حرية الدين في اليمن.. متهم بالمسيحية!

حرية الدين في الأجهزة اليمنية.. قصص متفرقة من معاناة أتباع الدين المسيحي في اليمن الذين تم اعتقالهم وتعرضوا لانتهاكات مختلفة.

حرية الدين في المراكز الأمنية اليمنية


 

حرية الدين في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي

“اعتقلوني جماعة الحوثي بعد شكوك سُكّان المنطقة وسماع قضية تحولي من الإسلام إلى دين آخر، أطقم عسكرية حاصرت منزلي واقتادتني كالمجرم”.

“في جهاز الأمن والمخابرات وضعوني بجانب مجموعة من السلفيين وأخبروهم أني مرتد، بدا أن الهدف كان تصفيتي، لكني احتميت ببعض الأفراد وأخبرتهم أني لست عابر إلى ديانة أخرى”.

هذا جزء مما عاناه “نور – اسم مستعار” بسبب عبوره إلى دين جديد، في سلطة لا تؤمن بأي مظهر من مظاهر حرية الدين.

كثير من العابرين إلى ديانات أخرى في اليمن ذاقوا إشكالا من الانتهاكات على يد الأجهزة الأمنية مثل نور.


حرية الدين في مركز شرطة جبل حبشي

في 18 يوليو 2021 أبلغنا “بشير البكاري 44 عام” أن أفرادًا من أمن مديرية “جبل حبشي – قرية في غربي تعز عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة تتبع الحكومة المعترف بها دوليًا” احتجزوا طفله البالغ 4 أعوام.

قال إنهم أتوا لاحتجازه أثناء ما كان فارًا من القرية بعد التهديدات بالقتل التي طالته.

قصة بشير أنه اتهم بالردة عن الدين الإسلامي والتبشير للديانة المسيحية، كان قد تعرّض للاحتجاز يوم الأحد 31 يناير/كانون الثاني 2021 في مركز شرطة جبل حبشي غربي مدينة تعز.

يروي بشير تفاصيل الاحتجاز: “وصلني أمر حضور من مركز شرطة جبل حبشي لإنصاف المدعو م. بن م. ع. س. حضرت وقمت بإثبات عدم صحة الدعوة لكن المدّعي قال: هذا مسيحي”.

تحولت القضية باتجاه آخر.

هذا الإجراء بالضبط أخبرنا به المحامي عبدالغني محمد اللساني، قال: “المحامي لو رفع قضية لأي شخص غيّر دينه من مسلم إلى غير الإسلام، سيتصدى القاضي للقضية من ذات نفسه ويقرر إدخال النيابة لتتحول القضية إلى جنائية كون ذلك الشخص مرتد وفقاً للمادة (٢٥٩) من قانون الجرائم والعقوبات رقم ١٢ لسنة ١٩٩٤م”.

يقول بشير: “فُتح محضر تحقيق آخر وأمسك بي ضابط البحث الجنائي ويدعى ط. و. أخذ هاتفي وكل ما أملك وتحفّظ بهم وأمر بحبسي.. ثم استدعاني للتحقيق وكان يكتب السؤال ويجيب عليه بنفسه.. وعندما طالبت بحقوقي في الرد.. أخبرني أني كافر مرتد وهددني برمز قفل هاتفي مالم يستخدمون معي أساليب وطرق أخرى.. بعد أسبوع كامل أحالوا ملف القضية إلى المباحث الجنائية بمحافظة تعز مرفقة بمذكرة اتهامي بالتبشير”.

لأكثر من شهرين ظل بشير معتقلًا ويواجه خطورة الإعدام. تم الإفراج عنه لاحقًا بعد عدم إثبات التهم الموجهة ضده. لكنه ظل يعاني من تمييز مجتمعي.. تطوّر حد تهديده بالقتل، ما دفعه في 16 يوليو إلى الفرار من المنطقة والبحث عن مكان آمن للإقامة فيه.

هذه حالة فقط من الحالات التي رصدناها عن تعاطي الأجهزة الأمنية مع حرية الدين.

مسيحي يمني


تحت رحمة سلطات الأمر الواقع

في صنعاء التي تحكمها حكومة لا تؤمن بأي مظهر من مظاهر حرية الدين، اعتقل “جليل 32 عام” لمجرد أنه مسيحي.

في إحدى الدورات التدريبية التي استضافت 25 متدربًا؛ باح جليل بمعتقده الديني خلال تعريفه عن نفسه. بعد أسبوع تواصل معه شخص يدعى “أبو أمجد” وطلب لقاءه. خلال اللقاء أخبره بأنه يعلم بكونه مسيحي ولديه اثبات فيديو بذلك.

ظل يتصل عليه كثيرًا ليطلب لقاءه مجددًا كان آخرها في ديسمبر 2018.

ذهب جليل للموعد، قابله شخص آخر يدعى “أبو يعقوب” وأخذه إلى معقل داخل بدروم عمارة. وحُبس منفردًا.

قال جليل: “في ذات الليلة جاء شخص يصرخ: “أين الزنديق؟ وعند التحقيق أخبرني بمعلومات كثيرة عني”.

بحسب جليل فقد كان معتقلًا بتهمة التبشير والعمل لصالح المنظمات الدولية.. والهدف من التحقيق هو معرفة أسماء المنظمات التي تقوم بالتبشير في صنعاء، حد قوله.

قال جليل: “أخبرتهم أني لست ممثلًا لأي جهة لكنهم عذبوني.. عندما خلعوا ملابسي لتعريضي للبرد، رأوا نقش الصليب على صدري، حينها صبّوا عليّ ماءً باردًا في ليالي الشتاء القارسة.. تدهورت حالتي الصحية وأصبت بتشنجات.. أدى ذلك إلى وقف تعذيبي الجسدي وارهابي نفسيًا.. كان المحققون يضعون بنادقهم على رأسي ويقولون إذا لم تعترف سنقتلك”.

لمدة 22 يومًا بقي جليل معتقلًا في الوقت الذي تعرّضت منظمته المحلية للاقتحام والتفتيش.

خلال الاعتقال عرضوا عليه أن يقوم بتسجل فيديو يتهم فيه احدى المنظمات (نتحفظ على اسمها) أنها تقوم بالتبشير وسيتم إطلاق سراحه. قال “أخبرتهم بأن المنظمة لا دخل لها بشيء” يقول جليل، ويضيف: “أفرجوا عني بعد وساطات والتعهّد بأني سأبقى في صنعاء ولن أتحدث للإعلام حول ما حدث وأقوم بزيارتهم متى ما طلبوا مني ذلك.


تعريف حرية الدين

يقصد بحق حرية الدين أو المعتقد في إطار منظومة حقوق الإنسان حرية الفرد في اعتناق ما يشاء من أفكار دينية أو غير دينية.


 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.