كنت أكلم البيت… بخرج مع البيت استخدام لفظ “البيت” كتعبير مجازي للإشارة للزوجة / الأخت/ الأم، أمر شائع في بلادنا، لكن هل هذه حشمة تتجمل بها اللغة؟ أم عُقدة تُنتجها معايير المجتمع؟
لاشيء محايد ومُرتجل وعفوي في الكلمات التي نتداولها كل يوم… فاللغة تتشكل كيفما تكون أفكار المجتمع. “البيت” هذا اللفظ العادي جدا! صُمم كي ينحت في وعينا الجمعي، فكرة: الدور الاجتماعي للمرأة!
تواجد اليمنيات على مواقع التواصل الاجتماعي، يُفهم -بشكل واسع- كخروج عن هذا الدور الاجتماعي المرسوم “البيت”، وهذا ما يُفسِر طبيعة الخطاب الموجه للمرأة على الانترنت، كخطاب يأخذ أبعاد الممانعة الاجتماعية، أكثر مما يأخذ أبعاد الاختلاف الفكري.
اللغة هي أكثر أدوات العنف الرقمي شيوعاً، وأكثر أشكال العنف تجاهلا. والعنف اللفظي ليس بالضرورة سافرا كشتيمة أو تهديد. هو أيضًا فكرة أو موقف تمييز، يختزن كدلالة ضمنية في الكلمات العادية ك”البيت”
يجب أن نناقش العنف اللفظي في مواقع التواصل، كمشكلة اجتماعية، أكثر من كونه نزق رقمي. تُوفر له الأسماء المستعارة الحصانة من العقاب.
..
تعريف العنف اللفظي:
هو شكٌل من أشكال العنف الّنفسّي الذي ُيمارس على المرأة، ويتضمن ممارساٍت سيئًة موّجهًة إليها مباشرة مثل الّذم، والّشتم، والتهديد، والرهاب النفسّي، وتقليل شأن الآخر، وَكيِل الاتهامات لها. وقد يكون بدايًة للعنف الجسدي أيضًا.
كما يعرف بأنه الكلمات والألفاظ المسيئة التي تحمل عبارات السخرية والاستهزاء والإهانة، من قبل الوالدين أو من قبل المحيط الاجتماعي والأفراد المحيطين بالشخص، وكذلك الازدراء والتخويف والسب وانتقاد الطفل باستمرار والتقليل من شأنه والاستخفاف به، فأي نوع من الكلام يسبب ألما للطفل، يدرج تحت وصف العنف اللفظي.
إقرأ أيضًا: ثقافة البالطو المُحزّق
التعليقات مغلقة.