80 مليون إنسان ينتظرون الموت

الصحة العالمية: مازال هناك وقت للسيطرة على كورونا

 

أمس 11 آذار مارس 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا الجديد أصبح وباء عالميا

 


الوباء العالمي يعني أن المرض ينتشر جغرافيا بصورة تفوق التوقعات، إضافة إلى أن البشر لا يملكون مناعة تجاهه

فهل يُشكّل فيروس كورونا تهديدًا حقيقيًا للعالم، لاسيما أن ذات المنظمة كانت قد أعلنت سابقًا في 2009 من أن فيروس إنفلونزا الخنازير هو وباء عالمي وتعرضت على إثر ذلك إلى انتقادات بكونها تسرّعت في إعلانها وأثارت بذلك ذعرا عالميا دون مبرر.

لنعد قليلًا إلى الخلف، وتحديدًا إلى 18 أيلول/ سبتمبر 2019، حيث صدر في ذلك اليوم تقريرًا عن مجلس رصد التأهب العالمي (GPMB) يُحّذّر من وباء عالمي يُشكّل تهديد حقيقي للعالم، ووصفته بكونه: “عدوى سريعة الانتشار يمكنها أن تقتل عشرات الملايين وتعطل الاقتصادات وتزعزع الأمن الوطني“.


التقرير قال: إذا حدث أي شيء مماثل اليوم، فمن الممكن أن يقتل الوباء 80 مليون شخص تقريباً، ويقضي على حوالي 5% من الاقتصاد العالمي

مجلس التأهب العالمي الذي اجتمع بمشاركة مجموعة البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية قال إن الأمراض الفيروسية التي تتحول إلى أوبئة يُصعب التحكّم فيها، لاسيما وأن العالم يشهد نزاعات طويلة الأمد ويحوي دولًا هشة وهجرة قسرية وذلك وفقا لما نقلته رويترز.


الصحة العالمية: مازال هناك وقت للسيطرة على كورونا

وعلى الرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية من أن كورونا أصبح وباء عالميًا، إلا أنها قالت أمس أنه ما يزال من الممكن السيطرة عليه، حتى بعد أن تضاعف في الأسبوعين الأخيرين عدد الإصابات بالفيروس كما تضاعف عدد البلدان التي وصل إليها الوباء.

مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم كان قد عبّر عن قلقه إزاء مستويات تفشي الفيروس المثيرة للقلق ومستوى خطورته ومستويات انعدام التحرك المقلقة في العالم، وقال: “يمكن تصنيف مرض كوفيد 19 الآن على أنه جائحة… لم يسبق مطلقا أن شهدنا انتشار جائحة بسبب فيروس كورونا”.


بحسب منظمة الصحة العالمية فالجائحة هي وباء جديد ينتشر على مستوى العالم

تقرير مجلس رصد التأهب العالمي كان حذر من أن “العالم غير مستعد” وأوضح أنه: “لفترة طويلة جداً، سمحنا بدورة من الذعر والإهمال عندما يتعلق الأمر بالأوبئة” ولافت إلى أن: “الجهود تُكثف عندما يكون هناك تهديد خطير، ولكن الأمر يُنسى عندما يختفي التهديد.. لقد حان الوقت للعمل”.

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، فإن أحد الباحثين يرى بأن حظر السفر لن يكون مجديا بحيث يجب على السلطات الصحية التحضير لمرحلة جديدة تزيد فيها الحكومات من إنفاقها، كاستعداد المستشفيات لاستقبال تدفق كبير للمرضى وتخزين مضادات الفيروسات، وتقديم تعليمات للمواطنين بملازمة بيوتهم.


كيف يواجه العالم تفشي كورونا؟

عدد من الدول أعلنت وقف جميع الأنشطة التي من يجتمع فيها نسبة كبيرة من الناس، كالتعليم، الأنشطة الدينية والرياضية والثقافية، إضافة إلى تعطيل الدوام ومنح إجازة لجميع العاملين.
ووضعت عدد من شركات التكنولوجيا الكبرى سياسات للتعامل مع الانتشار السريع لفيروس كورونا، فقد سارعت اليوم، شركة “تويتر” بالطلب من موظّفيها في جميع أنحاء العالم بالعمل من منازلهم، فيما كانت شركة جوجل قد طلبت من جميع موظفيها بأمريكا الشمالية أيضًا بالعمل من المنزل.
وكانت شركة فيس بوك قد نصحت موظفيها الذين مقرهم في المنطقة المنكوبة بسنغافورة العمل من منازلهم حتى غدا 13 آذار/ مارس وكانت قد أغلقت مكاتبها في العاصمة البريطانية لندن بعد أن تم تشخيص إصابة موظف زائر من سنغافورة بفيروس كورونا.
وكان تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل قد أرسل مذكرة للموظفين قال فيها أن الشركة تبذل مجهودا كبيرا لتقليل الكثافة البشرية ولهذا سيتم تطبيق سياسة العمل عن بعد في المناطق التي تتميز بانتشار فيروس كورونا بها.

 

هل يجب الذعر من فيروس كورونا؟

علق جوناثان تبرمان رئيس تحرير مجلة فورين بوليسي على الخوف الشديد الذي يعيشه العالم من فيروس كورونا قائلا “إن المرض يمكن أن يكون قاتلا لكن هذا الذعر العالمي يفوق بكثير المخاطر الفعلية له”.


يرى تبرمان أن مدى الاستجابة العالمية للفيروس تكشف عن أن شيئا غريبا يحدث وبدأ بحقيقة أننا نجونا من أوبئة حديثة أسوأ بكثير من الذي نعيشه اليوم دون خوف مثل الإنفلونزا الموسمية التي أفنت 80 ألف شخص في عامي 2017 و2018 في الولايات المتحدة وحدها، أكثر من الذين ماتوا حتى الآن من فيروس كورونا

وإذا ما تم مقارنة حالات الوفاة بعدد حالات الإصابة، فإن هذا الخوف العالمي ليس مُبرّرًا بالفعل، فهناك أمراض أشد وطأة من كورونا ونسبة الوفاة فيها تكون مرتفعة جدًا ولا يمكن تشخصيها إلّا في وقت متأخر مثل ضغط الدم المرتفع وأمراض السُكري والشريان التاجي وأمراض الكبد والسرطان.

 

أهم 10 أسباب تؤدي إلى الوفاة.. الصحة العالمية

 

التعليقات مغلقة.