في الحجز بتاريخ 30 ديسمبر/كانون الأول 2013، بعد 21 شهراً من اعتقاله.
أصبح عثمان الشخص الذي يلجأ اليه الكثير من الصحفيين في عام 2012، وأصبح ايضا رئيسًا للمركز الإعلامي الذي تمت تسميته، بابا عمرو نيوز. عُرف عثمان بجرأته وشجاعته، وكان يقوم بنقل الصحفيين إلى الخطوط الأمامية، والتصوير في ظروف قاسية، وحتى نقل الجرحى إلى بر الأمان. لقد أجرى عديد من المقابلات على الهواء بوجهٍ مكشوف، وقد يكون هذا السبب الذي جعله مستهدفًا من قبل الأجهزة الأمنية السورية.
بتاريخ 28 مارس/آذار 2012، قُبض على عثمان على يد وحدة عسكرية في حلب، ونُقل إلى سجنٍ في دمشق، وبعد ذلك بث تلفزيون الدنيا ما يُعتقد أنه اعتراف قسري له وذلك في مايو/آيار 2012. وأفادت مصادر محلية في بابا عمرو أنه قد تعرض للتعذيب في هذا الوقت. لقد اختفى بعدها علي في منظومة السجون السورية، وعلى الرغم من قيام العديد من المنظمات والحكومات بإجراء استفسارات حول سلامته في السنوات الماضية، لم يكن هناك رد من السلطات السورية. وكمثل العديد من العائلات السورية، عاشت أسرته بدون معلومات ولكن على أمل أن يتم الإفراج عنه في يوم ما.
ماري كالفن، صحفية لدى صحيفة صنداي تايمز قُتلت في حمص مع المصور الصحفي الفرنسي ريمي أوشليك الذي فقد حياته جنبها في حمص بعد تعرضهم للقصف من قبل القوات السورية في 22 فبراير/شباط 2012.
كانت ماري كولفين من ذوي الخبرة، وكانت مراسلة معروفة قامت بتغطية الصراعات العديدة في مختلف أنحاء العالم على مدى 30 عاماً، وترتدي غطاءً أسوداً مميزاً للعين بعد أن فقدت إحداها لجرحٍ بشظايا في سري لانكا عام 2001. لقد تم اختيارها لجائزة المراسل الأجنبي من بين جوائز الصحافة البريطانية 2010.
كان ريمي أوشليك مصور يبلغ من العمر 28 عاما ويمثل وكالة آي بي3، الذي شارك في تأسيسها بباريس، والذي ترك دراسته لكي يذهب إلى هايتي ليبعث بالتقارير ومنذ ذلك الحين قام بتغطية العديد من الحركات الشعبية في العالم العربي. لقد فاز بجائزة الصحافة العالمية للتصوير في 2012.
بتاريخ 31 يناير/كانون الثاني 2019، أدانت محكمة أمريكية حكومة الرئيس بشار الأسد المسؤولة عن القتل المتعمد وغير القانوني لكولفين في عام 2012 وأمرت الحكومة السورية بدفع أكثر من 300 مليون دولار كتعويضات لعائلتها. رغم أن القرار يجلب بعض التدابير لتحقيق العدالة في القضية، إلا أنه غير قابل للتنفيذ. أقامت أيضاً عائلة أوشليك دعوى في فرنسا.
لبنان
جبران تويني، اغتيل بسيارة ملغومة في 12 ديسمبر/كانون الأول 2005 في مكلس، إحدى ضواحي بيروت الصناعية.
جبران ، 48 سنة، كان ناشر ورئيس تحرير جريدة “النهار” اللبنانية، التي أنشأها جده، واسمه أيضا جبران تويني، في عام 1933. كان جبران تويني ناشطاً في مجال حرية الصحافة، وكان عضواً في مجلس إدارة الجمعية العالمية للصحف وناشري الأخبار، والتي أطلقت جائزة حرية الصحافة بعده.
