تهامه.. باب النجّار مخلوع

إذا زرعت تهامة شبع الناس إلى يوم القيامة.. مثل شعبي


لا تملك الحكومة الشرعية التي مازالت تسيطر على قرارها قوى اليمين المتمثلة بالتجمع اليمني للإصلاح؛ حلولًا اقتصادية حقيقية لتخفيف المجاعة ومحاصرة انتشار الفقر بين المجتمع وممارسة دورها كمسئول رئيس، فيما تتوجّه اهتمامات الحوثيين نحو دعم جبهاتهم الحربية وتمويل معاركهم والاستفادة من أي إيرادات لضمان بقائهم فترة أطول وتحسين وضعهم المالي بشكل شخصي والسيطرة على الاقتصاد المحلي واسكات أي أصوات تنادي بتحسين الوضع واتهامها بكونها عميلة ومرتهنة للخارج.


وعلى الرغم من أن “تهامة” التي تُعرف بسلة غذاء اليمن نظرًا لما تملكه من أراضٍ شاسعة يمكن أن تُكفي اليمن بل وتُصدّر للخارج حيث يقول المثل الشعبي: “إذا زرعت تهامة شبع الناس إلى يوم القيامة” إلّا أنها واحدة من أبرز قصص المآسي في اليمن، حيث هجمت المجاعة عليها وانتشرت صور لأولئك الأطفال شديدو النحافة الذين يعانون من سوء تغذية حاد، لم تكن هذه التغذية السيئة من نصيب تهامة فحسب لكنها تواجدت في مناطق أخرى كثيرة حتى انتشرت مقاطع لأناس لا يجدون ما يأكلون سوى أوراق الشجر لاسيما في المناطق التي تحد تهامة وصعده.

ولطالما كانت تهامة الساحلية محط طمع لدى القوى التي تسكن في الجبل أو ما يُطلق عليها «الجبالية»، عملت هذه القوى على اضعافهم واقصائهم وتهميشهم، بعد أن سيطروا على أراضيهم واستفادوا من المحصول المتنوع وقاموا بتصديره للخارج قبل الداخل وتمتعوا بالموارد لصالحهم، فيما استفادوا من ثروتها الحيوانية والسمكية بذات الطريقة، أصبح المجتمع المحلي مجرد عاملين بالأجر اليومي، سواء أكانوا يعملون لصالح أنفسهم أو لصالح تُجار آخرين.

يعتمد الكثير من أبناء تهامة على العمل في الدراجات النارية التي تُستخدم هناك كوسيلة مواصلات رئيسة، فيما اعتمدوا على قوارب الصيد والزراعة وكلها بحاجة إلى وقود، ومع انعدام الوقود وارتفاع سعره الرسمي وتوفره في السوق السوداء بأضعاف السعر، فقد توقّف أبناء تهامة عن العمل وأصبحوا عاطلين.

ومنذ احتجاجات 2011 اضطربت المشتقات النفطية وارتفعت أسعارها، أدت هذه الاضطرابات إلى عرقلة المزارعين وتكبيد الكثير منهم لخسائر مالية متراكمة أثرت عليهم ماليا، فيما تعرّض العاملين في مجال الصيد والدراجات النارية إلى توقّف أعمالهم وبالتالي دخلهم اليومي، أُنهك أبناء تهامة من هذه التعقيدات ثم انهكوا أكثر بعد أن احتضنت منطقتهم الهاربين من الحرب الأهلية في تعز ومعركة التحرير في عدن أثناء ما كانت الحديدة منطقة آمنة قبل معركة الساحل الغربي، هذا الاحتضان أدى إلى نفاذ محصولهم الغذائي في المحافظة وارتفاع سعره نظرا لغزارة الطلب عليه.

التعليقات مغلقة.