تعرف على الطوائف المسيحية في البلدان العربية

الطوائف المسيحية

من أجل أن نتعرف على الطوائف المسيحية في البلدان العربية أطلقنا في المنظمة الإلكترونية للإعلام الإنساني EOHM مشروع التنوع الديني للمشاهير – مرايا كمبادرة إعلامية تسعى لتقديم قراءة جديدة لعلاقة المشاهير بالأديان والتعدد الثقافي في مجتمعاتنا.

من خلال 13 مقالًا تحليليًا وإنسانيًا، تتبعنا المشروع قصصًا حقيقية من العالم العربي عن الحب الذي يتجاوز المعتقد، والفن الذي يعكس الضمير، والمواقف التي تصنع التعايش بدل الانقسام. وهو جزء من رؤيتنا لبناء خطاب أكثر عدلًا وإنصافًا في تناول قضايا التنوع الديني وحرية المعتقد، من خلال قصص واقعية تلهم القارئ وتكسر الصور النمطية.


الطوائف المسيحية في البلدان العربية

فهم الطوائف المسيحية في البلدان العربية لا يعني التعرف على الطقوس والمعتقدات فحسب.. بل هو قراءة في التاريخ الثقافي والحضاري للمنطقة التي احتضنت نشأة المسيحية الأولى.

في الشرق الأوسط، لا يُعد الوجود المسيحي جزءًا من الماضي، بل هو إرث وطني وإنساني متجدد.. متجذر في حياة الناس اليومية وفي وجدانهم الجمعي، يجب الاحتفاء به وتقديره من قبل الجميع.

في مشروع مرايا، اخترنا أن نقترب من هذا الإرث من زاوية مختلفة، عبر الموسيقى والفن والمشاهير الذين يشكلون نوافذ طبيعية لفهم الغنى الثقافي للتنوع الديني في مجتمعاتنا. فبدلًا من السرد التاريخي الجاف، نعرض قصصًا إنسانية تعبّر عن التلاقي والتأثير المتبادل بين الأديان والثقافات.

هذه الزاوية لا تقدم معلومات فحسب، بل رؤية جديدة للتنوع تؤكد أن مكانة أي دين أو طائفة في وطنها لا تُقاس بعدد أتباعها، بل بالقيمة الحضارية التي تضيفها للمجتمع.

وفي جوهر هذه الرؤية رسالة بسيطة وعميقة:

الشعوب التي تغني معًا، قادرة أن تعيش معًا بسلام.


الشرق الأوسط مهد المسيحية

الشرق الأوسط هو الموطن الأول للمسيحية، ومنه خرجت رسالتها إلى العالم.

في القدس وبيت لحم والناصرة وأنطاكية والإسكندرية، تأسست أولى الكنائس المسيحية في القرن الأول الميلادي، لتصبح المنطقة اليوم موطنًا لأقدم المجتمعات المسيحية في العالم.

فهم هذا الإرث المتنوع هو فهم لجذور الهوية العربية ذاتها، لأن المسيحية في الشرق لم تكن يومًا غريبة عن ثقافة المنطقة، بل شكلت مع الإسلام واليهودية لوحة فريدة من التفاعل الإنساني والفكري.


ماهي الطوائف المسيحية في المنطقة العربية؟

المجتمعات المسيحية العربية ليست كتلة واحدة، بل فسيفساء روحية وثقافية تشهد على عمق التاريخ وتنوع الموروث الإنساني.

أبرز الطوائف المسيحية في المنطقة العربية:

  1. الأقباط:

المسيحيون الأصليون في مصر وأحفاد المصريين القدماء الذين اعتنقوا المسيحية في القرون الأولى.

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي الأكبر في الشرق الأوسط، وتُعد من أقدم الكنائس في العالم، وقد أسهمت بعمق في النهضة الروحية والثقافية لمصر والعالم العربي.

  1. السريان:

ينحدر السريان من الآراميين الذين استوطنوا مناطق واسعة من شمال سوريا وجنوب تركيا وشمال العراق.

يتميزون بلغتهم السريانية التي ما زالت تُستخدم في الطقوس الكنسية حتى اليوم، ويحملون إرثًا فكريًا وروحيًا غنيًا أسهم في صياغة الفكر المسيحي المبكر.

  1. الأرمن:

جذورهم تمتد إلى أرمينيا التاريخية، ومركزهم الروحي الأبرز في العالم العربي يقع في لبنان.

لعب الأرمن دورًا ثقافيًا وفنيًا مهمًا في لبنان وسوريا ومصر، وأسهموا في تشكيل مشهد الفن العربي الحديث.

  1. الروم (اليونان الأرثوذكس):

وهم عرب يتبعون الطقس البيزنطي واللغة اليونانية في صلواتهم، دون أن يعني ذلك أنهم من أصل يوناني.

وجودهم البارز في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن جعلهم من أهم جسور التواصل بين الكنائس الشرقية والغربية.

  1. الملكيون الكاثوليك:

انفصلوا عن كنيسة الروم الأرثوذكس في القرن السابع عشر، وانضموا إلى الكنيسة الكاثوليكية مع احتفاظهم بالطقس البيزنطي.

أغلبهم من العرب ويتحدثون العربية، وتُعد القدس ودمشق وبيروت من أبرز مراكزهم الروحية.


التراث المسيحي كهوية عربية

التراث المسيحي في الشرق الأوسط ليس مجرد صفحة من الماضي، بل هو جزء من الهوية الثقافية للأمة العربية.

الكنائس والأديرة والموسيقى الدينية والرموز الفنية تشكل ذاكرة مشتركة بين المسلمين والمسيحيين.. وتذكّرنا أن هذه الأرض كانت دائمًا جسرًا بين الأديان لا ساحة صراع بينها.

وفي زمن يتزايد فيه التطرّف والانقسام، تبدو العودة إلى هذا الإرث بمثابة فعل مقاومة ثقافية، يذكّرنا بأن التنوع ليس خطرًا، بل مصدر غنى وقوة.

الغناء في الاسلام


خلاصة الأمر

من خلال العمل على مشروع مرايا، استنتجنا التالي:

  • مكانة الدين لا تُقاس بعدد أتباعه، بل بالقيمة التي يضيفها للوطن
  • الشعوب التي تستطيع أن تغني معًا، تستطيع أن تعيش معًا
  • المسيحية في الشرق ليست ضيفًا، بل أحد مؤسسي البيت العربي
  • التنوع ليس ترفًا ثقافيًا… بل ذاكرة البقاء المشترك
  • كل كنيسة في الشرق تحكي قصة إنسان، لا طائفة

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.