تم التحقيق في مقتله كجزء من عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان للتحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. في 18 أغسطس/آب 2020، أدانت المحكمة الخاصة بلبنان سالم جميل عياش بقتل الحريري وبرّأت ثلاثة آخرين.
اغتيل سمير قصير في الثاني من يونيو/حزيران 2005 في بيروت، عندما انفجرت قنبلة وضعت تحت سيارته أمام منزله.
عمل سمير بالتدريس في كلية العلوم السياسية في “جامعة القديس يوسف”، وانضم إلى جريدة النهار ككاتب رئيسي ومديراً لدار نشرها. شكّلت مقالات سمير قصير وافتتاحياته في جريدة “النهار” في نهاية التسعينات ومطلع الألفية الثانية أبرز ما كُتب في مواجهة الهيمنة السورية على لبنان وحكم الرئيس إميل لحود وأجهزته الأمنية. ونشر عدة كتب منها كتابين بالعربية صدرا عام 2004، “ديمقراطية سوريا واستقلال لبنان” و”عسكر على مين”.
تم التحقيق في مقتله كجزء من عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان للتحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. في 18 أغسطس/آب 2020، أدانت المحكمة الخاصة بلبنان سالم جميل عياش بقتل الحريري وبرّأت ثلاثة آخرين.
اليمن
بتاريخ 02 يونيو/حزيران 2020، قام مسلحون مجهولون باغتيال المصور الصحفي نبيل حسن القعيطي وذلك قرب منزله في مدينة دارسعد التي هي إحدى مديريات محافظة عدن الجنوبية. لقد قام جيرانه بنقله إلى المستشفى لكنه فارق الحياة حال وصوله هناك على أثر الإصابات التي تعرض لها. وحسب التقارير المحلية فأن سيارة حاولت في البداية الاصطدام به بينما كان يتحدث بهاتفه النقال قرب منزله مما اضطره إلى الاختباء خلف حافلة صغيرة حيث باغته المسلحون الذين كانوا يستقلون السيارة بوابلٍ من الرصاص.
عمل القعيطي كمراسلٍ لوكالة فرانس برس وكان قد نشر على حسابه في تويتر تغريدة فيل ساعتين من اغتياله. قال خالد ابراهيم، مدير مركز الخليج لحقوق الإنسان، “لقد كان يحمل كاميرته دائماً ترافقها ابتسامته الدافئة ولم يحمل سلاحاً قط فلماذا قتلوه؟”
وأعقبت وفاة القعيطي إشادة واسعة النطاق به من قبل زملائه وصحفيين آخرين. قالت هدى العطاس، صحفية وكاتبة يمنية جنوبية فازت بعددٍ من الجوائز على صفحتها في الفيسبوك، ” كانت عدسة كاميرتك أقوى من ماسورة أحدث المدافع.”
قُتل منتج تلفزيون أبو ظبي زياد الشرعبي في تفجير في مدينة المخا الساحلية اليمنية على البحر الأحمر، بتاريخ 28 يناير/كانون الثاني 2019. لقد أصيب زميله فيصل الذبحاني في الانفجار.
قال الذبحاني إن القنبلة انفجرت بينما كان هو والشرابي جالسين لتناول العشاء في مطعم. قال إنهما كانا يأكلان بانتظام في المطعم أثناء مهمة في المنطقة.
كان الصحفيان يعملان على مقال حول تأثير الصراع المستمر على سبل عيش الصياد اليمني الذي يعمل قبالة الساحل الغربي. وقال الذبحاني: “لقد انتهينا من إعداد وإرسال موادنا، وجلسنا لتناول العشاء”، وأضاف “الموقع ليس موقعاً عسكرياً ولا يمثل تهديداً لأي طرف.”
عبد الله القادري، مصور ومشغل للكاميرا في محطة بلقيس التلفزيونية الخاصة، الذي عمل لصالح وكالة فرانس برس، قُتل في منطقة قانية باليمن في 13 أبريل/نيسان، 2018.
