مستقبل بلا تلوّث

الطاقة الخضراء.. حققت حضورا لافتًا في مجال الاستهلاك

أظهرت تقارير اقتصادية أن الطاقة المتجددة من أسرع الاستثمارات نموا في العالم خلال السنوات العشر الماضية، لاسيما في الدول النامية، فقد تم الاعتماد عليها في توليد الطاقة وكان لها نتائج اقتصادية مُبهرة في الايرادات وفي توفير الوظائف للشباب.

ولعل الجوانب الاقتصادية في أي مشروع، هو من أهم مميزات انتشاره حول العالم والاعتماد عليه، وهذا ما أدى بالطاقة المتجددة إلى أن تتحول لاتجاه عالمي جديد، فقد حققت حضورا لافتًا في مجال الاستهلاك، ما يشير إلى أنها قطعت أشواطا كبيرة ليتم اعتمادها كمصدر أساسي للطاقة مقارنة بمصادر الطاقة الاحفورية الأخرى.

وقد توصل بحث أجرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى أن مضاعفة نصيب الطاقة المتجددة في السوق العالمية المتنوعة للطاقة إلى 36 في المائة بحلول عام 2030 يمكن أن يوفر للاقتصاد العالمي ما يصل إلى 4.2 تريليون دولار في العام، ما يعني أن مستقبل العالم يمضي باتجاه استخدام موارد الطبيعة “النظيفة” كمصدر أساسي للطاقة.

 

صديقة البيئة:

وعلى عكس مصادر الطاقة الاحفورية “النفط، الفحم والغاز” والتي تُعد الأعمدة التي يُبنى عليها استثمارات العالم وطاقته، فأن الطاقة المتجددة لا توفّر فقط أرباح مالية أعلى، ولكنها تحافظ على كوكب الأرض من المشاكل التي تتسبب بها مصادر الطاقة المختلفة.

مؤخرًا بدأت العالم يتحرك بجدية من أجل وضع حد لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي يقوم بتعريض كوكب الأرض للخطر، يبدو أن التحوّل إلى استخدام الطاقة المتجددة هو الحل المناسب لهذه المعضلة، فالاعتماد على الطاقة المتجددة يحقق إمكانية زيادة النمو الاقتصادي مع خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الوقت نفسه.

لقد وضعت الأمم المتحدة في أهداف التنمية المستدامة وضع سقف للاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة على مستوى العالم بعد المعاناة والتغييرات المناخية التي ظهرت بسبب التدمير الكبير الذى حدث منذ الثورة الصناعية وخلال القرن العشرين حتى هذا اليوم، وظهرت الحاجة إلى وقف وضع حد للاحتباس الحراري ومحاولة إصلاح ما يمكن اصلاحه.

أصبح العالم في سباق مع الزمن للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسرعة وفاعلية، تم عقد مؤتمر في باريس ناقش مسألة تغير المناخ من أجل التفكير في كيفية اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره والحد من انبعاثات الكربون، وكان هذا عاملا مساعدا من أجل الانتقال سريعا إلى استخدام الطاقة المتجددة، تلك التي تأتي من مصادر طبيعية وغير تقليدية وهي بالفعل مستمرة ولا تنضب ومتوفرة في جميع أنحاء العالم ولا تحتاج إلى استهلاك موارد الطبيعة ناهيك عن كونها طاقة نظيفة لا تعمل على تلويث البيئة وتحافظ بالضرورة على الصحة العامة، والأهم من ذلك أنها اقتصادية وذات عائد اقتصادي كبير.

التعليقات مغلقة.