يثار جدل سنوي حول موضوع اغلاق المطاعم في نهار رمضان.
هناك من يرى ضرورة على غير المسلمين بالامتناع عن الأكل والشرب علنًا في نهار رمضان احترامًا للصائمين.
وهناك من يرى أن هذا الأمر يدخل ضمن حريتهم الشخصية. وأي قيود متعلقة به، هو تحكّم بالحُريات الفردية، خصوصًا إنه لم يرد أن نص في كتاب القرآن يعاقب المفطرين علنًا أو غير الصائمين.
هذا النقاش يُطرح في العديد من الدول الإسلامية كل عام، لكنه يظل بلا إجابة حاسمة؛ لأن المسألة تتشابك بين الدين، والعادات الاجتماعية، والقوانين، والحريات الفردية.
نحن نرى أن الجدل في هذه القضية مرتبط بواحدة من قيم التعايش بين الأغلبية والأقلية، ولا يرتبط بين حُرمة الإفطار علنًا.
ويبدو أن هناك خلطًا بين الهوية الدينية للدولة، والحرية الشخصية للأفراد، ما يجعل بعض المجتمعات ترى أن احترام الصيام يجب أن يكون قانونًا ملزمًا وليس مجرد سلوك أخلاقي اختياري للأفراد.
الدين، بصفته مكونًا ثقافيًا واجتماعيًا، يؤثر على المجال العام في كثير من الدول المسلمة، لكن السؤال هو إلى أي مدى يجب أن ينعكس هذا التأثير على القوانين والحريات الشخصية؟
هل يجوز فتح المطاعم في نهار رمضان
الدين الإسلامي لم يفرض عقوبة دنيوية على الإفطار العلني. العبادات في جوهرها تقوم على النية والاختيار، وليس على الإكراه والعقاب.
الدين الإسلامي يعتبر الإنسان عبدًا لله، مُطيع لأوامره وملتزم بتعاليمه. وهي ليست عبودية قهرية، بل اختيارية، لأن الله لا يجبر الإنسان على الطاعة أو المعصية، بل يترك له حرية الاختيار. الله وفق الفلسفة الإسلامية لا يقبل الطاعات إذا كانت بالإكراه.
والعقوبات التي تفرضها بعض الدول تأتي من باب العادة والتقاليد أكثر من كونها تشريعًا دينيًا واضحًا وهذا ما يمكن تفسيره أن بعض الدول الإسلامية لا تطبق هذه عقوبات خاصة بمن يقوم بالإفطار نهار رمضان، بينما يتم التشديد عليها في دول أخرى
بعض الدول المسلمة تقوم بمراعاة مشاعر المسلمين، وتفرض قيودًا على فتح المطاعم نهار رمضان أو تناول الطعام علنًا. هناك دول أخرى، يبقى الأمر لديها اختياريًا، ولا تُفرض أي قيود قانونية على غير الصائمين.
لا أحد يُجبر المسلمين على الإفطار، فلماذا يُجبر غير المسلمين على الصيام؟
أين تكمن المشكلة؟
الإسلام في جوهره دين يُعزز التسامح والتعايش، لكن المشكلة تكمن في التفسير الفقهي لبعض أحكامه. غالبًا تقوم بعض المجتمعات بتفسيره بشكل إقصائي وقانوني متشدد لا يراعي التعددية ولا التنوع.
فتح المطاعم في نهار رمضان ليست مشكلة، لكن التعامل المتشدد معها هي المشكلة. قد يكون الحل هو التوازن بين احترام مشاعر الصائمين، وعدم فرض القيود على الحريات الفردية. بمعنى أن هناك دول توفر أماكن مخصصة لغير الصائمين يُسمح فيها فتح المطاعم في نهار رمضان. وهناك دول تترك الأمر للعُرف الاجتماعي، حيث تبقى المطاعم مفتوحة، لكنها تضع ستارًا على أبوابها
التعايش الحقيقي لا يعني أن يفرض طرفٌ رؤيته على الآخر، بل أن نحترم بعضنا البعض رغم اختلافاتنا.
اذا فتحت المطاعم هنا يكون الصيام اقوى واكثر اجر .. هذه وجهة نظر