تعويل يمني على الخارج لإيقاف إطلاق نار الداخل

لدى الشباب اليمني رغبة كبيرة في إيقاف إطلاق النار، تمهيداً لاستئناف العملية السياسية، وإنهاء الحرب وإحلال السلام. هذا ما عكسته آراء الشريحة المتنوعة التي شاركت في استبيان “إيقاف إطلاق النار الشامل“، والذي تزامن مع اليوم الدولي للسلام.

من بين كل 100 مشارك، يقول مشاركان إنهما لا يؤيدان إيقاف إطلاق النار، ويقول مشارك واحد فقط إنه لا يهتم، أما الفروقات العمرية والنوعية والجغرافية فتكاد تكون منعدمة.

وعن أهمية إعلان مفترض مثل إعلان وقف إطلاق النار الشامل، أشار المشاركون إلى عدة أسباب بينها إنقاذ الوضع الإنساني المتدهور (85%)، إيقاف الانهيار الاقتصادي (71%)، تعزيز الوضع الأمني الهش والمنقسم (64%)، وأسباب أخرى.

من حيث الاختلافات الجغرافية، كان المشاركون من الحديدة أكثر ميلاً إلى حدٍّ ما لاختيار السبب الإنساني بنسبة 88% مقابل 72% للمشاركين من حضرموت الأقل ميلاً لهذا السبب من بين المحافظات الأخرى.

كما أظهرت النتائج أن المشاركين من تعز هم الأكثر تأثراً بالوضع الأمني الهش حيث اختارها 71% من المشاركين من المحافظة، بينما الأقل ميلاً إلى هذا الخيار من بين المحافظات هم المشاركون من حضرموت بنسبة 57%.

كشف الاستبيان أيضاً أن سكان الحديدة يودون أكثر من غيرهم أن يكون وقف إطلاق النار نقطة انطلاق لاستئناف محادثات السلام، حيث اختار 64% هذا الخيار، بمقابل معدل متوسط 50% لبقية المحافظات، أما من حيث الفروقات النوعية فإن الإناث أكثر ميلاً من الذكور في اختيار سبب تعزيز الوضع الأمني بنسبة 68% بمقابل 63% من الذكور، بينما الذكور أكثر ميلاً في اختيار سبب الوضع الاقتصادي بنسبة 73% بمقابل 69%.

موانع داخلية وخارجية

سألنا المشاركين عن آرائهم حول موانع إيقاف إطلاق النار الشامل في اليمن، فتنوعت الأسباب بين مصالح أطراف النزاع أنفسهم (79%)، والنفوذ الخارجي المؤثر على الأطراف المحلية (72%)، وغياب/ضعف أهداف ما بعد وقف إطلاق النار (44%)، وفقدان الثقة بين أطراف النزاع (30%).

من حيث الفروقات العمرية، أكثر الذين يميلون إلى أن السبب هو مصالح أطراف النزاع أنفسهم هم الذين تتراوح أعمارهم بين 30-34 بنسبة 83% منهم، أما الأقل ميلاً فهم الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً بنسبة 66% منهم، وبالنسبة لتأثير النفوذ الخارجي فإن الأكثر ميلاً إلى اختيار هذا السبب هم الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً بنسبة 87%، أما الأقل ميلاً فهم أيضاً الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً بنسبة 69% منهم، ومن حيث الفروقات الجغرافية، فلا توجد فروقات كبيرة.

آمال على الخارج

أغلب المشاركين والمشاركات في الاستبيان (67%) يضعون أملهم في “الأطراف الإقليمية المؤثرة على أطراف النزاع المحلية” كأكثر الأطراف التي يمكنها تسهيل الوصول إلى إعلان وقف إطلاق نار شامل في اليمن، وهذا الأمر متوقع بالنظر إلى قناعة المشاركين بتأثير النفوذ الخارجي كما سبق.

