المسلم وغير المسلم: دليل العلاقات الإنسانية

المسلمون وغير المسلمين دليل بناء العلاقات الإنسانية

بناء علاقات إنسانية بين المسلمون وغير المسلمين يتطلب الالتزام بالقيم الإنسانية المشتركة التي تدعو إليها جميع الأديان. من خلال الحوار، والاحترام المتبادل، والعمل معًا من أجل خير المجتمع، يمكن تحقيق علاقات صحية ومستدامة بين الأفراد من مختلف الأديان والثقافات.


 
المسلمون وغير المسلمين دليل بناء العلاقات الإنسانية

 

يشكل المسلمون ما يقارب 25% من سكان العالم، بينما يشكل غير المسلمين 75%، وهو ما يقودنا نحو فكرة جوهرية هي أن وجود علاقات تقف على أهبة توتّر بين المسلمين وغير المسلمين؛ أمر لا يساعد في جعل هذا العالم مكانا أفضل.

وأنه من الضروري والمُلِح أن نعمل معًا على إيجاد طرق عملية لبناء علاقات صحية تسهم في بناء السلام، وتعزيز التعايش السلمي في اوطاننا، وفي هذا العالم.

المسلمون وغير المسلمين دليل بناء العلاقات الإنسانية


الاحتياج الحقيقي للتعامل مع غير المسلمين

في فهم مشاكلنا اليومية نحن نخلط -عادة- بين الاحتياج والحل

مثلا: 

الأسنان المتسخة.. مشكلة 

لكن.. استخدام معجون الأسنان ليس احتياج، بل هو أحد الحلول المطروحة للمشكلة 

الاحتياج الحقيقي هو: تنظيف الأسنان المتسخة

والحلول متعددة: تنظيف الأسنان باستخدام غسول الفم، تنظيف الأسنان باستخدام المياه، تنظيف الأسنان بالسواك، أو تنظيف الأسنان باستخدام معجون الأسنان.

بنفس الطريقة:

عندما يجد المسلم/المسلمة في العمل أو الدراسة أو الحياة مع غير المسلمين.. مشكلة

فإنه -غالبا- ما يخلط بين الاحتياج والحل 

فالاستعانة بـ”فتوى” ليس احتياج، بل أحد الحلول المطروحة للمشكلة

احتياج المسلم/المسلمة الحقيقي هو: بناء علاقات “جيدة” مع غير المسلمين

والحلول لهذه المشكلة متعددة: بناء علاقات على أساس آراء دينية معتدلة “فتاوى” (على اعتبار أن الآراء الدينية المتشددة لا تقدم حل، بل تعمل على استدامة وتفاقم المشكلة)، بناء علاقات على أساس إنساني/أخلاقي، أو بناء علاقات على أساس قانوني.


واقع العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في البلدان العربية

لا يمكن أن نصف العلاقة بين المسلمين وأشقائهم في الوطن الذين لا يدينون بالإسلام في البلدان العربية إنها علاقة جيدة، لأنها علاقة قائمة على الاحتواء، علاقة في اتجاه واحد، تسعى من خلالها الأكثرية الدينية -بقصد أو بدون قصد- لإبقاء الأقلية الدينية خارج نطاق المواطنة الكاملة.

الأمر لا يسري فقط على بلداننا، حتى الدول الديمقراطية كالولايات المتحدة ودول أوروبا. علاقة الأغلبية بالاقليات هي أيضًا علاقة احتواء، تختلف في الشكل لكنها تظل في الجوهر ليست أكثر من وسيلة احتواء أقل خشونه من مثيلاتها في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

احتواء المواطنين غير المسلمين من خلال تقديم معالجات شكلية كـ الإشراك الرمزي للأقليات في السلطة، أو بإعلان أحد أعيادها الدينية عطلة رسمية في عموم البلاد، هي معالجات لا تُحدث تغيير اجتماعي حقيقي، ولا تُعيد رسم الصورة الذهنية المشوهه للآخر الديني، بشكل إيجابي في عقلية الفرد والمجتمع، ولا تؤسس لأرضية مشتركة تحفّز التفاعل الإيجابي في الحياة اليومية.

 

في محتوى الأسماء الحلال والاسماء المحرمة ناقشنا أحد زوايا هذا الفشل، وأن علاقة المسلمين باشقائهم في الوطن من غير المسلمين، لا يجب أن تُرسم من زاوية العدد (أغلبية أو أقلية) بل من زاوية الحق الطبيعي في الحرية والكرامة لجميع البشر بغض النظر عن الدين.

و باستخدام جوجل ترند:


مبدأ المعاملة بالمثل كأساس لبناء علاقات جيدة

 

لماذا نتساءل -كمسلمين- بكثافة كما يرصد جوجل:

هل يجوز الترحم على غير المسلم ؟

ونادرا ما يتساءل أحد: هل يجوز لغير المسلمين الترحم على المسلمين؟!!