وقد قُتل في هجوم صاروخي أثناء قيامه بتغطية المصادمات في بيدة. كما جرح ثلاثة صحفيين آخرين في قصف قانية، قرب الحدود بين محافظتي مأرب والبيضاء في وسط البلاد.
توفي القادري متأثراً بجراح أصيب بها في شظية في الرقبة، وفقاً لطبيب في المستشفى الذي تم إخلائه.
توفي الصحفي البارز محمد العبسي في عاصمة اليمن، مدينة صنعاء، مساء يوم 20 ديسمبر/كانون الأول 2016 بعد تعرضه لأزمة قلبية. أكدت التقارير أنه تم نقله إلى المستشفى، لكن نقص الرعاية الطبية المناسبة أدى إلى فقده حياته.
كان العبسي، 35 عاما، صحفياً مستقلاً نشر العديد من المقالات الإخبارية والمقالات عن الفساد في اليمن، والتي بسببها تم استهدافه باستمرار.
طالبت الاسرة بوقف الدفن والتشريح على خلفية تهديدات تعرض لها بسبب تحقيق كان يعمل عليه بشأن شركات نفط مملوكة لزعماء الحوثيين. ولقد تم تشريح الجثة بعد 18 يوماً من وفاته ونُقلت العينات إلى العاصمة الاردنية عمان لإجراء فحص السموم. أكدت النتائج التي تم إصدارها في 5 فبراير/شباط 2017 أنه قُتل بسبب تعرضه لغاز سام، مما زاد من تعقيد واقعة وفاته. دعت منظمات حقوق الإنسان إلى إجراء تحقيقات شفافة والكشف الكامل عن ظروف وفاته، لكن القضية لم تحل..
البحرين
في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2017، حُكم على المدافع عن حقوق الإنسان والصحفي في جريدة “الوسط” محمود عبد الرضا الجزيري بالسجن لمدة 15 عاماً، وصدر الأمر بإلغاء جنسيته. بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول 2015، ألقي القبض على الجزيري خلال غارة على منزله على يد قوات أمنٍ في ملابس مدنية. لقد جاء إلقاء القبض على الجزيري بعد يومٍ واحد من كتابته مقالة عن جلسة مجلس الشورى العادية، والتي تم خلالها تقديم طلبٍ من أحد النواب إلى السلطات لمعاقبة المواطنين البحرينيين من الذين تم حرمانهم من جنسيتهم لأسباب سياسية وذلك بحرمانهم ايضاً من الإسكان الحكومي.
وتمت إدانته بدعم الإرهاب، التحريض على كراهية النظام، وجود اتصالات له مع دولة أجنبية، والسعي لقلب نظام الحكم من خلال الانضمام إلى جمعية الوفاء وحركة 14 فبراير الشبابية. وقد تعرض لسوء المعاملة أثناء الاحتجاز، بما في ذلك جعله معصوب العينين وعدم السماح له بالجلوس أو النوم لمدة ثلاثة أيام تقريباً.
تمت إضافة قضيته إلى التقرير بسبب الحكم المطول بالسجن الذي يواجهه بتهم ملفقة في محاكمة صورية تفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير الدولية للمحاكمة العادلة والإجراءات القانونية الواجبة.
كان أحمد إسماعيل حسن في الثانية والعشرين من عمره عندما أُطلقت عليه النار من قبل قوات الأمن البحرينية. كان حسن مصورًا وصحفياً غالباً ما غطى الاحتجاجات والمسيرات والتجمعات في مختلف أنحاء البحرين. لقد أطلقت النار عليه من قبل قوات الأمن، أثناء توثيق احتجاج سلمي، وتوفى في النهاية.
في 31 مارس 2012 ، كان هناك تجمع في سلماباد، البحرين، جنوب غرب العاصمة، المنامة، حيث كان المتظاهرون يحتجون على سباق الجائزة الكبرى للفورمولا واحد. بعد أن قامت شرطة مكافحة الشغب بتفريق المتظاهرين باستخدام الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، أطلق رجال مسلحون برفقة القوات الأمنية الرصاص الحي ضد المتظاهرين. كان حسن من بين الذين أطلقت عليهم شرطة مكافحة الشغب النار، لتقطع رصاصة شرياناً رئيسيًا في أعلى الفخذ. وذكر شهود عيان أن حسن استُهدف على وجه التحديد لأنه كان يحمل كاميرا فيديو.
