الإسلاموفوبيا أو رهاب الإسلام وحكاية الصناعة العالمية للكراهية

هذه المقالة تتحدث عن كيف تم صناعة الخوف من أتباع الدين الإسلامي، واستخدام مصطلح الإسلاموفوبيا أو ما يعني رهاب الإسلام

بعد أن كانت الكراهية تُخلق في القرى النائية، والمدن المتباعدة، والدول المتجاورة، أصبحت في عصر العولمة تُصنع على نطاق عالمي.

لمعرفة حكاية الصناعة العالمية للكراهية، يجب أن نعود إلى البداية، بداية البداية، فدون معرفة جذور الصراع، لا يمكن معالجته.

إن جذور حكايتنا، تبدأ منذ ظهور الدين الإسلامي في شبه الجزيرة العربية، وانتشاره، وتوسعه، وهذه جذور في سياق طبيعي، لأن ظهور أي دين جديد، ينال دومًا خطابات ساخرة.. لكن السياق غير الطبيعي، هو استمرار هذه الخطابات وتطورها، لتصبح خطابات عالمية، يوصم بها كل أتباع الدين، في كل مكان وزمان.

 

الإسلاموفوبيا


متى ظهرت ظاهرة الإسلاموفوبيا؟

الإسلاموفوبيا كمصطلح لم يكن متعارفًا عليه، حتى العام 1997. نشرت منظمة بريطانية تقريرًا باسم (الإسلاموفوبيا تحدٍ لنا جميعًا) جاء فيه من بين معاني الإسلاموفوبيا هو النظر إلى الإسلام على أنه أدنى من الغرب. احتوى ألفاظًا غير لائقة، حتى صار يستخدم لتبرير الممارسات التمييزية تجاه المسلمين، واستبعادهم، والتضييق عليهم.

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، انتشر المصطلح.. وأصبح شائع الاستخدام بِدلالات على الأغلب لا تجعل من الخطاب المندرج في ذلك السياق خطابًا ترحيبيًا بالمسلمين.. ولا صديقًا لهم، أو عادلاً في التعامل معهم.. ولا إنسانيًا، ولا حواريًا، ولا متسامحًا، ولا قابلاً لوجود الإسلام والمسلمين. وتسبب في تشكيل صورة تمنع بناء جسور التواصل بين الإسلام والغرب، والحوار والتعاون والتعايش والاندماج في الحضارة الإنسانية.

 

الخوف من الإسلام

 


ما هو مفهوم الإسلاموفوبيا؟

الاسلاموفوبيا ينقسم إلى شقين: الإسلام وهو الدين الإسلامي، والفوبيا والتي تعني رهاب، أو خوف شديد.

والمصطلح يعني الخوف من الإسلام، وهو مرتبط بالكراهية له كدين، ورموز، وشخصيات، وتاريخ.. وتصويره وأتباعه كمصدر للإرهاب والفوضى.. واعتبار الإسلام خطر مستقبلي على الغرب وحضارته. ووصف الإسلام وتابعيه بالتخلف والرجعية والعنف والكثير من الصفات السيئة.

رُهاب الإسلام بالإنجليزية: Islamophobia


آثار الاسلاموفوبيا؟

الكثير من الكراهية، وبالأخص الكراهية الدينية التي هي أكثر شرا، وأعنف حربا، وأطول عمرا. وقد أنتج التمييز والتضييق على المسلمين في ديار الغرب، والحروب على المسلمين في ديار الإسلام، والاتهامات على المسلمين في كل العالم.

ي الحقيقة لم ينتج هذا الخوف من العدم، فبعض الجماعات الإسلامية ساهمت في تعزيز الاتهام ببعض التفجيرات في دول مختلفة.. وكثّف هذا الخوف إشعال الإعلام لكل قضية بطريقة مريبة، واستناد الغرب في اتهام الإسلام إلى خلفياته وموروثه التاريخي والديني.

أم أسباب تواجد هذا الخوف أو الرهاب من الإسلام أن هناك مكامن سياسية، وجذور تاريخية، وأسباب اجتماعية، وظروف اقتصادية، ومظاهر إنسانية، وصور إعلامية، ومؤسسات فكرية، وشخصيات مستفيدة، ومحاربين شرسين، ومتعاطفين طيبين، ومحايدين خائفين، ودولا تتهم، وأخرى تدافع، ومجتمعات تهاجم وأخرى تبرر، والكثير الكثير.

لا يعتقدن أحدكم أن صناعة الكراهية على مستوى عالمي لم يُحدث نتائج كارثية كما كل القصص التي قمنا بروايتها (يمكن الاطلاع عليها من هنا)، فقد أنتج الكثير من قبيل الكراهية الدينية التي تؤدي إلى التمييز أو العداء أو العنف والتحريض على التمييز والعنف، والكراهية على أساس الدين أو المعتقد وزيادة مستوى صدام الحضارات وزيادة الأزمات والصراعات والمواجهات والخرافات والإشكاليات والسياسات والسلبيات والتبرير والتوظيف السياسي وقلة نسب التعايش والعيش المشترك وتشويه صورة الإسلام في الغرب.

