بين الشعبين اليمني والكويتي ثمة واقع من الروابط العميقة التي جرى تأسيسها على مدى ردح طويل من الزمن. فخلال مراحل شتى يلحظ المتابع لهذه العلاقات واقعا من المتانة والتنامي الملحوظ واللافت لهذه العلاقات البينية تقوم بعملية تعزيز العلاقات بين اليمن والكويت.
لا تقتصر هذه العلاقات في واقع الأمر على الجوانب السياسية فحسب.. فنجد أن الكويت عمدت على ترسيخ واقع من الدعم اللا مسبوق للشعب اليمني.. يتمثل في المشاريع التعليمية والاقتصادية المتعددة والمنتشرة على طول اليمن وعرضها.
وتعد الكويت من أبرز الدول التي قدمت اسهامات لافته على صعيد البنية التحتية في اليمن.. حيث نجد المنشئات الكويتية شاهدة على متانة العلاقات بين اليمن والكويت.
وفي كل محافظة يمنية نجد قيام الكويت الشقيق بإنشاء مشاريع تعليمية وصحية واقتصادية لعل أبرزها المعاهد التعليمية والمهنية التي انشأت في معظم المحافظات بتمويل كويتي بالإضافة إلى مباني الكليات المختلفة في الجامعات كجامعة صنعاء مثلا وكذا المستشفيات والمدارس.
لم تتوانى الكويت حكومة وشعبا في تقديم يد العون لليمنيين.. ففي كل محافظة يمنية نجد معلما بارزا من انشاء دولة الكويت.. وهو واقع لا يدل إلا على مدى ما تكنه الكويت من علاقة ومشاعر أخوية صادقه لليمن ولليمنيين عموما.
تعداد المنشآت الكويتية في اليمن يدل على مستوى التقدير البالغ الذي يكنه الكويتيون للشعب اليمني.. حسين اللسواس
العلاقات بين اليمن والكويت
ورغم أن هذه العلاقات كادت أن تمر بواقع من الفتور كنتاج لحرب الخليج وتداعياتها.. إلا أن اليمنيين والكويتيين لم يسمحوا لعلاقاتهم البينية الراسخة بالتعرض لطائلة المد والجزر.. حيث سعى الطرفين إلى تكريس واقع من التواصل وتعزيز الروابط البينية.. وصولا إلى مرحلة من الحفاظ على هذه العلاقات الأخوية الراسخة في شتى المجالات.
لقد وقفت الكويت مواقف سياسية مشرفة للغاية مع أبناء اليمن وبالذات في حرب صيف 1994م.. حيث لم تكن تلك المواقف إيجابية إزاء الاقتتال اليمني، بل سعت للم شمل الفرقاء السياسيين.
وحتى في الوقت الراهن وفي حالة الاقتتال اليمني الراهن بين حكومة الرئيس هادي من جهة وسلطة الحوثيين من جهة أخرى.. قامت الكويت الشقيقة برعاية حوار سياسي خلاق بين طرفي النزاع اليمني في محاولة جادة لرأب الصدع ووضع حد للاقتتال.. يكفل انجاز واقع من التسوية السياسية بين الطرفين لتثمر هذه الجهود عن توافقات لافتة بين الطرفين.
ومن أبرز دلالات العلاقات المتينة بين البلدين، الرعاية الكويتية للجالية اليمنية التي تحظى باهتمام لافت من قبل الشعب الكويتي.. حيث يحظى اليمنيون بتعامل خاص في دولة الكويت ولم يسبق للجالية اليمنية أن عاشت واقعا من المعاناة مطلقا في أراضي الكويت الشقيق.
ختامًا.. ما زالت علاقات البلدين المتينة مرشّحة لواقع من التطور المضطرد بين البلدين وهو ما يراهن عليه اليمنيون والكويتيون عبر ابرام المزيد من اتفاقيات التعاون المشتركة واقامة المزيد من المشاريع في شتى المجالات.. لتتحول هذه العلاقات إلى أنموذج للعلاقات ذات الطابع التكاملي بين الدول.
التعليقات مغلقة.