من المُكلّا إلى العالم: انقاذكم مُهمَّتنا

شاب يمني يخترع ساعة تساهم في الحد من انتشار كورونا

منذ تفشّي جائحة كورونا في دول العالم، والمراكز العلمية والبحثية والمختبرات الطبية لا تهدأ، الجميع يحاول البحث عن علاج للفيروس أو للحد من انتشاره، لكن كل المحاولات حتى الآن لم تؤدي إلى نتيجة إيجابية حاسمة، توالت الأيام والأخبار، لكن الوقت يمر والأخبار كذلك، ولا شيء حتى الآن سوى التعايش مع الفيروس.

السؤال الحاسم الذي يُفكّر به الكثير: من سيُنقذ البشرية من هذا الفيروس الخطير جدًا؟

بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن تحوّل كورونا إلى وباء عالمي وقيام عديد من البلدان إلى إعلان حالة الطوارئ وإغلاق حدودها أمام المسافرين ومنع جميع الفعاليات التي تؤدي إلى التجمعات، أصبحت العودة إلى الحياة الطبيعية هي محور اهتمام الجميع، لاسيما النشاط الاقتصادي الذي واجه ضربة بالغة. تكاتفت الجهود وظهرت الأفكار التي تؤدي بالمجمل إلى وضح حد لانتشار الفيروس دون القضاء عليه.

غرق الجميع في البحث والتنقيب عن الحلول التي من شأنها القضاء على الفيروس، ولعل أبرزها هي القرارات الصارمة التي اتخذتها بعض البلدان للحد من التجمعات أو التجول أو الإهمال والتساهل مع الفيروس أو حتى نشر الأخبار الكاذبة أو المعلومات الخاطئة عن الفيروس.

أمام هذه الأحداث المُتصاعدة حول العالم يبرز اسم فتى في عمره التاسع عشر قد يصنع التغيير

 

يضع سره في أضعف خلقه

تحتضن المكلا، عاصمة اقليم حضرموت، شابًا في عمره التاسع عشر، قد يضع حدًا لتفشّي فيروس كورونا ويساهم في انقاذ البشرية من هذا الخطر الذي يُهدد الجميع بلا استثناء.

هذا الفتى هو أكرم حسين باعلوي، من مواليد قرية نائية في اليمن يقطنها 1079 نسمة بحسب إحصاء 2004، تًدعي “محمدة” وهي إحدى قرى عزلة “الجول” بمديرية “حجر” التابعة لمحافظة “حضرموت”.

وعلى الرغم أنه لم يدرس الجامعة بعد، إلا أنه استطاع أن يضع فكرة لمحاصرة انتشار كورونا، والبدء في تنفيذها ثم تحويلها لاحقًا إلى جهاز ملموس وجاهز للاستخدام بأقل التكاليف.

يقول أكرم أنه يُريد أن يُفيد البشرية وينقذها من الخطر المُحدق بها، يقول أيضًا بأنه ظل يُفكّر كثيرًا بهذا الأمر، لاسيما مع رؤيته لمعاناة العالم وعجز التكنولوجيا عن الإتيان بعلاج فعلي لوباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد19)، دفعه ذلك للتفكير بشكل أكثر عمقًا ليس للقضاء على الفيروس ولكن للحد من انتشاره والمساهمة في التخلص منه: “فتوصلت لهذه الفكرة التي أتمنى أن تكون في متناول يد كل شخص في العالم“.

الجهاز المُخترع هو الأول من نوعه عالميًا

عبارة عن ساعة يد اسمها “كورونا كلين” تحوي جهاز استشعار يقوم بتنبيه الشخص الذي يرتديها كلما اقترب من جسم آخر، فقبل مصافحة الآخرين تصدر تنبيه تحذيري حتى لا تقوم بالمصافحة أو تذكيرك بتعقيم يديك؛ لتجنب نقل العدوى.

كما أنها تُعد مُعقم فوري، فهي مزودة بسائل مُعقّم موضوع بها مُسبقًا داخل مكان مُخصّص لتخزينه بكميات مناسبة ويمكن إعادة تعبئتها.

يعمل منبه الساعة بشكل مستمر ودون توقف، بينما ميزة التعقيم تعمل عندما يقوم الشخص بالضغط على الزر الموجود في الساعة عند ملامسة جسم أو سطح ملوث من الممكن أن يكون ملوثًا.

 

لماذا ساعة؟

ببساطة لأنها لا تُعيق الحركة بحسب أكرم، ولأنها تبقى لصيقة باليد؛ “السبب الرئيس في انتقال الفيروس عبر ملامسة الوجه أو مصافحة الآخرين” ثم أن الوقت الذي حصل عليه نتيجة اغلاق المدارس والمعاهد عند اتخاذ البلاد الاجراءات لمواجهة انتشار الوباء، جعله يفكر بالوقت الذي يمر عليه دون فائدة، فكان “الوقت واليد” هما المفتاح لاختراع الساعة.

وتبدو جودة الساعة مضمونة على الرغم أنها تحوي أجهزة حساسة للغاية، فأكرم يؤكد أن استخدامها يعتمد على الشخص نفسه، ولكن في المعدل الطبيعي يقول إن عمرها الافتراضي سيدوم أكثر من سنة.

 

نموذج أولي للساعة

 

أبحث عمّن يتبنى فكرتي وأريد توزيعها بالمجان

وكما يبدو أن سعر الساعة سيكون معقولًا، فأكرم يؤكد أن مسألة تحديد السعر سيعود على الشركة أو الجهة التي ستقوم بتبني مشروعه، لكنه لا يعتقد أن يزيد سعرها عن 2000 ريال يمني (3.20$) مع أنه يتمنى أن يتم توزيعها بالمجان.

ويواصل أكرم البحث عن أي جهة لتقوم بتبني مشروعه، ولكن حتى ذلك يحتاج إلى تمويل ودعم مادي، ليتمكن من إتمام عمليات التواصل والبحث المستمر، وكل أمله أن يجد تلك الجهة التي تتبنى اختراعه في أسرع وقت ممكن حتى يصل إلى يد كل شخص في العالم.

 

في مقر مؤسسة حضرموت للابداع والتقدم العلمي، وهي الجهة التي اهتمت بالاختراع وقامت بتوفير الدعم لأكرم
الصورة: لقطة من فيديو لمنصتي30

 

الساعة ليست لمواجهة فيروس كورونا فحسب، بل للحماية من جميع الفيروسات التي تنتقل عبر اللمس

 بالنسبة لأكرم، فإن الساعة لم تكن أولى اختراعاته، فقد سبق له أن ابتكر آلة لحام صغيره جدًا لاستخدامها في القطع الصغيرة، وكانت مصنوعة من قلم حبر وقلم رصاص ونال به المركز الأول في معرض الوسائل التعليمية قسم (الاختراع والابتكار)، كما يملك الكثير من الأفكار المكتوبة لعدد من الاختراعات التي سيعمل على تنفيذها أثناء دراسته الجامعية التي ستمكّنه من ايجاد الأدوات التي تلزمه لاستكمال اختراعاته.

التعليقات مغلقة.