في واحدة من أكثر اللحظات جرأة في الوسط الفني العربي، أعلن الممثل السوري أويس مخللاتي اعتناقه المسيحية بعد سنوات قضاها باحثًا عن معنى روحي يقترب من قناعته الشخصية. لم يكن الإعلان مجرد خبر فني عابر؛ بل كان محطة جديدة في نقاش طويل حول حرية المعتقد وحق الإنسان في أن يفتّش عن إيمانه دون خوف أو وصاية.
قرار أويس ليس “خروجًا من دين” بقدر ما هو دخول إلى ذاته. هو لحظة صدق بين الإنسان ونفسه، وهي اللحظة التي حاولت المجتمعات العربية طويلاً أن تؤجلها أو تخفيها.
تجربة اويس مخللاتي بين “حرية المعتقد ” و”الحرية الدينية”
حين اختار أويس مخللاتي تغيير دينه، فقد مارس أولاً حرية المعتقد:
ذلك الحق الداخلي العميق الذي يضمن لكل إنسان أن يعيد النظر في قناعاته بعيدًا عن أي ضغط اجتماعي أو عائلي أو سياسي.
أما تعميده في نيكاراغوا بدلًا من سوريا، فهو مثال حي على الحرية الدينية:
القدرة على ممارسة الشعائر علنًا وبأمان في الفضاء العام.
هذا التمييز مهم. حرية المعتقد هي قرار القلب، أما الحرية الدينية فهي قدرة الجسد على إعلان ذلك القرار دون خوف.
لماذا يزعجنا التحول الديني: الأجندة الحقيقية للغضب من اويس مخللاتي
الخوف الذي أثاره خبر التحول الديني للفنان السوري اويس مخللاتي لا علاقة له بحماية الدين أو المجتمع، بل بالرغبة في قمع كل نية للاقتحام الفكري للمواضيع المحرمة.
ردود الفعل الغاضبة لا تتعلق بجوهر الإيمان، بل بالخوف من اللحظة التي يكتشف فيها الفرد أن الطريق إلى الحقيقة مفتوح. وأن “الموروث” ليس مقدسًا إلا بقدر ما نختار نحن أن نقدّسه.
تستطيع ملاحظة ذلك الخوف بوضوح في ازدواجية المعايير:
- عندما يعتنق شخص مشهور الإسلام يتحول الخبر إلى “فتح مبين” و “دليل على عظمة الدين”.
- لكن عندما يختار أحدهم ترك الإسلام يصبح فجأة “خائنًا” أو “مضلَّلًا”.
الحقيقة التي يحاول هذا الغضب إخفاءها هي:
احترام قرار أويس مخللاتي لا يهدد الإسلام… بل يهدد ثقافة الخوف.
المجتمع الذي يخشى من حرية البشر في اختيارهم دينهم، هو مجتمع هشّ يخشى الأسئلة.. واحترام قرار اويس مخللاتي لا يُضعف الإسلام، بل يُضعف ثقافة الخوف
حرية المعتقد ليست تهديدًا… بل فرصة لاختيار معنى للحياة
التاريخ الإنساني المرصع بالشهداء والقديسين، يخبرنا أن اللحظات التي تغيرت فيها البشرية كانت دائمًا هي اللحظات التي اختار فيها الانسان التمسك بحقه في حرية الضمير والتفكير والاعتقاد.
الإيمان يولد في لحظة اختيار، والنفاق يولد في لحظة قمع، فانظر ماذا تريد أن تزرع في مجتمعك؟
ماذا نتعلم من قصة أويس مخللاتي؟
- لكل إنسان الحق في اختيار دينه
- التحوّل الديني ليس جريمة، بل رحلة بحث روحي.
- احترام الاختلاف لا يقلل من قيمة أي دين، بل يزيده قوة.
- المحبة -كما قال أويس- هي اللغة المشتركة بين الأديان.
قصة أويس ليست دعوة لاعتناق المسيحية ولا لأي دين آخر.. بل دعوة لأن نسمح للإنسان أن يكون ذاته، حتى لو لم تشبه ذواتنا
في النهاية: التحوّل الديني ليس خطيئة… الخطيئة الحقيقية هي منع الإنسان من حرية روحه
مهما كان الموقف من قرار أويس مخللاتي، فإن الأمانة الإنسانية والدينية تحتم علينا احترام اختياره. فالحرية الدينية ليست رفاهية، بل حق إنساني أصيل، وهي الأساس الذي يمكن أن يبني مجتمعًا متسامحًا، ناضجًا، وواثقًا بقيمه.
من هو أويس مخللاتي؟
أويس مخللاتي ممثل سوري اشتهر في أعمال درامية عدة، أبرزها مسلسل الهيبة. وقد عاد اسمه إلى الواجهة بعد إعلانه اعتناق المسيحية مؤخرًا.
ماذا فعل أويس مخللاتي؟
أعلن الممثل السوري أويس مخللاتي اعتناقه المسيحية بعد رحلة طويلة من البحث الروحي. أكد أن قراره نابع من قناعة شخصية ورغبة في إيجاد إيمان يعبّر عن هويته الداخلية. تعمّد أويس في نيكاراغوا بحضور عائلته. اعتبر أن هذا التحوّل ممارسة لحقه الطبيعي في حرية المعتقد والحرية الدينية. داعيًا إلى احترام خيارات الأفراد دون خوف أو وصمة.
لماذا اعتنق أويس مخللاتي المسيحية؟
بحسب تصريحاته، جاء قراره بعد رحلة طويلة من البحث الروحي والشعور بأن الإيمان المسيحي يعبّر عن قناعته الداخلية، مؤكدًا أن التحول كان بدافع شخصي لا علاقة له بالضغوط أو التأثير الخارجي.
أين تم تعميد أويس مخللاتي؟
جرى تعميد أويس مخللاتي في نيكاراغوا بحضور عائلته وزوجته، مؤكدًا أن التعميد خطوة روحية اختارها بإرادته الحرة.
هل يعتبر تغيير الدين مخالفًا للقانون؟
تغيير المعتقد حق إنساني أصيل يندرج تحت حرية المعتقد، بينما تختلف القوانين بين الدول في ما يتعلق بالإعلان العلني للمعتقدات أو تغيير الوثائق الرسمية.
لماذا يثير التحول الديني للنجوم جدلًا واسعًا؟
لأن المجتمعات العربية تميل إلى ربط الدين بالهوية الجماعية، مما يجعل أي تحول ديني يبدو صادمًا، رغم أنه في الحقيقة ممارسة طبيعية لحق الفرد في اختيار قناعاته.
هل يؤثر قرار أويس مخللاتي على مسيرته الفنية؟
من المبكر تحديد التأثير، لكن غالبًا ما تنعكس ضجة التحولات الدينية على الفنانين لفترة قصيرة، قبل أن يعود الاهتمام إلى أعمالهم الفنية.
ما أهمية احترام حرية المعتقد؟
احترام حرية المعتقد يعزز التعايش وقبول الآخر، ويسمح للفرد بأن يعيش إيمانه بصدق، وهو ما يقود إلى مجتمع أكثر نضجًا واتزانًا وروحانية.