تواجه البشرية اليوم فيروس كورونا “الرعب القادم من الشرق” والذي أصبح أزمة هذا الجيل، ومحوّر اهتمام وذُعر عالمي، فقد صنّفته منظمة الصحة العالمية على أنه وباء عالمي “جائحة”، ما يعني إمكانية إصابة العديد منّا بهذا الفيروس. إلا أن معظمنا سيتعافى منه، لكن الحال قد يكون مختلفاً بالنسبة لبعض الأشخاص من كبار السن أو ممن يعانون من أمراض مزمنة، لأن إصابتهم بالفيروس تُهدّد حياتهم.
إذن كيف يمكن لنا أن نبقى بمنأى عن الإصابة بهذا الفيروس؟
في تقرير نُشر على دويتشه فيليه بعنوان “ما يجب على العالم تعلمه من معضلة إيطاليا” أشار إلى أن “السيناريو الإيطالي” يمكن أن يتكرر في كل مكان، ويعني ذلك أن ما حدث في إيطاليا من سرعة انتشار لفيروس كورونا المستجد وسط ما بات يُعرف في إيطاليا بأنها تُعاني من “تسونامي كورونا”؛ من الممكن أن يتكرّر في أي بلد آخر.
المعركة مع الفيروس هي معركة وعي، ويجب على الجميع أن يبقوا يقظين على الدوام
ويبدو أن اللغز الإيطالي أثار عددًا من الخبراء لدراسة ماذا حدث هُناك وكيف يمكن أن يتعلم العالم من هذا الدرس، وأفضت التحليلات إلى أن موطن انتشار الفيروس كان في شمال إيطاليا وهي مركز اقتصادي ونقطة تبادل دولي أساسي من ناحية السياحة، ومنها زحف الفايروس إلى باقي مناطق البلاد.
غير أنه وبحسب دويشته فيليه: “كان هناك سوء تقدير، وحتى غياب للتنسيق بين السلطات المركزية في روما والمراكز الصحية الإقليمية حول الأشخاص الذين يجب أن يخضعوا للكشف عن الفيروس، ما جعل الوباء يواصل انتشاره بصمت. في منتصف فبراير/ شباط الماضي، ذهب رجل إيطالي مريض (38 عامًا) لاستشارة طبيبه، كما زار مستشفى محلي عدة مرات، لكن لا أحد اهتم بإخضاعه لكشف للفيروس، بدعوى أنه لم يزر الصين من قبل. “المُصاب الأول” كما أسمته الصحافة الإيطالية، نقل العدوى لعدة أشخاص قبل أن يوضع تحت الحجر الصحي، 36 ساعة بعد قراره التوجه للطبيب. السؤال هو كم من مصاب تم تجاهله، وكم من مريض لم يعلم حتى بإصابته؟ هذا الغموض يجعل الفيروس صعب الرصد، ما يدق ناقوس الخطر لدى باقي دول العالم لاتخاذ الإجراءات اللازمة قبل فوات الأوان”
الشعب يتعهد للتصدي لكورونا
أعلنت آفاز وهي منظمة حملات عالمية قوامها 55 مليون عضو موجودون في جميع دول العالم أن مهمتها الحالية هي العمل على الإبطاء من انتشاره، وقالت إنه كلما كان انتشار الفيروس أبطأ كلما ازدادت قدرة المستشفيات والمراكز الطبية على التأقلم والتعامل مع الوباء بشكل أفضل، ما يعني إنقاذ المزيد من الأرواح.
تجد الإنسانية نفسها في مواجهة محنة عسيرة قد تؤدي إلى تفرقتنا بسبب الخوف، أو قد تؤدي إلى وحدتنا بالحب
..آفاز
ومع اضطرار الدول إلى فرض إغلاق كامل على أراضيها مثل الصين وإيطاليا، تجد الإنسانية نفسها في مواجهة محنة عسيرة قد تؤدي إلى تفرقتنا بسبب الخوف، أو قد تؤدي إلى وحدتنا بالحب في مواجهة هذا الخطر المشترك. ويمكن لحراكنا أن يساهم في تحديد ما سيحدث لاحقاً.
وطلبت من أعضائها التوقيع على تعهد يساهم في إبطاء انتشار الفيروس، وهو بالمناسبة توقيع يحوي عدد من الالتزامات الشخصية المعنية بالحيطة والحذر لمواجهة الفيروس فالإجراءات التي نتخذها جميعًا بشكل جماعي ستحدث فرقًا كبيرًا في مدى سرعة انتشار هذا الفيروس ومدى قوته.
المعركة بالوعي
في كوريا الجنوبية، التي انتشر فيها الفيروس بشدة، اجتمع الناس خلف هدف مشترك وتوقفوا عن مشاركة التجمعات الكبرى، وآثروا البقاء في المنازل في حالة التوعك وإجراء الفحوصات اللازمة في وقت مبكر. كما وقف أشخاص يرتدون الألبسة الواقية خارج محطات المترو لتذكير الآخرين بضرورة غسل أيديهم! وقد نجحت تلك الإجراءات، وتباطأت سرعة انتشار الفيروس وظهور حالات جديدة بينما ارتفعت معدلات الشفاء.
إذن محاولة احتواء الفيروس تتطلب النظافة الشخصية وتجنّب الأماكن المزدحمة والأشخاص المصابين أو الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة، إضافة إلى مواجهة الإشاعات والأخبار الكاذبة بالحكمة.
إليكم هذا المعرض الذي يفيد بطريقة التعامل مع الكورونا
التعليقات مغلقة.