حرب السودان، مخطط لاغتيال الحالة الثورية
قال تنظيم الصحفيين الاشتراكيين السودانيين، في بيان، أن أطراف الحرب السودانية يحاولون اغتيال الحالة الثورية في البلد.
مشيرًا إن هذه المحاولات تتم “بعناية وباستخدام أفعال حقيرة“.
قال ذلك عقب شهادات ل 49 إمرأة وفتيات قصّر تعرّضن لعمليات اغتصاب وثقتها مكافحة العنف ضد المرأة والطفل لجنود سودانيين.
وأكد موقفهم الثابت من حالة الاقتتال التي وصفتها بأنها “مصنوعة بإتقان”. وقال إن السلوك الإجرامي تجاه النساء هي واحدة من أدوات مخطط لها بعناية لاغتيال الحالة الثورية.
وشبّه المشهد بجريمة فض الاعتصام (3 يونيو 2019) التي نفذتها قوات مسلحة تَتبع المجلس العسكري وبدعمٍ من قوات الدعم السريع وتسبّبَ في مقتل نحو 85 متظاهرًا حسب تقديرات رسمية.
توثيق حالات اغتصاب
وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل وثّقت (49) حالة اغتصاب لنساء وفتيات قُصر. وتتراوح أعمار من تم اغتصابهن ما بين 14 إلى 56 عاماً.
قالت الوحدة أن (43) من الناجيات أفدن إن الجناة كانوا يرتدون زي قوات الدعم السريع. أشارت الناجيات أنهم كانوا يركبون سيارات تحمل لوحاتهم، أو في مناطق بها ارتكازات تتبع لهم.
وأفاد شهود عيان أن (3) حالات اغتصاب تمت بواسطة عصابات للنهب المسلح، ولم تحدد (3) حالات طبيعة الجناة.
وأوردت الوحدة أن حالات الاعتداء الجنسي الموثقة في الخرطوم بلغت (24) حالة، في مقابل (25) حالة في إقليم دارفور، معربةً عن قلقها البالغ من ورود تقارير بوقوع حالات اعتداء جنسي جماعي، بالإضافة إلى حوادث اختطاف في أحياء طرفية من ولاية الخرطوم، هذا إلى جانب تحذيرها من تعرض النساء والفتيات لخطر الاعتداء الجنسي خلال رحلة بحثهن عن الغذاء والخدمات.
إدانة عمليات الاغتصاب
وأدانت الوحدة جميع أنواع العنف على النساء والأطفال خاصةً العنف الجنسي المتصل بالنزاع، وناشدت أطراف النزاع بوضع حماية المدنيين -خاصةً النساء والأطفال- أولوية قصوى، وتوفير ممرات آمنة لخروجهم من مناطق الاشتباك ووصولهم إلى الخدمات الأساسية بما فيها الرعاية الصحية.
وفي البيان الصادر عن تنظيم الصحفيين الاشتراكيين السودانيين 31 مايو 2023، قال إن المرأة السودانية أوجدت لنفسها مكاناً مهماً وفاعلاً بين قوى الثورة السودانية، وكان نشاط المجموعات النسوية واحداً من أهم المكتسبات الراهنة فيما بعد إسقاط حكومة الإسلاميين.
مشيرًا إلى أن النساء من كافة الأعمار والخلفيات المهنية، ورغم الاختلافات حول التوجهات السياسية ورؤى التحول الديمقراطي، ظلت تمثل حضوراً مكثفاً ومتميزاً في كل الحراك الجماهيري، ودعمت بكل قوتها كافة أشكال النضال ضد القوى الرجعية، سواءً العسكريين وحلفائهم من المرتزقة ولوردات الحرب، أو فلول الإسلاميين وشركائهم من الانتهازيين ومن فقدوا امتيازاتهم التاريخية.
مضيفًا إنه وبكل أسف، فإن أدوار النساء الجبارة في الفترة الانتقالية، ومساهماتهن الواضحة في تشكيل الوعي الثوري، قوبلت بالمزيد من الإذلال والمحاولات الممنهجة للتركيع، كجزء من خطط مدروسة تهدف إلى إجهاض كل مكونات قوى الثورة التي بدأت في التخلق، حيث أقدم عدد من الجنود، بصورة وضيعة على انتهاك أجساد النساء، إمعاناً في إكمال هذه الخطط الخسيسة، للتأكيد على خروج النساء من الحراك الجماهيري، واضعين نصب أعينهم تحجيم أدوارهن المؤثرة في القوى الحية لحركة المجتمع المدني المناهض لهذه الحرب العبثية.
إقرأ أيضًا: تعزيز الحريات الدينية في السودان.. الحل في بناء الإنسان
التعليقات مغلقة.