تأتي في المرتبة الثانية (51%) الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وهو مؤشر آخر على ضعف ثقة المشاركين في الاستبيان بميول أطراف النزاع المحلية نحو السلام، ثم يأتي الوجهاء القبليون والشخصيات الاجتماعية في المرتبة الثالثة بنسبة 42%، أما الأمم المتحدة والمنظمات الدولية فتأتي في المرتبة الثالثة (42%)، ويبدو أن أمل اليمنيين بنشطاء المجال الإنساني، والمنصات الصحفية والإعلامية، والمؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي يأتي في المؤخرة.

المصلحة أحد الموانع

الشباب اليمني مقتنع كما يبدو من نتائج هذه الشريحة المتنوعة، أن مصلحة بعض أطراف النزاع المحلية تكمن في استمرار النزاع (90%)، أكثر الذين يميلون إلى هذه القناعة هم الذين تتراوح أعمارهم بين 20-24 عاماً بنسبة 95%، أما الأقل ميلاً فهم دون العشرين من العمر بنسبة 78%.

عدم امتلاك القرار داخليًا

كما أن هناك قناعة كبيرة أن بعض أطراف النزاع المحلية لا تملك قرارها لتسهيل إعلان وقف شامل لإطلاق النار (80%)، والأكبر سناً هنا (فوق 35 عاماً) هم الأكثر ميلاً بنسبة 91% منهم، بالمقارنة مع الأصغر سناً الأقل ميلاً (دون العشرين من العمر)، بنسبة 65% منهم، ولا فرق كبير بين المشاركين من الجنوب (90%) والمشاركين من الشمال (89%)، لكن يوجد فرق طفيف بين الذكور (85%) والإناث (73%).

تأثير خارجي

قناعات المشاركين والمشاركات في الاستبيان تمتد إلى الاعتقاد بنسبة 89% من إجمالي عدد المشاركات إلى وجود أطراف خارجية مؤثرة ترغب في استمرار القتال وتقويض الأمن (اليمني الداخلي)، والأكبر سناً ممن فوق الخامسة والثلاثين من العمر هم الأكثر ميلاً إلى هذا بنسبة 92%، بالمقارنة مع الأصغر سناً الأقل ميلاً بنسبة 75% منهم، كما أن الذكور أكثر ميلاً قليلاً من الإناث، بنسبة 90% للذكور، و 87% للإناث.

دور الأمم المتحدة

في الوقت نفسه فإن هناك اعتقاد كبير (80%) أن الأمم المتحدة لا تمارس ضغوطاً كافية على أطراف النزاع، وهذا الاعتقاد يوجد بشكل أكبر لدى الأكبر سناً (فوق الثلاثين من العمر) بنسبة 87% منه، بينما يوجد بنسبة 67% لدى الأصغر سناً (ممن دون العشرين من العمر).

دور المجتمع المدني

المشاركون والمشاركات في الاستبيان يميلون إلى أن المجتمع المدني يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تنفيذ وقف إطلاق النار الشامل (72%)، والإناث هنا (75%)، أكثر ميلاً قليلاً من الذكور (71%)، كما أن المشاركين من صنعاء، إب وتعز -المناطق الخاضعة لسيطرة أنصار الله- أقل ميلاً قليلاً بنسب (71%) و (71%) و (72%) على التوالي بالمقارنة بالحديدة (75%)، عدن (74%) وحضرموت (74%).

شارك في الاستبيان 1056 مشارك ومشاركة، بنسبة مشاركة 39.3% من الإناث، وتوزعت نسب المحافظات المشاركة في الاستبيان كالتالي: صنعاء (26%)، عدن (21%)، تعز (18%)، حضرموت (10%)، إب (8%)، الحديدة (5%)، ومحافظات أخرى (12%).


  • إن التسميات المستخدمة وطريقة عرض المواد في هذا المنشور لا تعني التعبير عن أي رأي مهما كان من جانب اليونسكو أو صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام أومؤسسة RNW Media بشأن الوضع القانوني لأي بلد أو إقليم أو مدينة أو منطقة أو لسلطاتها، أو بشأن تعيين حدودها.

التعليقات مغلقة.