بين قذائف المقاتلات من السماء والألغام المزروعة تحت الأرض، يجد اليمنيون أنفسهم هناك، الخوف يُحاصرهم من كل اتجاه، السماء لا ترحمهم عندما تمطر عليهم كراهية، تمامًا مثل المبندقين المنتشرين فوق الأرض والألغام تحتها والتي لا تُفرّق بين أي شخص يلمسها، إنسان أم حيوان أو حتى جماد.
الخوف هناك، ليس فقط من القذائف، بل حتى من الجوع
هذا الخوف الذي يحاصرهم، أنتج لدى الكثير عدائية تجاه الآخر، برزت بأعمال القتل والنهب واختطاف الأطفال والنساء والمتاجرة بهم أو بأجسادهم، دون أية مشاعر إنسانية.
يا الهي.. العدائية أصبحت مُفرطة
أشعر بالخجل بعدما صار عمر الحرب ستة أعوام
وعلى الرغم من كون اسمه “صدام” إلّأ أنه لا يحب الصِدام اطلاقًا، حتى في آراءه تقرأ السَكْينة والاطمئنان، ناهيك عن شكله القمحي وعينيه الباردتين.
ولعله من الشباب القليلين في اليمن الذين استطاعوا التغلّب على مرحلة الصدمة سريعًا، حيث لم تتمكّن منه موجة الكراهية التي أصبحت عنوانًا بارزًا في خطابات الكثير من اليمنيين.
وعلى مدار أعوام الحرب الأولى، جيّش صدام نفسه كجندي في جبهة السلام ومناصرته، واستخدم حسابه الشخصي للترويج للسلام عبر كتابات نصية على الفيس بوك متسلسلة بعنوان (أفكار ضد الحرب) التي نشر خلالها عدد 505 خلال عام واحد، وعنوان (قواعد العشق) وآخر (نشتي نعيش) إضافة إلى الكثير من المنشورات غير المعنونة والتي لم تخرج أبدًا عن فكرة مناصرة السلام أو مواجهة الحرب والعنف المرافق لها.
إنه ألم أن تطاردك رائحة العنف في ثيابك
كلما وضعت اصبعك على مسام حرب تَشَكَل ثقب بحجم رصاصة على جدران قلبك..
إنه ألم أيضًا ألّا يكون بوسعك أمام وطن يموت سوى الكتابة… صدام مطيع
منبر للحب..
دفعتني الحرب للكتابة بطريقة لارا فابيان في الغناء، أن تراهن على الصدق والإحساس بالألم للوصول إلى الناس
التعليقات مغلقة.