 

الإسلاموفوبيا

 


الأحداث الناتجة عن الاسلاموفوبيا

أنتجت الاسلاموفوبيا الكثير من الاعتداءات على المسلمين ورموزهم، ووصمهم بالتطرف والإرهاب بين حين وآخر.

وأنتج الرهاب من الإسلام حالات إطلاق نار على المسلمين في الشوارع والمتاجر والجوامع.. وحالات هجوم بالأسلحة البيضاء، والتعرض للسرقة والضرب وتدمير الممتلكات والكسر والطرد القسري والحرائق المتعمدة، ورمي القنابل وحرق نسخ من القرآن، وانتشار حالات الطعن والتفجير للسيارات والبيوت والمراكز الإسلامية ووقوع عدد من المذابح والتحرش بالنساء والصدم بالسيارات واشعال الحرائق والتخريب المتعمد والتهديدات ضد المصلين المسلمين ومحاولات الهجوم عليهم ووقوع المسلمين ضحايا الاستخبارات والاتهامات وزيادة عدد الاعتداءات والهجمات.

 يمكن للجميع أن يحب الجميع، ويعيشون معًا في سلام إذا اختفت الكراهية والخطابات السامة والاتهامات الدينية والأفكار السيئة المسبقة.

كما أن هناك الكثير من الأحداث مثل زيادة الجرائم والقتلى والجرحى والمتضررين. كما أنتج دوافع إجرامية، وانتقامية، واعتداءات، واتهام المسلمين بالإرهاب والتخلف والعنف والقمع، وزيادة جرائم الكراهية والتمييز ومناهضة المسلمين، وفرز الهويات، وشيوع المآسي والجرائم ضد الإنسانية، والعنصرية والإساءة والتهديد والتشويه وكره الأجانب. والتخريب والتمييز العرقي والاهانات وزيادة العبارات المسيئة دينيا.

ونود التنويه أنه ليس كل الغرب يتبنى خطابات كراهية ضد المسلمين، خصوصًا إن دولًا عدة تتعامل مع الجميع وفق قانون يحترم الحقوق والحريات، ويتعامل مع المسلمين مثلما يتعامل مع غيرهم. فالقانون هناك فوق كل اعتبار، وخطابات الكراهية التي تسمعونها، لا يتم تبنيها بشكل رسمي، وهذا توضيح فقط حتى لا نمارس أي تعميم سلبي تجاه الآخرين، فدورنا هو معرفة دوافع الصراع، لنعمل معًا على إيجاد الحلول لها.

 

رهاب الإسلام


الدروس المستفادة

تعلمنا من هذه الحكاية أن الكراهية من الممكن أن تنمو حتى تصبح عالمية، بالتالي تجعل من الحب ينحسر حتى يصبح شأنا شخصيا. وتجعل من العنصرية مقبولة، وقد تجعل من الحروب لعبة سياسية تندلع على أساس ديني مثلما حدث في الصراع بين الهندوس والمسلمين، أو على أساس طائفي مثل حروب الكنيسة وحروب المسلمين والسنة والحروب الستة في اليمن، أو على أساس اثني مثل حروب الهوتو والتوتسي.

وتعلمنا أن هناك قصصًا مزرية ومحزنة، ويا للبشر من يجعلون الكراهية صفة الشجعان والحب صفة الضعفاء. ويجعلون من الحرب صفة الفرسان ومن السلام صفة الجبناء. ويجعلون من العنف ميزة للرجال ومن الضعف صفة للنساء.

كما تعلمنا أن العالم لن يخلو أبدا من الصراع طالما يستخدم خطابات كراهية قائمة على أساس ديني. وفي حال لم يكن هناك حوار ديني جاد بين أتباع الأديان وإصلاح للخطاب الديني، من الممكن أن تستمر الحروب وشلالات الدم.

لقد تعلمنا أن فقر دولة وثراء أخرى، وتخلف مجتمع وتحضر آخر؛ لا يعني كثيرا في الاختلاف، فالجميع جاهز للكراهية والحرب طالما استمرت خطابات الكراهية في التحريض على الآخرين.

إن كل الحكايات التي تم سردها في هذا الموقع، ليست لتوجيه الاتهامات ضد أي طرف، لكنها لبناء المعرفة، ونشر الوعي القائم على توضيح دوافع الصراع من أجل العمل إيقافه.


رسالتنا الأخيرة

ليتنقَّ القلب بنور المحبة،

ليستنرِ الوعي،

ولنُزلِ الستار الذي يحجب عن أعيننا معًا رؤية الجمال في اختلافات الناس وتنوّع الإلهام.

كلنا أثمار شجرة واحدة، وقطرات بحر واحد

كل الناس سواسية كأسنان المشط،

وكلهم أبناء الله الذي يحبهم؛ لأن الله محبة.

كراهية الإسلام


المصادر

(1) انقر هنا

(2) انقر هنا

(3) انقر هنا

(4) انقر هنا

(5) انقر هنا

(6) انقر هنا

(7) انقر هنا

(8) انقر هنا

الإسلاموفوبيا


تم كتابة هذه القصة ضمن مشروع حكايات شهرزاد الذي يعمل على تأريخ الصراع وروايته من زاوية دينية. 

يمكنكم قراءة كتاب حكايات شهرزاد من هنا كتاب حكايات شهرزاد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.