بينما كان حسن أول شخصٍ يفقد حياته في 2012 بسبب تغطيته الاحتجاجات، شكل الصحفي البحريني الثالث الذي تم قتله نذ بداية الاحتجاجات في عام 2011 وأحد 82 صحفياً قُتلوا بجميع أنحاء العالم في عام 2012.
فلسطين
توفي الصحفي الإذاعي في المجتمع الفلسطيني أحمد أبو حسين في غزة في 25 أبريل/نيسان 2018.
أصيب أحمد أبو حسين، 24 عاماً، وهو صحفي بإذاعة المجتمع المحلي في غزة، صوت الشعب، بأعيرة نارية في شمال غزة بتاريخ 13 أبريل/نيسان، والتي أثبتت انها إصابات فتاكة. كان يعمل في محطة إذاعة صوت الشعب في غزة وكان يرتدي سترة واقية تحمل علامة “الصحافة” في الاحتجاج في 13 أبريل / نيسان، على حد قول الشهود. ظهرت صور أبو حسين ملقى بجروحٍ في سترته على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان الصحافي الثاني الذي قُتل بنيران إسرائيلية منذ احتجاجات الجمعة الأسبوعية ، من أجل حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم إلى منازلهم، والذي بدأ في 30 مارس/آذار.
ليبيا
لقد قُتل المصور وحامل الكاميرا محمد بن خليفة، 35 سنة من العمر واب لطفلٍ واحد، والذي كان يعمل بشكل رئيسي لأكثر من اربع سنوات في وكالة الأنباء الأسوشيتيد بريس، بشظايا صاروخ أثناء تغطيته للاشتباكات المستمرة بين الميليشيات المتنافسة في جنوب طرابلس وذلك بتاريخ 19 يناير/ كانون الثاني 2019.
التوصيات
في متابعة للتوصيات المقدمة خلال فعالية نظمها مركز الخليج لحقوق الإنسان مع شركاء من بينهم اليونسكو للاحتفال باليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب عن الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في 02 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وفي منتدى مركز الخليج لحقوق الإنسان للمدافعين عن حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في يناير/كانون الثاني 2019، يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان إلى اتخاذ إجراءات فورية و:
- دعوة جميع الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى احترام العمل الصحفي وتقديم جميع أنواع الدعم والحماية للصحفيين المثقلين بتغطية الاحتجاجات الشعبية، أو العاملين في مناطق النزاع المسلح، أو غيرهم ممن يكتبون بمهنية عالية عن قضايا لفساد؛
- دعوة جميع المؤسسات المعنية إلى الإحاطة علماً بأن معظم جرائم القتل وغيرها من الانتهاكات الخطيرة ضد الصحفيين التي ترتكبها وكالات حكومية أو ميليشيات متطرفة ضد الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان قد نفذها أشخاص مجهولون؛
- الحث على إجراء تحقيق فوري وجاد من أجل إيجاد آليات عملية وفعالة تنهي بشكل حاسم حالات الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في جميع بلدان منطقتنا؛
- مطالبة الحكومات والوكالات الأخرى ذات الصلة بالعمل بقوة من أجل محاسبة أولئك الذين ارتكبوا جرائم ضد الصحفيين وأن لا يظل مرتكبو هذه الانتهاكات مجهولين؛
- مطالبة جميع الأطراف المعنية بتوفير الحماية المناسبة للصحفيين في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغيرها حتى يتمكنوا من القيام بأعمالهم الإعلامية إلى أقصى حد؛
- مطالبة كل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا باعتماد توصيات خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب.
التعليقات مغلقة.