كراهية أتباع المسيحية في اليمن

بودكاست بعنوان: مسيحي في اليمن وكراهية أتباع المسيحية في اليمن .. مشارك في مسابقة جائزة إثراء محتوى التعايش، للصحفي مالك الباركي، منشور على قناته في اليوتيوب

نرحب بكم في البث الصوتي الخاص بالمنظمة الإلكترونية للإعلام الإنساني.. هذا بودكاست تعايش وانا مالك الباركي

أهلا بكم..

حينما بدأت أمر في مرحلة ما قبل النضوج والمراهقة.. تلك المرحلة التي تبدأ في سن ال 15 وتنتهي في 20.. مرحلة الانقلابات الفكرية والاكتشافات وعدم الاستقرار والانفعال الكبير.. حينها حدثت لي قصة جعلتني شغوفا جدا.. ومهتما بكل وسيلة.. عن ايجاد السبب او المبرر الذي يجعل من اصدقائي يسقطون في خانه كراهية الآخرين والدخول في حرب معهم؟

 

كراهية أتباع المسيحية

في ذلك اليوم اتذكر صديقي يوري عندما دخل إلى الفصل في أول يوم دراسة لنا بالمرحلة الثانوية.. كانت هيئته وملامحة ملفتة.. ومختلفة عنا.. ليست عربية أو حتى شرقية.. شعر اشقر.. بشرة بيضاء وعيون زرقاء.. كنا مندهشين من ملامح هذا الطالب التي لم نرى مثلها من قبل الا في قنوات الافلام الاجنبية.. وخصوصا في منطقتنا ومديتنا الصغيرة التي كانت شبه منعزلة وبعيدة عن العاصمة صنعاء.

 

بعدها اكملنا حصصنا الاولى وجاءت وقت الفسحة.. كنت ارى بعض طلاب فصلنا متجمعين حول هذا الطالب الجديد يحاولون التحدث معه.. كان سعيدا بشعوره بالاختلاف وباهتمام الطلاب بالتعرف عليه..

في البداية لم يكن الأمر سيئاً جداً بالنسبة ليوري.. ولكن بعد مرور بضعة أيام.. بدأ بعض الطلاب في التنمر عليه ومضايقته.. برغم انه كان ودوداً ويرغب في الاندماج.. لكن الحواجز كانت كبيرة.

 

ليحدث في أحد الايام اننا رأينا شجارا ثم اعتداء بعض الطلاب عليه.. حينها لم نكن نعرف ماذا يحدث.. الى ان تم استدعاء الطلاب المعتدين على يوري الى إدارة المدرسة.. ليعرفوا ان سبب اعتدائهم كانت ديانة يوري المسيحية..

كراهية أتباع المسيحية

إقرأ أيضًا.. هل يجب كراهية غير المسلمين؟

 

يوري يعيش مع أمه المسيحية وهي طبيبة روسية تعمل في مستشفى المديرية ووالده كان متوفي.. ولأن يوري اجنبي وديانته مختلفة عرفو بعض الطلاب بهذا الامر وتم استقبال يوري من بداية الايام الاولى له في المدرسة.. بهذه الطريقة واذكر بعد ذلك اليوم اني لم اعد ارى يوري سعيد واختفت ابتسامته تلك الجميلة وتفائله بحياته الجديدة في هذه المدينة..

 

واستمر حال يوري مكروها من اغلب طلاب الفصل ويُعامل بقساوة وعنصرية.. وكانو يتلفظون عليه بالفاظ سيئة مثل انت يا كافر انت نجس انت رجس الى ان اضطرت والدته بعد فترة قصيرة لترك المدينة والسفر الى صنعاء.. او لربما عادو الى روسيا هرباً من شعور الوجع والمضايقات..

 

مسيحي في اليمن

وهذه القصة ليست الوحيدة فكنا ومازلنا نعيش العنصرية بانواعها حتى بيننا كاصحاب ارض واحدة ولغة واحدة وديانة واحدة..

 

وهذا ماجعلني اتسائل حينها والى اليوم لماذا هذا الكره؟؟ وهذه العنصرية؟؟ ولماذا نحن نكره؟

 

لماذا علي ان اكره المسيحي لاني مسلم؟ او أكره المسلم لاني يهودي؟ والاسود لاني ابيض والعكس.. او أكره السني لاني شيعي؟ او استحقر القبيلي لاني لست قبيلي او أكره البدوي لاني قروي؟ ولماذا اكره الشافعي اكره الحوثي والاصلاحي الشمالي او الجنوبي؟ لماذا علي ان اكره كل انسان لا يحمل عنوان طائفتي ومذهبي وقوميتي ولوني وطبقتي، لماذا انا سجين في هذه العناوين، ولماذا يجب ان ارفع سلاح الحرب على كل هؤلاء دوما؟

 

لكن بعدها عرفت احنا نكره لأننا اكتسبنا هذه الصفة.. علمونا على الكراهية وزرعوها بيننا

احنا نكره لأن جيلنا الحالي هو نتاج جيل تربى على الكثير من الكراهيه والحقد.

 

وللأسف علمونا ان هناك 5 أو 4 اعراق للبشرية

لكن الحقيقة هي ان الارض لا تحتوي الا على عرق واحد فقط وهو العرق البشري اللي كلنا ننتمي له… بس احنا البشر قسمنا انفسنا لعدة اعراق حتى يتسنى لبعضنا ان يشوف نفسه افضل من البعض الاخر

 

بس يظل الكره مجرد فكرة مزروعة بعقولنا

عشان هو مش موجود بالجينات او بال DNA للبشر.. يعني مافيش جين مسؤول عن العنصرية ومافيش جين مسؤول عن الكراهية الدينية والطائفية وغيرها

يعني انا وانت وانتي واحنا كلنا لم نولد كارهين للناس بسبب ديانة او لون او شكل او عرق

لذلك هو شي مُكتسب

وكلشي مُكتسب نقدر نتخلص منه

 

في النهاية

في نهاية المطاف، التعايش بشكل عام لا يعني فقط العيش بدون صراعات بل يعني بناء جسور من الحب والاحترام. هو أن نرى في كل اختلاف فرصة للتعلم والنمو وأن ندرك أن تنوعنا واختلافنا هو ما يجعلنا أغنى وأكثر إنسانية.

 

خلونا نكون جميعاً دعاة للسلام وخلونا نحتفل بالتنوع الديني والثقافي والطائفي خلونا نستمتع بتجربتنا المؤقتة على هذه الارض واحنا بنحب بعضنا البعض بكل صدق.. عشان نصنع عالماً أفضل لنا وللأجيال القادمة.

 

كنتم مع بودكاست تعايش من البث الصوتي الخاص بالمنظمة الإلكترونية للإعلام الإنساني عن كراهية أتباع المسيحية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. نور يقول

    انا ادعم الفكرة