 

مبدأ المعاملة بالمثل (أو القاعدة الذهبية ) هو مبدأ أخلاقي موجود في كل الأديان، في الإسلام مثلا، الحديث الشريف (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). لكننا غالبًا -وللأسف- نختزل التزامنا بمبدأ المعاملة بالمثل في إطار الدين الواحد،دون المواطنة الواحدة، والأسرة الإنسانية الواحدة.

مثلًا: من الواجب على كل أطياف الأمة التعبير عن حزنها على شهيد فلسطيني مسلم، لكن الأمر ليس كذلك عندما يكون الشهيد فلسطيني مسيحي!

 

في محتوى التعاطف لفهم شرعية الترحم على غير المسلم سلّطنا الضوء على كيف نستمد من تحيزاتنا المسبقة شرعية التنصل من التزامنا الأخلاقي بالمعاملة بالمثل، وكيف يدفعنا الاحساس بالاستعلاء بعيدا عن الحق والضمير.

وفي محتوى هل يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم؟ كشفنا كيف يعيش المواطنون غير المسلمين في بلداننا العربية في عزلة، لغياب مبدأ المعاملة بالمثل، وهو أمر لا يمكن تجميله بالقول أنها “عزلة متسامحة”.

 

كما أطلقنا حملة تستهدف المدونات المرئية العربية، في محتوى هل يجب كراهية غير المسلمين؟ من أجل رفع الوعي بضرورة التمثيل العادل للأديان والثقافات المختلفة، ووضع مبدأ المعاملة بالمثل حيز الممارسة العملية في الحياة اليومية.


المسلمون وغير المسلمين قواعد التعامل الناجح 

 

1. التحرر من الإحساس بالخوف والتهديد 

  • يجب أن يرى المسلم غير المسلم كشخص وليس كدين

في محتوى هل يكره المسيحيون الإسلام؟ نستعرض أحد أهم مهارات بناء الجسور بين أتباع الأديان المختلفة مهارة التحرر من التنميط والتعميم، والحكم على الأفراد بناءا على سماتهم وأفعالهم الخاصة وليس بناءا على الدين الذي ينتمون إليه.

  • يجب أن يختار المسلم كلماته بدقة عند الحديث عن المختلفين في الدين 

الصورة المرسومة في أذهاننا عن دين ما، هي صورة رسمتها في البدء الكلمات التي استخدمناها في الحديث عن هذا الدين.

 

2. أهمية حوار الأديان

في عالم اليوم المتعدد الثقافات، تتزايد الحاجة إلى بناء علاقات إنسانية قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم بين مختلف الأديان والثقافات.

الانفتاح على حوار الأديان هو خطوة مهمة نحو تعزيز التفاهم بين المسلمين وغيرهم. في العديد من الدول، تم إنشاء منصات لتبادل الآراء بين أتباع الأديان المختلفة، حيث يتم مناقشة القيم المشتركة بين الأديان وكيفية العيش معًا بسلام.

  • في محتوى هل يجب كراهية غير المسلمين ناقشنا كيف تتحول الكراهية إلى جريمة لا تنبع من دين وعقيدة، بل من جشع الإنسان وأنانيته، وأطلقنا نداءا للتوقف عن كراهية غير المسلمين.. وهو نداء لا يُدين مرتكبي الكراهية، بل يدعو إلى إنقاذهم، فالكراهية سبب رئيسي في تدمير عقل وجسد وروح الإنسان، وتناغم أي مجتمع.
  • وفي محتوى الوعي بالتنوع الديني تعرّفنا على أن التنوع الديني هو ظاهرة طبيعية وجدت منذ بدايات الإنسان الأولى، وتوجد في جميع الاديان، والمجتمعات والعصور، وستظل قائمة، ولا يمكن محوها، أو تجاهلها، أو إنكارها.
  • في محتوى كيف نتعلم احترام الأديان وضعنا ثلاث خطوات لهذه العملية هي الفهم الصحيح للإسلام، والفهم الصحيح للدين المختلف، إضافة إلى الاعتراف بالاختلافات وقبولها.

 

3. بناء جسور التفاهم مع غير المسلمين

المسلمون يمكنههم أن يكون جسرًا للتفاهم مع غير المسلمين من جميع الأديان والثقافات والمعتقدات.

  • في محتوى التضامن والتعاطف مع غير المسلم، ناقشنا هذا الأمر، ورأينا أن التضامن والرحمة والمواساة عواطف عابرة للأديان، عواطف لا تخضع للحلال والحرام، عواطف تُقدّم مؤشر على صحتنا النفسية، على اتزاننا العاطفي، على ذكاءنا الثقافي، وليس على مقدار ما نتمتع به من إيمان.

إذا كنت تعرف قواعد أخرى، اكتبها في تعليق


المصادر

 

What is wrong with tolerance

The Roles of Muslim-Majority and Muslim-Minority Communities in a Global Context

How to Beat Stereotypes by Seeing People as Individuals

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.