ضد غزو الكويت
لعله من الجيد أن نتقدم بمكاشفة لهذه الدولة التي قدمت لليمن الكثير من الدعم والمساندة “النظيفة” في مختلف المجالات والمراحل منذ ستينيات القرن المنصرم.
وجدنا أنفسنا نتعامل مع إرث ثقيل من الأزمات، نود التخلص منها فورًا
نعيش في اليمن حالة من الفوضى التي قادتنا إليها النخب السياسية، لكننا كشعب واعٍ ومدرك لطبيعة العلاقات مع الجوار، فإن اتجاهنا في هذه المرحلة الحساسة يمضي باتجاه تصحيح أوضاعنا الداخلية والخارجية، لكننا نجد أنفسنا مجبرين على التعامل مع ارث ثقيل من الأزمات والمشاكل والتحديات، أدى تجاهل الكثير منها والتغاضي عنها إلى تفاقمها وتراكم آثارها وانعكاساتها السلبية التي نعيشها اليوم.
وانطلاقاً من مسئوليتي الوطنية، واستشعاراً لطبيعة المشاكل والتحديات والأزمات المختلفة التي تعيشها اليمن، وتطبيقاً لقناعاتي بأهمية طي صفحات الماضي ومعالجة جميع الآثار والانعكاسات السلبية التي انتجتها مشاكله وأزماته الداخلية والخارجية، أريد أن أعتذر للكويت، باسمي وباسم الشعب اليمني كافة، اعتذرًا عن موقف دولتنا تجاه غزو الكويت.
ومع إدراكي أنه من المستحيل تجاهل الماضي أو نسيانه بدون الوقوف أمامه بمسئولية حقيقية مُدركة لما نتج عنه، فإن اعتذاري هنا ليس محاولة لإغراق الترسبات السياسية بين البلدين إثر موقف النظام اليمني من غزو دولة الكويت، ولكنه محاولة لجر الأشقاء إلى الاهتمام بالملف اليمني وبناء السلام بين الأطراف المتنازعة.
إقرأ أيضًا:
إن ملف العلاقات اليمنية الكويتية يصنفه الكثيرون بأنه أهم الملفات على مستوى السياسة الخارجية لليمن، وبالذات بعدما استحدث فيه من اشكاليات نتيجة موقف النظام اليمني من موضوع غزو الكويت من القوات العراقية عام 1990م، ورغم التحسن الكبير الملحوظ في مجال العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين الشقيقين؛ إلا أن المتابع يلحظ وجود آثار لهذه الترسبات السلبية العالقة.
اعتذار:
إنني كرئيس للمركز اليمني لدراسة وتحليل الأزمات، وانطلاقاً من مسئولياتي ومهامي التي أتحملها عبر دراسة وتحليل ومواجهة الأزمات والمشاكل والتحديات المختلفة التي تعاني منها اليمن والتي نجد أنفسنا مضطرين لمواجهتها وتجاوزها كونها إرث ثقيل أُجبرتنا على تحملها ومحاولة التخلص منها ومعالجة آثارها وانعكاساتها؛ أعتقد أنه من أهم الخطوات التي يجب أن نمضي فيها على طريق سعينا لبلوغ دولتنا المنشودة هو استشعارنا بالتقدير والعرفان لدور دولة الكويت واسهاماتها ومساعداتها التي قدمتها لليمن في أصعب المراحل التي عاشتها.
وكنوع من المساهمة في التعبير عن الشكر والامتنان الشعبي للدور الكويتي الداعم والمساعد لليمن في مختلف المجالات، فإني كمواطن يمني وتأكيداً لرغبتي في تعزيز العلاقات وتمتينها مع الكويت الشقيق، أعلن اعتذاري لدولة الكويت، وأدعوهم لنبدأ معاً بخطوة مجتمعية جادة في طريق حل وتسوية النزاعات والصراعات الداخلية والخارجية، والتخفيف من آثارها وانعكاساتها وتعزيز وتحفيز دور المجتمع لحل ومواجهة الأزمات والمشاكل.
وآمل على يد أمير دولة الكويت سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أن يقوم بعملية بناء السلام في اليمن بأياد كويتية لتعيد إلى الأذهان اتفاقية الكويت 1979 وإنهاء حرب 1979 اليمنية.
التعليقات مغلقة.