“آبل 42 عام” أحد المؤمنين الذين ينتمون للعاصمة المؤقتة عدن، وهي المدينة الساحلية التي تحتضن الكنائس والمعابد اليهودية والهندوسية كشواهد على التنوع الديني في المدينة والذي اختل حين تغلغل الفكر الوهابي/السلفي الراديكالي في البلاد وتضاعف بعد الحرب الأهلية.
بداية العام 2015، كنت في زيارة إلى عدن. أحضرت معي ضمن ملابسي “فانلة عليها الصليب” عند ارتدائي للفانلة في السكن وقبل الخروج إلى التجوال منعني الأصدقاء من ارتداءه. قال إن ارتداءه قد يسبّب خطرًا على حياتي. قال بدر الكثيري وهو زميل صحفي كان متواجد آنذاك: “عدن أصبحت سلفية، انتهى عصر القبول بالآخر يا صديقي”.
يعزو “آبل” ذلك إلى أن صعود التيار الوهابي في جنوب اليمن وعدن على وجه التحديد أثّر بشكل مباشر على التنوع الديني في المدينة والذي أدى إلى غياب أماكن العبادة التي يلجأ إليها المؤمنين لممارسة شعائرهم الدينية بعدما كانت تحتضن 4 كنائس.
أحداث دامية
يقول: “في ظرف شهرين تعرضت الأماكن الدينية للاقتحام والنهب والقصف الجوي.” ويضيف: “في 31 يوليو 2015 مسلحون تابعون لحكومة الأمر الواقع اقتحموا كنيسة (الحبل بلا دنس) التي كانت متوقفة عن العمل. ما أدى لتحوّلها إلى هدف للطيران الجوي في 2 أغسطس 2015. تلاها في 16 سبتمبر 2015 اقتحام كنيسة البادري ونهب محتوياتها واحراقها من الداخل”.
يروي آبل عن أكثر الأحداث الدامية التي شهدتها عدن في 6 مارس 2016 حيث كانت المدينة مع موعد لاعتداء دامٍ على أمهات وراهبات مسيحيات من خارج اليمن كن يقدمن خدمة إنسانية في مركز دار العجزة في مديرية الشيخ عثمان للعجزة، أدى الاعتداء لمقتل أربعة من المبشرين في جمعية خيرية بالإضافة إلى 12 آخرين، وخطف الأب وهو هندي الجنسية إلى جهة غير معلومة.
اتهم آبل مدير مكتب الأوقاف في عدن الشيخ محمد الوالي بصفته المسئول عن حماية أماكن العبادة والمقابر التاريخية بالتخاذل. قال إنه ظهر بموقف سلبي وغير مبالٍ بما يحدث لأملاك ومباني الديانات غير الإسلامية المتواجدة في عدن. “وربما يعود ذلك كون الشيخ محمد الوالي هو أيضا منتمي إلى السلفية الوهابية الراديكالية” بحسب ما أفاد.
حظر الأعمال العدائية ضد أماكن العبادة
يقول بشير عمر في تصريح ل (EOHM) وهو الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن أن القانون الدولي الإنساني يحظر ارتكاب أي من الأعمال العدائية الموجهة ضد الآثار التاريخية أو الأعمال الفنية أو أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب. كما يحظر استخدام مثل هذه الممتلكات لأغراض حربية. يؤكد: “يجب على كافة أطراف النزاع احترام قواعد القانون الدولي الإنساني في كافة الأوقات”.
التعليقات مغلقة.