معالي العسعوسي.. رسالة كويتية لليمن

هاشم عبدالرزاق العزعزي

 

يكتب هاشم العزعزي عن معالي العسعوسي ، الإنسانة التي اختارت اليمن مكانًا لنشاطها الإنساني دون غيره، لأنها تحب اليمن كما قالت

معالي العسعوسي


من هي معالي العسعوسي؟

هي امرأة من أسرة كويتية كبيرة. تعمل مديرة لفرع جمعية العون الكويتية في اليمن.

كان يمكن تعينها في أي دولة للجمعية فروع فيها، لكنها اختارت اليمن لأنها كما قالت: “تحب اليمن”.

تتمتع بأخلاق عالية وانسانية مرتفعة.

التقيت بها مرات عديدة في الحديدة، بل زرنا معًا العديد من مديريات الحديدة.

لا تعتمد على تقارير مندوبي الجمعية عن الأوضاع الإنسانية.. لكنها رغم المخاطر تنزل بنفسها للميدان كي تعرف احتياجات المواطنين وتشرف بنفسها على توزيع المساعدات أو تنفيذ مشاريع صحية ومائية واغاثية.. إلخ.

بورتريه معالي العسعوسي
رسم: لمياء يوسف

تبكي إذا شاهدت أسرة معدمة أو طفل مريض.. مع ذلك شجاعة ومؤمنة أن ما تقدمة الكويت لليمن واجب ومسؤولية قومية ودينية وإنسانية.

تعرضت للعديد من المضايقات والاستجوابات من جهات أمنية، لكنها لم تشعر بالسأم.

مواقف عديدة حصلت بحضوري جعلني اخجل وارفع لها التقدير والاحترام، كنّا ذات مرة في قرية ساحلية تتبع التحيتا، وفي الوقت الذي كانت تقف لتراقب عملية توزيع سلل غذائية فوجئنا بتحليق طائرة حربية وعلى علو منخفض، قفزت من مكاني لمعالي، وبصوت عالٍ صحت في وجهها مطالبًا منها الهروب من المكان المكشوف إلى مدرسة قريبة من المكان، لكنها بهدوء اعصاب ومع ابتسامة ردت: ” لا.. لن نهرب، فمصيرنا كمصير هؤلاء الفقراء، لا فرق بيننا وبينهم” وقفت مذهولاً وخائفاً وفي نفس الوقت محرجًا.

 

وفي موقف آخر كانت السيول تحاصر قرية في الزيدية، وقفنا حائرين، كيف نستطيع انقاذ سكان تلك القرية بالخيم والمواد الغذائية إلخ، رفض سائقي السيارات المحملة بالمواد قطع سائلة تتدفق فيها السيول، ركبت معالي سيارتها رغم اعتراضنا وأمرت سائقها بقطع السائلة، ولم يكن أمامنا سوى اللحاق بها.

معالي العسعوسي امرأة عظيمة، كل التحية والتقدير لها وللكويت وشعبها العربي.


هاشم العزعزي
صورة من إحدى الفعاليات التي جمعت العزعزي بالسيدة معالي العسعوسي


عن مقال معالي العسعوسي

هذا المقال تم كتابته لمشروع صوت الجالية اليمنية في الكويت الذي يهدف لبناء السلام بين المجتمعين اليمني والكويتي

التعليقات مغلقة.