نبذة عن عمر العمودي
عمر محمد العمودي، ٢٨ سنة، خريج محاسبة من كلية العلوم الإدارية بجامعة عدن، يعمل في كتابة المحتوى، وإداري في منصة بساط ونون الثقافية.
يصف سالم لصقع؛ العمودي بأنه “مبدع صغير أبن مديرية أحور قرية (المساني)، ينتسب إلى أسرة موسومة بالعلم والمعرفة والثقافة (أسرة آل العمودي)، وأشار في سياق حديثه المنشور في حسابه على فيس بوك بأن العمودي يسير بسرعة فائقة نحو التألق والابداع المعرفي، وهو وكاتب ومؤلف أدبي بارع، يتجاوز كل الحواجز والظروف التي كبحت جماح العديد من المواهب الشابة وارغمتهم على التوقف الحتمي، نتيجة للوضع الراهن الذي يمر بالبلد على مختلف الأصعدة.
بدأ العمودي رحلة الكتابة بسلسلة من خواطر ونثر وروايات وقصص قصيرة يكتبها على فيس بوك وتويتر، وقد أمتطى عمر العمودي صهوة جواد الإبداع لمواصلة رحلة التألق، والتي تكللت بإصدارين مختلفين، هما محور حديثنا في هذه المقالة.
عمر العمودي .. لاجئ لم يفر من الحرب
عنوان قصة اتخذها عنونًا لمجموعته القصصية التي تدور معظمها عن مخلفات الحرب في اليمن. صدرت المجموعة بطبعتيها الطبعة الأولى والثانية عام 2021 من دار آفاق للنشر وهي دار كويتية، وجاء الكتاب بعدد صفحات 113 صفحة.
اقتبست مكتبة الكويت إحدى فقرات المجموعة القصصية والتي وردت في الصفحة الأخيرة في الكتاب، والتي يقول فيها عمر: ” في المخيّم اكتسبت عادة عند خروجي من الخيمة؛ لأغسل وجهي كل صباح بعد استيقاظي، بأن ألقي نظرة شاملة على المخيّم، وأشعر بالسعادة حين أرى الجميع متساوين، لطالما أردت أن أكون مع الجميع في صف واحد، هنا على الأقل لم أشعر بأن أحدًا يسبقني بخطوات وقفزات ومراحل كما كنت أشعر في بلدي. وفي الحقيقة أنا لا أهتم كثيرًا أين أكون، بقدر ما أحب الكيفيّة التي أكون بها”.
تتضمن المجموعة القصصية ستة وثلاثون قصة قصيرة، يتفاوتن في الطول وبعضهن أقرب إلى القصة القصيرة جدًا، كما يقول الناقد الدكتور شهاب القاضي، والذي قال في منشور في حسابه على الفيس بوك إن قصة العجوز المرحة (ص 63) لم يؤرخ القاص للقصص، ولكن زمن الاصدار يشملهن جميعا.
هناك اختلافاً كبيراً وفرقاً شاسعاً، بين من يفرُّ من الحرب، ومن يفرُّ من بلده
اقتباس من كتاب لاجئ لم يفر من الحرب
يحاول التوازن على أيام تترنّح
لدى العمودي ديوان شعري بعنوان “يحاول التوازن على أيام تترنّح” وهو عبارة عن نصوص شعرية تتنوع ما بين البوح الذاتي للشاعر، وبين الطابع الغزلي أو الرومانسي، ويصف العمودي نصوصه الشعرية بأنها كُتبت بروح واحدة.
الكتاب مكون من 55 نصًا، مقسم على خمسة أفرع، لكل فرع عنوان يعبّر عنه، وتلتقي جميعها في أفق واحد بطريقة وأخرى، كما جاء في متجر بوك تايم لبيع الكتب الورقية في اليمن.
تأثر عمر العمودي في كتاباته بالحياة الاجتماعية، وقراءته للواقع من النظرة التي يرى بها الحياة لحظة الكتابة، ولأن النظرة تجاه الواقع ليست ثابتة، فقد تتغير الكتابات أو تتطوّر مع الوقت، كما تتغير معها التجارب الشخصية للجميع.
لا أنتظرُ أسبابًا للكتابة
كما أنّني لا أريدُ سماع أسباب مغادرة أحد
ولا أنتظرُ أسبابًا لأرحل أو لأبقى…
أنا لا أعرفُ حتّى أسباب بقائي إلى الآن!
أبتسمُ دون سبب، وأشمتُ دون سبب، وأقاتلُ دون سبب، ودون أن أعرف
لأجل ماذا أقاتل!؟
لا أريدُ أبدًا معرفة ماهيّة الطريق
الذي أسلكُه لكي أواصل
أريدُ أن أتسكّع حائرًا دون سبب
أن أتعب، وأعود دون سبب
ان أتوقّف، وأمضي دون سبب
أن أسمع كوبليه محدّدًا من أغنية ما دون سبب
ان أعيد سماع جزء منهُ مرّة أخرى دون سبب
أن أركض مسرعًا نحو النافذة
وأهتفُ، أصرخُ، ألوّحُ،
وأضحكُ دون سبب
سئمتُ الأسباب، مللتُ الوسائل
كرهتُ الغايات والمسوّغات والدوافع
سئمتُ القيام بالفظائع، والمحاسن لوجود سبب
أرغبُ بالتجرّد من الأسباب مهما كانت
بمحوها ونسيانها، وعدم العودة إليها
أريدُ أن أعيش بعبثيّة، وأن أغادر بعبّثية
وأن يكون مروري عبثيًّا، ووجودي عبثيًّا
أريدُ أن أفعل كل شيءٍ دون سبب
ولكن أوجدوا لي “بلدًا”
أستطيعُ الانتحار فيه
دون سبب!
(يحاول التوازن على أيّامٍ تترنح)
الأدب في معالجة القضايا الاجتماعية
يطرح العمودي قضايا اجتماعية في كتاباته، فللأدب دور كبير في هذا، لكنه يرى أن المعالجة تبدأ بالكشف أولًا، فدور الأدب يكمن هنا، بكشف القضايا أيًّا كانت، وتركها عارية للقارئ ليراها دون أي محاولة للوعظ، أو التستّر، ينظر لها ويدرك نشازها أو بشاعتها.. وذلك ليس شرطًا في كتابة الأدب، ولكن يكون للأدب قيمة أعلى حين تكتبه.
والأدب الذي يتعمق في المشاكل الاجتماعية، ينقلنا إلى عالم أكثر واقعية، نرى فيها مشاكلنا أو مشاكل الآخرين بشكل أعمق وأكثر إنسانية وأخلاقية، وهذا ما يجعلك تعش في جو القصة، وتتمنى لو كان بإمكانك تغيير كل شيء.
إقرأ أيضًا
علاء الدولي قصة تُروى من خلال عدسة الكاميرا