تُتهَم المنظمات الدولية في أكثر من مكان،
كاللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات الأمم المتحدة كذلك أطباء بلا حدود؛ بالتبشير للمسيحية

هل هذا صحيح؟

ما هو دور المنظمات الدولية؟

 المنظمات الدولية بشكل عام، واللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل خاص كل هدفها تقديم المساعدة الإنسانية أثناء النزاعات والكوارث الطبيعية فيما يتعلق بالبحث عن المفقودين وزيارة الأسرى. كذلك تقوم بمهمة تطبيب جرحى الحرب.

مصدر الألتباس الفكري.. اسقاط التسمية على الدور

قد تثير بعض المسميات حفيظة بعض الأفراد في المجتمعات المحافظة في الشرق الأوسط، ومضرب المثل في هذا الجانب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

يتبادر للوهلة الأولى أنه من اسم الصليب يمكن أن تكون منظمة تبشيرية.

هذا غير صحيح.

هذه شارة فقط أضحت تعرف بها هذه المنظمة الرائدة و التي احتفلت هذا العام بعيدها الـ160 منذ تأسيسها 1863.

وقد أخذت هذه الشارة بكل بساطة من معكوس العلم السويسري بصفة أن المؤسسين الأوائل بقيادة هنري دونان كانوا سويسريين.

العلم السويسري صليب أبيض على خلفية حمراء، فجاءت شارة اللجنة الدولية صليب أحمر على خلفية بيضاء.

فلسفة المجتمع المدني.. الاستقلالية عن الدين 

ظهور مصطلح المجتمع المدني بصورته الأولية ارتبط بنظرية العقد الاجتماعي

بما يعني إن المجتمع إذا لم يكن متماسكًا و متعاقد اجتماعيًا لن يكون مجتمعًا مدنيًا

و الذي بدوره يحافظ على ممتلكات بعضهم البعض و يعمل على تحقيق الأمن والسلام، و هي نظرية مستمدة من فيلسوف انجليزي اسمه جون لوك.

مهدت هذه النظرية لقيام منظومة علمانية من أجل إلغاء السلطة الدينية بالتالي يمكننا أن نفهم إن فكرة نشوء المجتمع المدني هي بالضرورة فكرة قائمة على إلغاء السلطة الدينية.

و عليه لا يمكننا أن نصدق بأن منظمات المجتمع المدني تعمل على التبشير

و لكن يمكننا أن نصدق إن الهجوم على المنظمات هي حيلة سياسية من أجل ايقاف النشاط المجتمعي الذي من المحتمل أن يهدد الحاكم بما تنص عليه نظرية العقد الاجتماعي وهو أن:

تأسيس السلطة يجب أن يكون نتيجة اتفاق بين الحكام و الشعب

وأن السيادة يجب أن تكون بيد الشعب

استمع لهذا البودكاست الذي يتحدث عن عمل منظمات المجتمع المدني في العراق، لأن هذه التساؤلات تم وضعها على الناشط إبراهيم الدليمي من محافظة الأنبار، هو أحد الناشطين المدنيين البارزين في المحافظة